الأم أرنوبة
قصة للأطفال
بقلم : طلال حسن
عادت أرنوبة حزينة ، منفعلة ، إلى البيت ،
ورمقتها أمها بنظرة خاطفة ، ثم قدمت لها جزرة ، وقالت بنبرة مازحة : خذي ، يا
بنيتي ، هذه الجزرة ، يقال أن الجزر يخفف الحزن .
وردت أرنوبة
، دون أن تأخذ الجزرة : لستُ حزينة ، يا ماما ، إنني غاضبة .
ودفعت إليها
أمها الجزرة ، وقالت : خذيها إذن ، إنها تزيل الغضب فوراً .
ورفعت أرنوبة
عينيها الدامعتين ، ونظرت إلى البعيد ، مشيحة عن الجزرة ، وقالت : لو كنتِ أماً ،
لما أهملتُ صغيرتي ، وتركتها وحيدة .
وغالبت الأم
ابتسامتها ، وقالت بنبرة مازحة : هذا جيد ، يا بنيتي .
والتفتت أرنوبة
إلى أمها ، وانفجرت قائلة : لن أكون مثل السلحفاة ، لقد تركت صغيرتها سلحوفة تائهة
، تجرّ خطاها نحو البحر ، وتغوص إلى الأعماق .
وهمت أمها أن
تتكلم ، فقاطعتها صائحة : ماما ، لا تدافعي عن السلحفاة ، إنها أم قاسية ، وأنا
كما تعرفينني ، لا أطيق القسوة .
فردت عليها
أمها قائلة : لكنك ، يا بنيتي ، ودون أن تدري ، قسوتِ على السلحفاة .
وصمتت لحظة ،
ثم قالت بصوت هادىء : إن السلاحف ليست مثل الأرانب ، إنها لا تحتاج في صغرها إلى
رعاية أمهاتها .
وبدا الحرج
على أرنوبة ، وسرعان ما مدت يدها ، وقالت : ماما ، أعطيني هذه الجزرة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق