الأرنب والسلحفاة
طلال حسن
من بين الأعشاب ، تابعت السلحفاة بحذر ،
الثعلب وهو يحوم حول شجرة الصفصاف ، وبعد حين ، رأته يستدير ، ويمضي في سبيله ، لا
يلوي على شيء .
وما إن اختفى الثعلب ، حتى نهضت
السلحفاة ، واقتربت من شجرة الصفصاف ، وهتفت بصوت هامس : أيها الأرنب .
وأطل الأرنب برأسه ، من حفرة
أسفل الشجرة ، ممتقع الوجه ، خائفاً ، فقالت السلحفاة : هيا يا صديقي ، لقد مضى
الثعلب .
وخرج الأرنب من الحفرة ،
وأقدامه لا تكاد تحمله ، وقال : هذه ليست حياة ، الغابة مليئة بالقتلة ، أمثال
الثعلب والذئب والنمر والدب والأسد .. و ..
فردت السلحفاة قائلة : البحر
أيضاً مليء بالقتلة ، أمثال القرش والحوت القاتل وأبو سيف والأفاعي و ..
وبدا اليأس على الأرنب ،
فابتسمت السلحفاة له ، وقالت : ولكن مع ذلك ، فإن جدتي عاشت مائتي سنة .
والتمعت عينا الأرنب ، ثم ابتسم
، وقال : وجدتي .. مازالت حية .
ونظر إلى السلحفاة ، ثم قال :
أنت على ما أعرف تحبين الخس ..
وقاطعته السلحفاة : وأنت أيضاً
تحبه .
فتابع أرنوب قائلاً : أعرف
بستاناً قريباً ، مليئاً بالخس ، هيا نذهب إليه معاً ، يا عزيزتي .
ومعاً سارا حذرين ، فرحين ، إلى
البستان ، المليء بالخس الطازج اللذيذ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق