ليلى والذئب
بقلم: طلال حسن
للمرة
السابعة ، أم إنها التاسعة ؟ تقرأ نورة قصة " ليلى والذئب " ، وكلما
قرأتها ، وخاصة أثناء الليل ، تراءى لها أنها ليلى .
وأفاقتْ على أمها تناديها : نورة .
وأغلقتْ نورة قصة " ليلى والذئب " على مضض ،
ومضتْ إلى أمها ، وقالت : نعم ، ماما .
وقدمت لها أمها سلة ، مغطاة بمحرمة نظيفة ، وقالت : هذا
مشمش وتفاح ، خذيه إلى جدتك .
وأخذتْ نورة السلة ، ونظرت إلى أمها ، وقالت : لكن الذئب
..
وقاطعتها أمها قائلة : اذهبي ، جدتك تنتظرك .
وذهبتْ نورة ، حاملة السلة ، فوقفت أمها عند الباب ،
وقالتْ : انتبهي وأنت تسيرين .
وتمتمتْ نورة ، وهي تسير مبتعدة : سأنتبه ، آه من ..
الذئب العجوز .
وعند منتصف الطريق ، رأتْ نورة الذئب العجوز ، يرقد تحتْ
إحدى الأشجار ، وتوقفتْ نورة خائفة ، وهمتْ أن تتراجع ، حين اعتدل الذئب العجوز ،
وقال : أهلاً ليلى ، تعالي .
ونظرتْ نور إليه ، وقالتْ : أنت .. الذئب .
واقترب الذئب منها ، وقال : وأنت ليلى .
وهزتْ ليلى رأسها ، ربما لتقول له إنها ليستْ ليلى ، لكن
الذئب اقترب منها ، وقال : نعم ، وجائع ، ولابد أن آكل .
وأشارتْ نور إلى السلة ، المغطاة بمحرمة نظيفة ، وقالتْ
: في السلة مشمش وتفاح لجدتي ..
وصمتتْ نورة ، فقال الذئب العجوز : ليلى ، أنا لستُ جدتك
، وإنما .. ذئب .
ولاذتْ نور بالصمت ، فحدق الذئب العجوز فيها مهمهماً :
هم م م م .
يا للمصيبة ، ما العمل ؟
وتلفتتْ نور حولها ، تبحث عن مخلص ينقذها من الذئب
العجوز ، وتراءى لها خالها ، يبرز من بين الأشجار ، وبندقيته في يده ، و ..
وأفاقتْ على الذئب العجوز يتشممها ، وقد كشر عن أنيابه ،
فصاحتْ مرعوبة : النجدة .
وأسرع إليها الحطاب الشاب ، وقال : لا تخافي .
فتشبثتْ نورة به ، وقالتْ : أنقذني ، الذئب .
واحتضنها الحطاب ، وقال : نور ، هذا ليس ذئباً ، إنه
كلبي .
وتراجعتْ نور قليلاً ، متأملة كلب الحطاب ، الذي يشبه
الذئب ، وقالتْ : الذئب العجوز ، كان هنا ، وقال لي إنه جائع ، وكاد أن ..
وضحك الحطاب العجوز ، وقال : أنت خائفة ، يا نور ، وربما
تراءى لك الذئب العجوز ، الذي لا نراه الآن إلى في الغاباتْ البعيدة ، أو الحكايات
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق