الملك القزم وتي ـ ركس
طلال حسن
1
ـــــــــــ
شكتْ بعض الديناصورات
القزمة ، التي هربت من غابتها ، بسبب الكلاب الوحشية ، ولجأت إلى هذه الغابة ، من
بعض الحيوانات الضارية ، وفي مقدمتها الذئاب ،
وذهب اثنان منهم إلى
ملكهم ، وقال له الأول : نحن نعاني هنا من الذئاب الشرسة ، بقدر ما كنا نعاني في
غابتنا من الكلاب الوحشية .
وأضاف الثاني : وربما
أكثر ، يجب أن تجد لنا حلاً ، فأنت ملكنا .
ولاذ ملك الديناصورات
القزمة بالصمت لحظة ، ثم قال : إنني أعرف معاناتكم ، لكن وكما ترون ، ﻻ استطيع أن أفعل شيئا .
فقال الأول : موﻻي ، أنت تكلمت مع ملك الديناصورات في هذه الغابة الملك تي ـ ركس ، الذي سمح
لنا بالبقاء في الغابة ، ومن واجبه أن يحمينا .
وأضاف الثاني : ليتك
تذهب إليه ، يا موﻻي ، وتعرض عليه الأمر ، لعله يجد لنا حلاً ،
وإلا أبدنا .
وطامن الملك رأسه
يائسا ، وقال متردداً : سأذهب إلى الملك تي ـ ركس ، وأعرض عليه الأمر .
2
ـــــــــــــ
في نفس اليوم ، بعد
منتصف النهار ، ذهب ملك الديناصورات القزمة ، لمقابلة ملك الديناصورات تي ـ ركس ، ودخل
عليه الوكر ، بعد أن أستأذن ، فانحنى أمام الملك تي ـ ركس ، وقال : موﻻي .
فرد عليه الملك تي ـ ركس
: أهلا بملك الديناصورات القزمة ، أهلاً ومرحباً .
ورفع ملك الديناصورات
القزمة إليه ، وقال : جئتك شاكياً ، يا موﻻي .
فقال الملك تي ـ ركس
: هذا أمر غريب ، فنحن سكان هذه الغابة عادة لا نشكو .
فقال ملك الديناصورات
القزمة : هربنا من غابتنا ، بعد أن كادت الكلاب الوحشية تبيدنا ، وها نحن هنا
نتعرض للإبادة من ضوار مختلفة ، في مقدمتها الذئاب .
ونظر الملك تي ـ ركس إليه
، وقال : أنتَ ملك ، وتعرف ، نحن في غابة .
وصمت لحظة ، ثم قال :
الجميع هنا من حقهم أن يعيشوا ، ولكي يعيشوا لابدّ أن يأكلوا .
وقال ملك الديناصورات
القزمة : لكن يا موﻻي ، نكاد نفنى ، نريد تدخلك .
فقاطعه الملك تي ـ ركس
قائلا : في هذه الغابة ، ديناصورات تأكل الأعشاب ، وتأكل بقدر ما تشاء ، هذا حقها
، وفيها أيضا ديناصورات وكائنات أخرى ، لا تأكل غير اللحوم ، هل أقول لهم ﻻ تأكلوا
اللحوم ؟ هذا ليس من حقي ، صحيح إنني ملك ، لكن عليّ أن أحافظ على حقوق الآخرين .
وصمت الملك تي ـ ركس ،
وأشاح برأسه الضخم فاستدار ملك الديناصورات القزمة وغادر الوكر حزينا ، محبطا .
3
ـــــــ
انتظرت زوجة الديناصور ، زوجة ملك
الديناصورات القزمة ، عودة زوجها الملك من وكر ملك الديناصورات تي ـ ركس ، ومعها
مجموعة من الديناصورات القزمة .
ومرت ساعات وساعات ،
وليس لملك الديناصورات القزمة أثر ، وقبل منتصف النهار ، جاء ديناصور قزم ، كان في
حراسة الملك القزم ، وما إن دخل الوكر ، حتى صاح منهارا : كارثة .. كارثة .
وأسرعت زوجة الملك
القزم إليه ، وتساءلت : ماذا جرى ؟ أين الملك ؟
فرد بصوت تخنقه
الدموع : لقد اختطف .
وسأله أحد
الديناصورات القزمة : ماذا تقول ! تكلم من
اختطفه ؟
فقال بصوت باك : ما
إن خرج الملك من وكر الملك تي ـ ركس ، وتوغل في الغابة ، ونحن حرسه معه ، حتى هجمت
علينا مجموعة من الذئاب الشرسة ، واختطفت الملك إلى جهة مجهولة .
وصمت لحظة ، ثم أضاف
قائلا : حاولنا الدفاع عنه ، فمزقتنا الذئاب ، ولم ينجُ أحد غيري .
وخلال ساعات ، لم يبق
ديناصور قزم في مكانه ، فكل من لم تقتله الذئاب ، شق طريقه عبر أشجار الغابة
الموحشة ، إلى الخارج ، بحثا عن غابة ليست فيها كلاب أو ذئاب أو ضوار مفترسة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق