السلحفاة وأنثى الوقواق
قصة للأطفال
بقلم : طلال
حسن
في ظل شجرة قرب الشاطىء ، تمددتُ مسترخية ،
وأرينباتي يغطون حولي في نوم عميق ، بعد أن رضعوا حتى الشبع .
وكدت أغفو
أنا الأخرى ، حين رأيت السلحفاة تخطو متعبة على الشاطىء ، آه لابد أنها انتهت
أخيراً من وضع بيضها ، وها هي تمضي عائدة
إلى البحر ، لتنعم بالدفء والراحة .
ومن بين
الأشجار ، أقبلت أنثى الوقواق مسرعة ، وراحت تحوم حول السلحفاة ، وهي تصيح : أيتها
السلحفاة ، أنت أسوأ أم في الغابة .
وتوقفت
السلحفاة مذهولة ، دون أن تتفوه بكلمة ، فتابعت أنثى الوقواق قائلة : الأم الطيبة
، لا تضع بيضها في حفرة داخل الرمال ، وتتركها لمشيئة القدر .
وبدل أن
تستاء السلحفاة ، أو تغضب ، ابتسمت وراحت ابتسامتها تتسع ، حتى انفجرت بالضحك ،
فصاحت أنثى الوقواق منفعلة : يا إلهي ، وتضحكين أيضاً ؟
وغالبت
السلحفاة ضحكتها ، وقالت قبل أن تغوص في مياه البحر : إنها مفارقة حقاً ، أن يأتي
مثل هذا الكلام ، من مثلك .
وتململت صغرى
ارينباتي ، وصاحت في نومها : ماما . ماما . .
والتفتت أنثى
الوقواق ، وحدجتني بنظرة حانقة ، ثم استدارت ، وانطلقت عائدة من حيث أتت ، وأخذت صغيرتي
بين يديّ ، وضممتها إلى صدري ، وهي تهمهم في نومها ، وسرعان ما استغرقت أنا الأخرى
، في نوم عميق .
أنثى الوقواق : تضع بيضها في أعشاش الطيور الأخرى ، ولا تعنى
بصغارها .
بصغارها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق