وصايا السمكة العجوز
قصة للأطفال
بقلم : طلال
حسن
خرجت السمكة الصغيرة ، تتجول على عادتها
وحيدة في المياه العميقة قرب القاع ، ومن بعيد ، لمحت السمكة العجوز ،
تسبح متلفتة ، فتوقفت على الفور ، وهمت أن تسرع مبتعدة ، إذ كلما إلتقتها انهالت عليها بوصايا ، وتحذيرات ، لا تنتهي ، ،
حذار من الثعابين .. حذار من السلاحف .. حذار من شراك القاع .. حذار من السلاطعين
.. حذار .. حذار .. حذار .
ولأن السمكة
العجوز ، رأت السمكة الصغيرة ، فقد أقبلت عليها مسرعة ، وهي تصيح : حذار ، يا
عزيزتي ، يقال أن في الجوار سلحفاة نهاشة .
ولاذت السمكة
الصغيرة بالصمت فتابعت السمكة العجوز
قائلة : هذه السلحفاة ، يا عزيزتي ، ماكرة ، خطرة
قلما ينجو أحد من ..
وصمتت السمكة
العجوز ، وقد التمعت عيناها ، ثم تمتمت فرحة : أنا محظوظة ، اليوم سأتناول أسمن ،
وألذ ، دودة في هذا النهر .
ومضت السمكة
العجوز تغوص بهدوء ، وحذر ، نحو القاع ، ورأت السمكة الصغيرة ، ما يشبه الدودة ،
تظهر متلوية من وحل القلع ، وساورها الشك ، فالدودة ظلت تتلوى في مكانها ، رغم
اقتراب السمكة العجوز منها ، واهتز القاع
فصاحت السمكة الصغيرة : حذار ، يا جدة ، هذه ليست دودة .
وفجأة هبت من
وحل القاع سلحفاة ضخمة ، وقد فتحت فمها على سعته ، ونهشت السمكة العجوز ، وسرعان
ما غيبتها في جوفها .
آه لن تنسى
السمكة الصغيرة ، مهما عاشت ، وصية لم تسمعها من السمكة العجوز ، عن السلحفاة
النهاشة ، ولسانها المخادع ، الشبيه بالدودة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق