الأسماك العمياء
قصة للأطفال
بقلم : طلال حسن
كمن الثعلب لأرنوب ، وكاد يوقع
به ، ويمسكه ، لو لم ينتبه في اللحظة الأخيرة ، ويلوذ بالفرار .
وقد أثار هذا غيظ الثعلب ، فانطلق كالسهم في أثره ، وإذا به يرتطم بسلحفاة
ضخمة ، فرمقها بنظرة مرتابة ، وقال : عفواً ، إنني أطارد الكذاب أرنوب .
فردت السلحفاة قائلة : هذا شأنك .
وحدق الثعلب فيها ، وقال : الكذاب لا يستحق أن يحبه أحد أو يحميه .
وبنفس اللهجة ردت السلحفاة : أنت محق .
وازداد ارتياب الثعلب بالسلحفاة ، فمال إليها ، وقال : تصوري إن اللعين
يقول ، إن عمركِ أكثر من " 150 " سنة .
فقالت السلحفاة : ما يقوله صحيح .
وتابع الثعلب ، وكأنه لم يسمع ما قالته السلحفاة : ويقول إنك تغوصين حتى
قاع البحر ، وتظلين هناك .. مدة طويلة .
وقالت السلحفاة : وهذا ليس كذباً .
وصاح الثعلب ، وهو يكاد ينفجر غيظاً : ويقول إنكِ تدعين أن هناك ، في
الأعماق ، أسماكاً عمياء .
وهنا أمسكت السلحفاة بيده ، وقالت : وهذا ليس بادعاء ، تعال معي إلى
الأعماق ، وسأريك الأسماك العمياء .
وشهق الثعلب مرتعباً ، وسحب يده بقوة ، وأطلق سيقانه للريح ، فضحكت السلحفاة
، ومع ضحكتها ، انطلقت ضحكة أرنوب ، الذي كان مختفياً وراءها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق