الفهد العجوز والسعدان
مسرحية للأطفال
طلال حسن
الببغاء نائم في عشه ،
بين أغصان الشجرة
الببغاء :
" يغط في النوم " خ خ خ خ .
السعدان :
" يدخل " آه .. الببغاء .
الببغاء :
" يغط في النوم " خ خ خ خ .
السعدان :
إنه نائم .
الببغاء :
" يغط في النوم " خ خ خ خ .
السعدان :
ليتني مثله ، أستطيع أن أنام ، ولكن
كيف يغمض لي جفن ، وأنام ،
والخطر يقترب مني ؟
كيف يغمض لي جفن ، وأنام ،
والخطر يقترب مني ؟
الببغاء :
" يفتح عينيه " ....
السعدان :
أيها الببغاء ..
الببغاء :
ليتك تذهب إلى بيتك وتنام ، الوقت
مازال مبكراً .
مازال مبكراً .
السعدان :
لا أستطيع أن أنام ، والفهد العجوز
في الجوار .
في الجوار .
الببغاء :
الفهد العجوز ليس في الجوار ، بل
في داخلك ، ولن تنام وترتاح ، حتى
تتخلص منه .
في داخلك ، ولن تنام وترتاح ، حتى
تتخلص منه .
السعدان :
لقد سمعته ، قبيل الفجر ، يزأر
متوجعاً .
متوجعاً .
الببغاء :
منذ فترة طويلة ، لم يرَ أحد الفهد
العجوز في الجوار ، إنها كوابيسك
المريضة ، صدقني .
العجوز في الجوار ، إنها كوابيسك
المريضة ، صدقني .
السعدان :
ليت ما تقوله صحيحاً ، لكني
سمعته بأذنيّ ، ولم يكن كابوساً .
سمعته بأذنيّ ، ولم يكن كابوساً .
الببغاء :
" يلوذ بالصمت " ....
السعدان :
سأذهب إلى بيتي ، وأبقى فيه "
يسير مبتعداً " لعلي أرتاح .
يسير مبتعداً " لعلي أرتاح .
الببغاء :
" يهز رأسه " ....
السعدان :
" يخرج " ....
الببغاء :
لعل ما يقوله السعدان وساوس ،
فأنا لم أسمع الفهد ولم أره بنفسي ،
ولكن يقال أنه خاض معركة ضارية
مع خنزير بريّ شرس ، قبل أيام
وخرج منها بجروح بليغة .
فأنا لم أسمع الفهد ولم أره بنفسي ،
ولكن يقال أنه خاض معركة ضارية
مع خنزير بريّ شرس ، قبل أيام
وخرج منها بجروح بليغة .
الفهد :
" يصيح من بعيد بصوت غليظ
متوجع " أ أ أ أ .
متوجع " أ أ أ أ .
الببغاء :
" يلتفت نحو مصدر الصوت " آه .
الفهد :
" يصيح من بعيد ثانية " أ أ أ أ .
السعدان يدخل مسرعاً ،
وقد أطاش الرعب عقله
السعدان :
" يصيح " الفهد .. الفهد ..
الببغاء :
لا تخف ، إنه بعيد .
السعدان :
بل هو قادم ، سأجن إذا نظر إليّ .
الببغاء :
تمالك نفسك ، لا داعي لكل هذا
الخوف .
الخوف .
السعدان :
أنظر .. الشجيرات تتحرك .. إنه
قادم .. قادم ..
قادم .. قادم ..
يدخل الفهد من بين
الأحراش ، يئن متوجعاً
السعدان :
يا ويلي .. ها هو الفهد ..
الببغاء :
لا تنظر أليه .
السعدان :
ليتني أستطيع ، سأجن إذا صوب
عينيه إليّ ..
عينيه إليّ ..
الببغاء :
أبعد نظرك عنه .
السعدان :
انظر ، إنه يرفع نظره إليّ ..
الفهد :
" يحدق في السعدان " ....
السعدان :
" يصرخ مرعوباً " آآآآ ..
الببغاء :
كفى ، تمالك نفسك .
الفهد :
" ينظر إليه وقد فتح شدقيه " ....
السعدان :
" يصرخ بصوت أعلى " آآآآ ..
الفهد :
" يصيح " أ أ أ ..
السعدان :
" يصرخ وهو يتحرك قلقاً " آآآآ ..
الببغاء :
" يقترب منه " إياك أن تغادر
مكانك من الشجرة .
مكانك من الشجرة .
الفهد :
" يصيح ثانية " أ أ أ ..
السعدان :
" يصرخ " آآآآ .. لن أبقى هنا "
يهمّ بالقفز من الشجرة " لن أبقى ..
وإلا صعد إليّ .. وافترسني ..
يهمّ بالقفز من الشجرة " لن أبقى ..
وإلا صعد إليّ .. وافترسني ..
الببغاء :
" يفتح جناحيه ويحضنه " أيها
الأحمق ، هذا ما يريده الفهد ، ولن
تفلت منه إذا قفزت من الشجرة إلى
الأرض .
الأحمق ، هذا ما يريده الفهد ، ولن
تفلت منه إذا قفزت من الشجرة إلى
الأرض .
السعدان :
دعني أهرب ، وإلا صعد الشجرة ،
وافترسني مثلما افترس جدي .
وافترسني مثلما افترس جدي .
الببغاء :
هذا عندما كان فتياً ، انظر إليه
الآن ، إنه عجوز ، مثخن بالجراح ،
يكاد لا يقوى على السير .
الآن ، إنه عجوز ، مثخن بالجراح ،
يكاد لا يقوى على السير .
الفهد :
" ينظر إليه " ....
السعدان :
يا ويلي .. إنه مازال ينظر إليّ
بعينيه الناريتين ..
بعينيه الناريتين ..
الببغاء :
أغمض عينيك ، واصبر وتماسك ،
لن يلبث طويلاً ، سيمل ويذهب .
لن يلبث طويلاً ، سيمل ويذهب .
السعدان :
لن يذهب .. حتى ينال مني ..
ويفترسني ..
ويفترسني ..
يتناهى صوت كلب من
بعيد ، الفهد يلتفت
إليه
الكلب :
" من بعيد " عو عو عو عو .
الببغاء :
هذا كلب الحارس .
الفهد :
" يتلفت حوله" ....
الببغاء :
إنه يبحث عن مصدر الصوت ،
فهو مجنون بافتراس الكلاب .
فهو مجنون بافتراس الكلاب .
السعدان :
" يراقبه وهو مازال يرتجف خوفاً
" ....
" ....
الكلب :
" من بعيد " عو عو عو عو .
الفهد :
" يتحرك مهمهماً " هم م م م .
الببغاء :
إنه يبحث عن مصدر صوت الكلب
، وهو لا يدري أن فيه هلاكه .
، وهو لا يدري أن فيه هلاكه .
الكلب :
" من بعيد " عو عو عو عو .
الفهد :
" يخرج مسرعاً نحو مصدر
الصوت " ....
الصوت " ....
الببغاء :
أرأيت ؟ لقد ذهب .
السعدان :
" بشيء من الارتياح " نعم ..
ذهب ..
ذهب ..
الببغاء :
" يبعد جناحيه عنه " لقد أسرع
الأحمق نحو الكلب ، فهو مجنون
بافتراس الكلاب ، وهذا أنساه أن
الحارس يتربص به ، وبندقيته القاتلة
بين يديه .
الأحمق نحو الكلب ، فهو مجنون
بافتراس الكلاب ، وهذا أنساه أن
الحارس يتربص به ، وبندقيته القاتلة
بين يديه .
السعدان :
ليت الحارس يقتله ، ويخلصنا من
شروره .
شروره .
الببغاء :
والآن ، اذهب إلى بيتك ، ونم
بعض الوقت ، لعلك ترتاح .
بعض الوقت ، لعلك ترتاح .
السعدان :
أشكرك ، أشكرك ، يا صديقي .
الببغاء :
لا شكر على واجب ، أنت صديق
عزيز .
عزيز .
السعدان :
لولاك لقفزت من الشجرة
كالمجنون ، وتلقفني الفهد "يصمت
لحظة " سيكون هذا درساً لي .
كالمجنون ، وتلقفني الفهد "يصمت
لحظة " سيكون هذا درساً لي .
الببغاء :
" ينظر إليه مبتسماً " ....
السعدان :
صدقني ، الأمر ليس بيدي ، يبدو
أن الرعب يشلّ تفكيري ، ويدفعني
إلى القفز إلى الأرض ، وهذا ما
يريده الفهد .
أن الرعب يشلّ تفكيري ، ويدفعني
إلى القفز إلى الأرض ، وهذا ما
يريده الفهد .
الببغاء :
اذهب ، يا صديقي ، وارتح في
بيتك ، لقد ذهب الفهد العجوز .
بيتك ، لقد ذهب الفهد العجوز .
السعدان يخرج على مهل ،
الببغاء يتنهد ، ويغمض عينيه
إظلام
12 / 5 / 2014
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق