أمنية سلحوفة
قصة للأطفال
بقلم : طلال حسن
سارت سلحوفة ، ببطئها المعهود ، حتى وصلت بشق الأنفس ، إلى ضفة البحيرة .
وتنفست الصعداء ، فها هي أخيراً تصل ماء
الأمان ، فلو واجهت أي خطر في الطريق ، لما كان بإمكانها الهرب ، ولربما تعرضت
للهلاك .
وحانت منها التفاتة ، فلمحت صقراً يحلق فوق
الأشجار ، وتمنت لو كانت صقراً ، يحلق في أعالي السماء ، وينقض كالسهم على فرائسه الخائفة
، و .. لا .. لا .. الطيور والأرانب من فرائسه ، وهي من أصدقائي الطيبين .
وهمت سلحوفة أن تواصل سيرها ، حين ارتفع من
بعيد زئير رهيب ، ارتجت له الغابة ، وتوقفت مبهورة ، آه إنه الأسد .
وتمنت لو كانت أسداً ، فالأسد ضخم وقوي وجميل
، يهابه الجميع ، ويحترمونه ، و .. لكن لا .. لا .. لا .. لا أريد أن أكون أسداً ،
فالأسد يفتك بالغزلان والحمر وغيرها من
الكائنات الضعيفة المسالمة .
وتراءى لها الخرتيت ، والنمر ، والتمساح ،
والأفعى ، و .. و .. و .. وهزت رأسها ، لا .. لا .. لا .. كلها حيوانات معتدية
مكروهة .
وانحدرت صوب البحيرة ، وراحت تغوص نحو
الأعماق ، في رضا واطمئنان ، إنها مهما كان ، لا تريد أن تكون إلا سلحفاة ، نعم
سلحفاة فقط .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق