أرنوب وسلحوفة
قصة للأطفال
بقلم : طلال حسن
خرج أرنوب وسلحوفة يتجولان ، وتوغلا في الغابة
، مبتعدين عن بيتيهما ، وقبيل منتصف النهار ، ازدحمت السماء بالغيوم ، وهبت ريح
شديدة ، فقالت سلحوفة : سيهطل المطر ، يا أرنوب ، فلنسرع إلى البيت .
وقفلا عائدين ، وتقدم أرنوب
سلحوفة ، وصاح متذمراً : أسرعي ، يا سلحوفة ، أسرعي .
وحثت سلحوفة خطاها قائلة : لا
أستطيع أن أسرع أكثر ، إنني سلحفاة .
وانطلق أرنوب بأقصى سرعته ، وهو
يقول : سيتبلل فرائي بالمطر إذا تأخرتُ ، وداعاً .
وهطل المطر ، بعد قليل ، كالسيل
، فأسرعت سلحوفة ، ولاذت بإحدى الأشجار ، وحالما كفّ المطر عن الهطول ، وأطلت
الشمس من بين الغيوم ، استأنفت سلحوفة سيرها مترنمة : شمس ومطر .. هذا هو ..
الربيع .
وعند حافة سيل ، تكون بفعل مياه
المطر الغزيرة ، فوجئت سلحوفة بأرنوب ، يقف مرتجفاً ، والماء يقطر من فرائه ،
فأسرعت إليه وقالت : أرنوب ! حسبت أنك وصلت البيت الآن .
فأطرق أرنوب رأسه ، وقال : لقد
اعترضني هذا السيل ، وأنا ، كما تعرفين ، لا أجيد السباحة .
وهنا اقتربت سلحوفة منه ، وقالت
: لا عليك ، اصعد فوق ظهري .
ورفع أرنوب عينيه مندهشاً ،
فقالت سلحوفة : هيا اصعد ، فقد يهطل المطر ثانية .
وصعد ارنوب فوق ظهرها متردداً ،
فانطلقت تسبح به عبر السيل ، وحين وصلت به الحافة المقابلة ، هتفت قائلة : انزل ،
يا ارنوب ، وأسرع إلى البيت .
ونزل ارنوب ، وراح ينفض الماء
عن فرائه قائلاً : لا ، يا سلحوفة ، سأسير معك .
فقالت سلحوفة مبتسمة : لكني
بطيئة .
وابتسم ارنوب هو الآخر ، وقال :
مهما يكن ، سأسير معك ، حتى النهاية .
وسارت سلحوفة ببطئها المعهود ،
ومعها سار أرنوب مترنماً ، رغم أن السماء كانت تنذر بهطول المطر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق