بلابل
قصة للأطفال
بقلم : وفاء محمد أبـــــو زيــــــد
عندما كان الصباح يفرش السماء
بلونه الصافي ..... كان " فداء
" مازال ينعم بالنوم علي وسادته الطرية والدفء تحت لحاف ثقيل ولكنه تقلب علي
جانبه الآخر ولحظتها انتبه وفرك عينيه ليتأكد انه ما سمعه بقية حلمه الذي لم يكمله ... قام ليبعد الغطاء
ويتقدم خطوات ناحية مصدر الصوت ....فسمع ما يشبه عزف الناي او صفير عود الغاب في
يد طفل جميل يرعى الأغنام في الريف.... شيء كهذا ولكنه أجمل وأعذب..
..... وقف من خلف الشباك ولولا
أن البرد شديد في يناير لفتحه ليستطلع الأمر
.... الأب مستغرق في قراءة جريدة الصباح.... و"فداء" يقترب منه وهو شارد
... سأله الأب :ـــ
ـ ما الحكاية صحوت مبكراُ...؟!!
ـ أنا لم انم منذ طلوع النهار ..
و قص "فداء" حكايته مع هذا الصوت ...
ابتسم الأب وقال :
ـ رحم الله جدتك كانت تقول أن
الطيور تسبح لله فى كل صبح جديد وتقول ....( الملك لك . لك .لك... يا صاحب الملك)...
ـ أو تسبح الطيور ...أكان هذا
صوت طائر ؟؟
ـ كل مخلوفات الله تسبح بحمده
يا "فداء " .. كان هذا صوت البلبل
ـ لقد احببت صوته جدا يا أبى....
وخلال الشهور التى تلت هذا
الحوار
لاحظ والد "فداء "
انه يدخر مصروفه كاملاُ ويصحو مبكراُ يوقظه رنين المنبه ثم يقوم ليوقفه ويكمل نومه
.. ويعود والده ليوقظه مرة اخري ومرات حتي يقوم متكاسلاُ ....وذات صباح عاد
"فداء " يحمل بين يديه قفصاُ به زوجان من
الطيور الصغيرة ثم وضعه في
غرفته امام البلكونة ... كانت الالوان الجميلة تكسو الريش والملامح وحركة دائبة
للزوجين في الاركان ... ولكنها غامضة وغير مبتهجة ...
يتجه نظرهما الي الشجرة التي
تحجزها قضبان القفص عنها!!
... استلقي "فداء " علي ظهره وهو
ينتظر الصوت الجميل حتي غلبه النوم .... ولما استيقظ ... لم يسمع لهما صوتا قدم
اليهما الماء والحبوب ... فأكلا بالكاد وشربا بعض القطرت وتركاما تبقي ... في هدوء
.. طال انتظار الصغير للغناء ... ولا
فائدة ... اصابه الضيق ... وظن ان بهما من الامراض ما يعكر عليهما مزاجهما...
لاحظه الأب وصارحه....:
ـ يا "فداء " ان الطائرين يحاولان توصيل
مشاعرهما .. انما يرفضان السجن ويتوقان للحرية ... فوق الغصون ... ولذلك لن تسمع
لهما غناءاَ قط ..... لقد سبلت منهما حريتهما
ـ اريد ان يسعداو وينجبا الصغار..(!)
ـ لعلمك يا صغيري البلابل لا تتوالد في الاسر مهما
طال ..وهذه حقيقة علمية اثبتتها التجارب .... تخيّل انك مأسور في مكان.. هل ستشعر بالسعادة ..؟؟ هل تغني ...؟! ...
الطيور تحب ان تعيش فرحانة
بالانطلاق والشدو والطيران في السماء والتنقل علي أغصان الاشجار بالنسبة لها هذا هو الوطن........
ظل الصغير يفكر . كثيرا وهو يراقب الطائرين
ويتأمل حالهما ...
في صباح دافئ ... قررأن يفتح باب القفص أمامهما للحرية
والدنيا الوسيعة والشجر اليانعة امام منزله.. حزن قليلا لفراقهما ... ولكنه استرد
سعادته بعد اسابيع عندها لمح علي
الغصن القريب هذا العش والزغب علي صدور الصغار
وألحانهم العذبة تتردد مع كل بكور......
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق