النمر الحقود
شاكر صبري
كان هناك نمر ماهر شرس مميز بين النمور بانه من اشرس واقوي النمور وسط زملائه وحتي بقية الغابة عرفتهكان ايضا مميزا في شكله فقد كان له بقع مميزه علي جلده غير بقية النمور
ولكنه مع ذلك كان عنيفا مع اصحابه يخطف صيدهم احيانا منهم وكان لا يقدر كبيرا ولا يعطف علي مريض فكان مكروها بين النمور والكل يخافه ويتقي شره
وكانت جماعة الاسود تعيش في الضفة الاخري من مجري مائي وكان بينهم ايضا اسد
قوي وماهر في الصيد ونشيط جدا ولكنه كان محبوبا فقد كان يقوم بالصيد لنفسه ولغيره احيانا من الرمضي او الكبار في السن ولهذا احبته الاسود وقدرته وعلمت الغابة كلها بمهارة هذا الاسد المتميز كانت الاسود والنمور يري كل منهما الاخر
والاخبار تنتقل للجميع فالكل يعرف الاسد المحبوب والكل يعرف اخبار النمر المكروه
ولم تكن العلاقة قوية بين الاسود والنور ومع ذلك لا توجد عداوة بينهم
شعر النمر الشرس بالحقد علي الاسد الذي كان يراه كثيرا في الضفة الاخري وهو محبوب بين عشيرته وايضا وهو مشهور بقوته واراد النمر ان يقصم ظهر الاسد
وهنا دعاه الي وليمة كبيرة وساله عن احب اللحوم اليه جهزها له وهي لحم الغزال البري
وطلب منه ان لا يعلم احدا حتي لا يحرجه لان الوليمة قاصرة علي فرد واحد وبانه دعاه اعجابا بشجاعته وتقدمه في الصيد كان الاسد محرجا جدا من النمر وهو لا يردي الذهاب لعدم وجود الفة بين الطرفين ولكنه قبلها وهو محرج لان اجابة الدعوة من المروءة ومن اخلاق الكرام
جهز النمر للاسد طعام الغذاء من اطيب ما يحب ووضع فيه مادة مخدرة تجعله غير قادر علي الوعي والتركيز تماما ولا ينام الا بعد فترة وتناول الاسد الاطعام وقد ذهب وهو جائع حتي ياكل بوفرة لانه ضيف وبعد ان تناولا الطعام طلب منه النمر ان يسير معه للسمر حتي يتم هضم الطعام فالكسل يتعب الجسم ووافق الاسد
حتي ذهبا الي مكان به اكواخ للاقامة تعيش فيها بعض النمور
وكان النمر قد خدع النمور واعلمهم بان الاسد سوف ياتي في هذا الموعد لكي يعتدي علي انثي كبير النمور لم يكن احد يصدقه ولكنه ظل يقسم حتي قالوا له سنستعد فان كنت صادقا سنلقنه درسا لا ينساه وان كنت كاذبا لن تعيش بيننا
وكانوا قد جهزوا مجموعة من النمور القوية تنتظره ولم اقترب النمر والاسد من المكان طلب منه النمر ان يتجه هو للجلوس في الكوخ كبير النمور واستاذن منه بانه سوف يذهب علي الفور لاحضار اخيه لكي يتسامرا ويهضما طعام الغداء في جو هايء وجميل كان الاسد مجهدا من تاثير المخدر وغير واعيفذهب علي الفور وقال له حقا انني محتاج لكثير من الهدوء
وبمجرد ان بدا الاسد يدخل الي الكوخ انهالت عليه النمور ضربا وايذاء وهو لا يستطيع حتي المقاومة واراد البعض قتله ولكن كبير النمور قال لهم دعوه حتي لا تحدث معركة بيننا وبين الاسود بسببه , ولم يكن النمر قد ذهب لاحضار اخيه بل ذهب الي بيت القرود واحضر جماعة منهم وجهز لهم وليمة كبيرة من الموز لكي يحضروا بسرعة معه وكان قد طلبهم لعمل حفل سفر بعد الظهر معه ومع اصدقائه فجاؤا مسرعين ولانه يعلم انهم ينشرون الاخبار بسرعة مذهلة وحضر القرود في الوقت الذي كان النمر فيه يضرب وشاهدوا الموقف تماما
وحينما سالوا النمور عن السبب حكوا لهم السبب الذي حكاه لهم النمر ولم يعلمو احد بانها خديعة له كان الاسد في حالة من الاعياء الشديد وفقدان الوعي
وقامت النمور بالقائه قريبا من عرين الاسود ولما راته الاسود غضبوا وهاجوا وماجوا وارادوا الانتقام ولكن النمور اعلمتهم بانه قد جاء للاعتداء علي انثي كبير النمور و القرود كانوا شهودا علي ما حدث وصدقتهم الاسود واستحيوا من فعله وبان فعله هذا لا يليق بجماعة الاسود
وتركوه للعلاج وظل اياما كثيرة تحت العلاج وهو غير قادر علي النطق والتمييز حتي تم شفاؤه حكي لهم الاسد ك ما حدث
ولم يصدقه احد من قبيلته فلماذا ذهب لهم مع عدم وجود الفة كان يجب ان يعلمهم
والاسد لم يكن يعلم بخديعة النمر ولا يعلم ما حدثذهب الي النمر لكي يبرأه و يحكي لهم ما حدث , ولكن النمر رفض مقابلته وقال
لن اقابل من حاول خيانة الامانة طلب من النمور ان تطرده من موقعهم
طرد الاسد وهو في غاية الحزن علي ما حدث كان للاسد كلب صديق وفي
كان الاسد دائما ما يجلب له اللحم الوفير من طعامه وكان يدله علي الصيد وربما كان يشاركه في مطاردة الفرائس ولم يكن يعلم احد من النمور بقصة صداقتهما
حينما ذهب الي الاسد علم القصة حزن كثيرا وقال له سوف اذهب الي النمور واعلم القصة وما حدث بالضبط, ذهب الكلب الي جماعة النمور واعلمهم بانه يعلم مكانا مليئا بالصيد الوفير ولكنه لن يتكلم الا مع اقوي فرد في العشيرة وغضبوا منه ولكنه قال هذا شرطي وانتم احرار
رضيوا بشرطه وحضر له ذلك النمر وطلب منه ان يعلمه بالمكان ولكنه قال لن استطيع ان اوصف لك المكان ولكن سوف اصاحبك لتراه بعينك
وافق النمر وسارا سويا وكان الكلب قد جهز طعاما لهما في كوخ في الطريق قد جهزكل شيء مع الاسد ولكن الاسد لم يظهر وكان يراقب من بعيد بحيث لا يراه النمر كان قد وضع في الطعام للنمر مادة مخدرة بحيث يفقد اتزانه تماما ويهذي دون ان يشعر وهنا تناولا النمر الطعام وبعد ان شبعا, طلب الكلب الاستراحة في كوخه هذا بعد الطعام فترة قصيرة ثم ينطلقا
بدا مفعول المخدر يظهر علي النمر وهنا طلب منه الكلب ان يحكي لهم قصة الاسد الخائن الذي جاء اليهم وضربوه صربا مبرحا وهنا حكي النمر للكلب كل شيء بالتفصيل والاسد يسمع كل شيء من بعيد وهنا اعتذر الكلب للنمر بانه مصاب بمغص شديد وسوف باتي معه بمجرد شفائه حزن النمر وغضب وقال بعد كل هذا لا نذهب قال له اني مريض سوف اتي معك بمرج شفائي ان شاء اللهفكر الاسد والكلب في حيلة للانتقام من النمر
وبعد ثلاث ايام ذهب الكلب الي النمروطلب منه ان ياتي معه فقد اصبح معافا
ورضي النمر علي ان يجهزز له طعاما افضل من السابق ولم يكن يعلم بما فيه
ذهب معه النمر وحينما وصلا الي كوخ الكلب دخلا لتناول الطعام
وتناولا حتي امتلات بطن النمر طبعا هذا الطعام من صيد الاسد
كان الاسد والكلب قد احضرا جماعة القرود التي شهدت علي الاسد ظلما ولكن بحجة انهم يقومن بحفل سمر مع الكلب ولم يكن بعلموا بوجود الاسد او النمر فلبوا دعوة الكلب علي الفور وانلما حضروا جعلهمينتظروا من بعيد لاسباب سوف يشرحها بعد ذلك وجلس الاسد دون ان يراه احد وكانت هناك ايضا مجموعة من اصدقائه الكلاب مع القرود يجلسون ولا يعلمون بما يدور غير انها حفلة سمر ووليمة كبيرة
تناول الكلب والنمر الغداء وجلسا يستريحا من الطعام الدسم وهنا بدا مفعول املخدر يسري في جسم النمر وبدا يجره الكلب للحديث عن موضوع الاسد, وهنا حكي بالتفصيل ثانية عن كل ما حدث , وسمع الجميع ما حدث وفهموا تدبير الكلب
وهنا ظهر الاسد النظلوم وراه النمر وحاول الهرب ولكن كيف وهو مخدر وايضا علم انه لن يفلت من الاسد وعلم انه قد انكشفت خديعته ولن يفلت من العقاب
ظن ان الاسد سيقلته ولكن الاسد لم يفعل ذلك بل اراد ان يجعله عبرة لمن يعتبر
ويلقنه درسا لا ينساه فقام بقطع رجله الامامية التي يصطاد بها ويجري وقام بخلع احدي عينيه وقد كان مخدرا واستطاع تحمل ذلك فالمخدر يذهب اثر الالم .
وعاد النمر لقبيلته وهو مطاطئ الراس في خزي كان كلما راته الحيواناتتذكرت قصته وحقده وعلموا ان ما حدث له كان جزاء لحقده وهولم يعد حتي قادرا علي الصيد فقد كان ياكل من فتات النمور الاقوي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق