مير ميكوديا
بقلم: طلال حسن
مضى الخشف ، بعد خروج أمه من البيت ، مع الجد غزال ، وراحا يتجولان في الغابة ، ويأكلان ما طاب لهما من نباتاتها المتنوعة .
وتوقف في غفلة من الجد ، أمام نبات غريب ، كان رغم صغره ، ضخم الساق ، كأنه قربة منفوخة ، وبدت له أوراقه غضة شهية .
وهمّ أن يقترب من النبات ، ويقضم شيئاً من أوراقه ، حين انتبه إليه الجد غزال ، فصاح به محذراً : توقف ، يا صغيري ، توقف .
ولم يتوقف الخشف فقط ، وإنما تراجع خائفاً ، فتابع الجد غزال بلهجة الحكيم الناصح : إياك أن تقترب ثانية من هذا النبات ، يا صغيري .
وحدق الخشف في النبات ، دون أن يتفوه بكلمة ، فسار الجد غزال مبتعداً ، وقال : هيا يا صغيري ، لنبتعد من هذا المكان .
ولحق الخشف بالجد غزال ، وقال متسائلاً : ما اسمه ، هذا النبات الغريب ، يا جدي ؟
فردّ الجد غزال قائلاً : اسمه .. مير ميكوديا .
وتوقف تحت شجرة ضخمة ، ثم جثم في ظلها ، وقال : تعال ، يا صغيري ، لقد تعبنا ، والأفضل أن نرتاح هنا ، ريثما تعود أمك .
وجثم الخشف إلى جانبه ، وقد لاذ بالصمت ، وتراءى له النبات الغريب ، بساقه الضخم ، وأوراقه الغضة الشهية ، وراح يردد اسمه في نفسه : مير ميكوديا .. ميرميكوديا..مير ميكوديا .
وأغمض الجد غزال عينيه ، وهو يتثاءب ، وسرعان ما غطّ في سبات عميق ، أما الخشف فلم يغمض له جفن ، وكيف يغمض له جفن ، والنبات الغريب لا يفارق ذهنه؟ ووضع رأسه فوق ساقيه ، وراح يفكر : ترى لماذا حذره الجد غزال من ذلك النبات ؟ أهو نبات خطر أم .. ؟ لعله نبات نادر لذيذ ، وأراد أن يبعده عنه ، ويستأثر به وحده ، آه .. آه يا جدي .. لستُ غراً .. سأسبقك إلى هذا النبات .. سأسبقك إليه .
ونهض الخشف بهدوء ، وتسلل مبتعداً عن الجد غزال ، ومضى مسرعاً نحو النبات الغريب ، وحاول طوال الطريق أن يتذكر اسمه ، دون جدوى .
ولم تمض ِ سوى دقائق ، حتى ارتفع صراخ الخشف ، وتردد صداه في أرجاء الغابة ، وأفاق الجد غزال ، ونهض من مكانه ، وهمّ أن يسرع صوب مصدر الصوت ، حين أقبل الخشف خائفاً ، متعثراً ، وهو يصيح بصوت مضطرب : جدي .. جدي .
وحدق الجد غزال فيه ، ثم قال : كفى ، كفى ، لقد حذرتك من ذلك .. ال .. مير ميكوديا .
وصمت لحظة ، ثم أضاف قائلاً : لقد أردتُ تذوقه ، عندما كنتُ في عمرك ، وما إن اقتربتُ منه ، كما فعلت أنت ، حتى اندفعت جيوش من النمل ، من داخل الجذع ، شاهرة إبرها في وجهي ، وكدتُ أذوق ، بدل الأوراق الغضة ، تلك الإبر ، لو لم ألذ مثلك بالفرار .
مير ميكوديا : نبات صغير ، تثقب النمل ساقه ، فيتهيج
وينتفخ ، ويدخل النمل إلى الساق ، ويبني
عشه فيه ، وحين يقترب حيوان من هذا
النبات ، يتصدى له النمل ، شاهراً في وجهه
ابره الحادة .
مضى الخشف ، بعد خروج أمه من البيت ، مع الجد غزال ، وراحا يتجولان في الغابة ، ويأكلان ما طاب لهما من نباتاتها المتنوعة .
وتوقف في غفلة من الجد ، أمام نبات غريب ، كان رغم صغره ، ضخم الساق ، كأنه قربة منفوخة ، وبدت له أوراقه غضة شهية .
وهمّ أن يقترب من النبات ، ويقضم شيئاً من أوراقه ، حين انتبه إليه الجد غزال ، فصاح به محذراً : توقف ، يا صغيري ، توقف .
ولم يتوقف الخشف فقط ، وإنما تراجع خائفاً ، فتابع الجد غزال بلهجة الحكيم الناصح : إياك أن تقترب ثانية من هذا النبات ، يا صغيري .
وحدق الخشف في النبات ، دون أن يتفوه بكلمة ، فسار الجد غزال مبتعداً ، وقال : هيا يا صغيري ، لنبتعد من هذا المكان .
ولحق الخشف بالجد غزال ، وقال متسائلاً : ما اسمه ، هذا النبات الغريب ، يا جدي ؟
فردّ الجد غزال قائلاً : اسمه .. مير ميكوديا .
وتوقف تحت شجرة ضخمة ، ثم جثم في ظلها ، وقال : تعال ، يا صغيري ، لقد تعبنا ، والأفضل أن نرتاح هنا ، ريثما تعود أمك .
وجثم الخشف إلى جانبه ، وقد لاذ بالصمت ، وتراءى له النبات الغريب ، بساقه الضخم ، وأوراقه الغضة الشهية ، وراح يردد اسمه في نفسه : مير ميكوديا .. ميرميكوديا..مير ميكوديا .
وأغمض الجد غزال عينيه ، وهو يتثاءب ، وسرعان ما غطّ في سبات عميق ، أما الخشف فلم يغمض له جفن ، وكيف يغمض له جفن ، والنبات الغريب لا يفارق ذهنه؟ ووضع رأسه فوق ساقيه ، وراح يفكر : ترى لماذا حذره الجد غزال من ذلك النبات ؟ أهو نبات خطر أم .. ؟ لعله نبات نادر لذيذ ، وأراد أن يبعده عنه ، ويستأثر به وحده ، آه .. آه يا جدي .. لستُ غراً .. سأسبقك إلى هذا النبات .. سأسبقك إليه .
ونهض الخشف بهدوء ، وتسلل مبتعداً عن الجد غزال ، ومضى مسرعاً نحو النبات الغريب ، وحاول طوال الطريق أن يتذكر اسمه ، دون جدوى .
ولم تمض ِ سوى دقائق ، حتى ارتفع صراخ الخشف ، وتردد صداه في أرجاء الغابة ، وأفاق الجد غزال ، ونهض من مكانه ، وهمّ أن يسرع صوب مصدر الصوت ، حين أقبل الخشف خائفاً ، متعثراً ، وهو يصيح بصوت مضطرب : جدي .. جدي .
وحدق الجد غزال فيه ، ثم قال : كفى ، كفى ، لقد حذرتك من ذلك .. ال .. مير ميكوديا .
وصمت لحظة ، ثم أضاف قائلاً : لقد أردتُ تذوقه ، عندما كنتُ في عمرك ، وما إن اقتربتُ منه ، كما فعلت أنت ، حتى اندفعت جيوش من النمل ، من داخل الجذع ، شاهرة إبرها في وجهي ، وكدتُ أذوق ، بدل الأوراق الغضة ، تلك الإبر ، لو لم ألذ مثلك بالفرار .
مير ميكوديا : نبات صغير ، تثقب النمل ساقه ، فيتهيج
وينتفخ ، ويدخل النمل إلى الساق ، ويبني
عشه فيه ، وحين يقترب حيوان من هذا
النبات ، يتصدى له النمل ، شاهراً في وجهه
ابره الحادة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق