" الجائزة.. ميدان التحرير "
قصة : أحمد الليثى الشرونى
الأستاذة " عزة " معلمة ذكية
ونشيطة ، محبوبة من تلاميذها الصغار ، حتى أولياء الأمور يحبونها ويقدرونها ،تخرجت
أجيال كثيرة على يديها من أبناء المنطقة الشعبية التى تسكن فيها ، فمنهم المهندس والطبيب والمدرس ، الجميع
يكِّن لها التقدير والاحترام .
دخلت الأستاذة " عزة " الفصل ذات
صباح وألقت التحية على تلاميذها ثم طلبت أن يخرج كل منهم دفتره الشخصى ويكتب فيه
فقرة يعبر من خلالها عن حبه لوطنه فى هذه اللحظة وستمنح أجمل تعبير جائزة ثمينة ،
ثم جلست على المقعد وراحت تتفحص وجوههم البريئة وهم يعبرون عن هذا الحب الجميل ،
بعد أقل من عشر دقائق بدأت تقرأ ما كتبوه ، ذكرت " هالة " فى فقرتها : ( أحب مصر أكثر من روحى فهى
البلد الذى أعيش تحت سمائه وأتنفس هواءه وأتغذى من خيراته ويحوى رفات أجدادى
وأقاربى ، أفديه بكل ما أملك ........ ) وكتب " ماهر " : ( حب مصر يسرى
فى دمائى ويسكن قلبى الذى يخشى عليها من حالة الفوضى التى أشاهدها على شاشات
التليفزيون ، أتمنى لبلدى الغالى الأمن والاستقرار وأن يعمل كل واحد فى عمله بكل
جد وإخلاص ...... ) وكتبت " حبيبة " التى تتدلى من عنقها تميمة تحمل صور
لشهداء 25 يناير وذكرت فى فقرتها : ( أحب مصر بقدر حب شهداء 25 يناير لها، الذين
ضحوا بأرواحهم وشبابهم من أجل أن يعيش هذا البلد حرا وأبيا ، وأدعو لهم بالرحمة ،
وأقول لأمهاتهم افرحن فهم أحياء فى جنة الخلد ، وأحياء فى قلوبنا وقلب مصر الغالية
...... ) تأثرت الأستاذة " عزة " بما كتبته " حبيبة " ونزلت
دمعة خفيفة من عينيها بللت دفترها ، ولكن سرعان ما تماسكت وراحت تتابع بقية
التعبيرات والتى جاءت كلها معبرة عن اللحظة الراهنة ، وطلبت " إيمان "
فى فقرتها أن يجتهد كل منا فى دروسه إذا كنا نحب مصر لأن الحب الحقيقى لابد أن
يكون على أرض الواقع ، وأضافت " إيمان " : إن الأمم لاترتقى إلا
بالعلم والعمل الجاد ، وكتب " ميلاد "
: ( ماأجمل أن تعيش فى بلد يسمى مصر، قبلة جميع شعوب العالم وقائدة الوطن العربى ،
مصر التى يتغنى بحبها كل من زارها وعاش فيها ، مصر التى نحبها جميعا ً ونعشق
ترابها ... ) واختتم " ميلاد "
فقرته بمقطع من أغنية الفنانة " نجاة " ( عيشي ياأغلى وطن فى
الدنيا / عيشى لكل الشعب العربى / عيشى يا
غنوة روحى وقلبى / عيشى يابلادى عيشى
يابلادى / على حبك فتحت عيونى ..... ) .
أعجبت الأستاذة " عزة " بكل
ماكتبه تلاميذها ، وطلبت من كل واحد منهم أن يقرأ ماكتبه بصوت عال ، حتى يستمع كل
واحد منهم لماكتبه زميله ، كانت كل فقرة
أجمل من الأخرى ، عندما انتهى الجميع من القراءة ، طلبت منهم الأستاذة " عزة
" أن يرشحوا أجمل فقرة سمعوها ، ظل التلاميذ لفترة يتفحصون وجوه بعضهم البعض
وهم فى حيرة ، أى تعبير أجمل ؟ وكل التعبيرات جميلة ورائعة فى حب مصر ، أنهت
الأستاذة هذه الحيرة وقالت لهم فى سعادة : أنتم جميعاً تستحقون الجائزة ، هل
تعلمون ماهى الجائزة ؟ صمت الفصل كله ، ثم صاحت الأستاذة عزة :
ــ الجائزة هى زيارة " ميدان التحرير
" ، وسأطلب من إدارة المدرسة أن تنظم لكم رحلة الى هناك وتهتفون من داخل
الميدان ( بلادى بلادى لك حبى وفؤادى / مصر يأم البلاد انت غايتى والمراد ..... ) وهنا صفق التلاميذ بقوة وسعادة وراحوا
يعانقون بعضهم البعض فى حب مصر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق