من أنا ؟
بقلم: طلال حسن
1
ــــــــــــــ
خرجت الديناصورة العجوز من وكرها ، إنها
متعبة جدا ، ولا غرابة فهي متقدمة في العمر ، ولكن مهما كان الأمر، فلابد أن
تتناول بعض الطعام .
ورأت فسحة بين
الأشجار ، مليئة بالأعشاب اللذيذة ، فسارت نحوها بخطى بطيئة ، ثم راحت تقضم ما
تستطيع قضمه من تلك الأعشاب .
وتناهى إليها وقع أقدام
مرتبكة ، متراكضة ، وسمعت ديناصورة تصيح : أيها اللعين ، أترك البيضة ، ليس لي
غيرها ، إنها بيضتي الوحيدة .
وابتعد وقع الأقدام ،
وساد السكون ، فعادت الديناصورة العجوز تقضم الأعشاب حتى شبعت ، واستدارت متأوهة ،
متعبة ، ثم مضت تجر خطاها ، بعد أن امتلأت معدتها من الأعشاب اللذيذة .
وتوقفت الديناصورة
العجوز ، وقد وقعت عيناها المتعبتان على
شيء يلمع بين الأعشاب ، فانحنت قليلا لتدقق النظر ، ثم اعتدلت متمتمة بدهشة : بيضة
!
وأرادت أن تواصل
سيرها ، وتمضي إلى وكرها ، لكنها توقفت محتارة ، ربما هذه بيضة الديناصورة ،
فلآخذها عندي ، حتى أعثر على صاحبتها .
وانحنت ثانية ، وأخذت
البيضة بين يديها ، وسارت بها بخطواتها البطيئة ، إلى وكرها ، حريصة أشدّ الحرص عليها ، وكأنها
بيضتها الوحيدة .
2
ــــــــــــــ
بقيت البيضة في عش الديناصورة العجوز أياما ،
على أمل أن تأتي الديناصورة الأم ، وتأخذها ، لكن أحدا لم يأت ، فخرجت الديناصورة
العجوز ، ذات يوم ، لعلها تعثر على الديناصورة الأم ، لكن دون جدوى .
وفي اليوم التالي ،
خرجت ثانية بحثا عن الديناصورة الأم ، وتوغلت بعيدا في الغابة ، ومرت ساعات ،
وغابت الشمس ، وحل الليل لكن الديناصورة العجوز لم تعد إلى وكرها .
ومرت أيام عديدة ،
دون أن تعود الديناصورة العجوز إلى الوكر ، ترى أين مضت ؟ ماذا جرى لها ؟ ربما
سقطت في حفرة عميقة ، أو أوت إلى شجرة متعبة ، وفارقت الحياة ، قبل أن تشرق شمس
اليوم التالي .
ولم تمر سوى أيام
قلائل ، على غياب الديناصورة العجوز ، حتى تصدعت البيضة ، ثم خرج منها كائن غريب
الشكل ، نحيل جدا ، ذو عينين واسعتين ، ومنقار طويل مليء بالأسنان ، ظل يتحرك في
مكانه ، حتى غابت الشمس ، وهو يتمتم شاكيا ، ودون جدوى : ماما .. ماما .. ماما .
وحلّ الليل ، وساد الظلام
، لكن الكائن الغريب ظل يرى ما حوله بشكل واضح ، دون أن يعي بأنه من القلة ، التي
ترى في الليل ، أفضل مما ترى في النهار .
3
ـــــــــــــ
خرج المخلوق الغريب ، في اليوم التالي ، من
الوكر ، يسير متعثرا ، ووقع أكثر من مرة على الأرض ، وهو يردد : ماما .. ماما .
قبل منتصف النهار ،
مرت به ديناصورة ، وقالت : هذا الصغير ابتعد عن الوكر ، دون علم أمه .
ورفع الكائن الغريب
عينيه الكبيرتين إلى الديناصورة ، وقال : ماما .
وقطعت الديناصورة بعض
الأعشاب ، ووضعتها أمام المخلوق الغريب ، وقالت : كل هذه الأعشاب ريثما تعود أمك ،
لابد أنها تبحث لك عن طعام .
وانهمك الكائن الغريب
بأكل الأعشاب اللذيذة ، وحين انتهى منها ، لم يجد أثرا للديناصورة ، فراح يصيح
شاكيا : ماما .. ماما .
ولما لم يرد عليه أحد
، سار دائرا في المكان ، وعثر على أرض معشبة ، فتوغل فيها ، وراح يأكل من الأعشاب
، حتى شبع ، ولم يفكر أن يعود إلى الوكر ، بل رقد في مكانه ، واستغرق في نوم عميق
.
في اليوم التالي ،
رآه غراب أسود ، يدور بين الأعشاب ، ويأكل دون توقف ، وحدق فيه مفكرا .. هذا
الديناصور اللعين غريب الشكل ، انه يأكل الأعشاب ، وآكلو الأعشاب كلهم طيبون
مسالمون ، لكن هذا الكائن ﻻ يبدو طيبا ، وﻻ مسالما
، فلأجربه .
وطار مبتعدا ، وعاد
بعد قليل ، وفي منقاره قطعة لحم ، فهبط على مقربة من الديناصور الغريب ، ووضع
أمامه قطعة اللحم .
وتوقف الكائن الغريب
عن أكل العشب ، وحدق في قطعة اللحم ، ثم اقترب منها ، وتشممها ، ثم تذوقها مترددا
، وشعر أنها أعجبته ، فانقض عليها بأسنانه ، وراح يلتهمها حتى أتى عليها .
وهز الغراب رأسه
متعجبا ، أمر غريب ، انه يأكل الأعشاب وكذلك اللحم ، هذا اللعين ، لو كنت طائرا
جارحا لافترسته .
4
ـــــــــــــ
مرت أيام وأيام ، والكائن الغريب ينمو ويكبر ، ويشتد عوده ، وبين حين وآخر
كان الغراب يمر به ، ويزداد تعجبه منه كلما رآه مجددا ، هذا الكائن الغريب ، أهو
ديناصور حقا ؟
وذات يوم ، حط على
مقربة منه ، وراح يتأمله ، فتوقف الكائن الغريب عن قضم الأعشاب ، محدقا في الغراب
، فتساءل الغراب :
أخبرني ، أيها الكائن الغريب ، فأنت
تحيرني ، من أنت ؟
واقترب الكائن الغريب
منه ، وتشممه مليا ، ثم قال له : أنت لست
ماما ، نعم ، لست ماما ، وتبدو لذيذا جداً ، بل ربما ألذّ من العشب .
وتراجع الغراب خائفا
، فلاحقه الكائن الغريب ، وقال : ﻻ
تبتعد ، دعني أتذوقك ، وأتمتع
بأكلك .
وهب الغراب فاتحا
جناحيه ، وطار مبتعدا ، وهو يقول : انه يكبر هذا الكائن الغريب اللعين ، لن اقترب
منه ثانية ، وإلا أكلني .
وتوقف الكائن الغريب
، وقال : ذلك اللحم الطائر ، لن أدعه يفلت مني مرة أخرى ، سأنقض عليه ، وأباغته ،
وافترسه هو وريشه الأسود .
5
ـــــــــــــ
بقي الكائن الغريب ، يتجول هنا وهناك يقضم
الأعشاب ، ويشرب الماء من البرك القريبة ،
وعند حوالي منتصف الليل ، عاد إلى وكره .
لم ينم ، رغم شعوره
بالتعب ، وتراءى له الغراب يحدق فيه ، ويسأله : من أنت ؟
وفكر ، حقا من أنا ؟
لقد مرت عدة أشهر ،
منذ أن خرج من البيضة ، لكنه لم يجد أحدا إلى جانبه ، وحتى عندما يصيح ماما ، ﻻ يجبه أحد ، انه ﻻ يعرف بالضبط من هي أمه ، بل ولا يعرف من هو بالضبط ؟
واستغرق في النوم ،
وقد قرر أن الأوان قد حان لأن يعرف من هو ، وفي اليوم التالي ، وبعد شروق الشمس ،
خرج من الوكر ، ومضى متوغلا في الغابة ، لعله يرى من يدله على حقيقته .
ورأى طيورا مختلفة ،
وهو يعرف أن الطيور تبيض ، وقد خرج هو نفسه من بيضة ، ولكنه بالتأكيد ليس طائرا ،
ولو كان طائرا لطار مثل الطيور .
ورأى غزلانا وأرانب
وثعالب ، ومعها صغارها ، ترضع من أثدائها ، وهي ﻻ تبيض
، إذن هو ليس واحدا من هذه الكائنات ، التي تلد وترضع صغارها .
وسمع وقع أقدام ثقيلة
، وبرز من بين الأشجار دب ضخم ، ومعه صغيره ، وراقبهما جيدا ، رأى الدب يأكل العشب
والجذور ، لكنه في نفس الوقت يأكل كائنات صغيرة ، انه مثله عشبي وﻻحم ، لكنه ﻻ يبيض ، من الواضح انه ليس دبا .
ومضى يواصل تجوله ،
مراقبا الكائنات الحية ، لعله يجد ما يماثله ، ليعرف حقيقته ، أهو ديناصور أم كائن
آخر غير الديناصور ، هذا ما يريد أن يعرفه ، وفي أسرع وقت ممكن ، مهما كان الثمن .
6
ـــــــــــــــ
توقف الكائن الغريب مرعوبا ، عندما سمع وقع أقدام
ثقيلة ، تهز الغابة ، وتبدو وكأنها متجهة إليه ، وعلى الفور ، أسرع واختفى وراء
شجرة ضخمة .
وأطل برأسه من وراء الشجرة ، وإذا بديناصورين
كأنهما جبلان ، يدخل كل منهما من جهة ويقف احدهما في مواجهة اﻵخر وسط تلك الفسحة .
قال احدهما ، وهو اﻻكثر ضخامة ، ولكن اﻻكثر هدوء أيضا : تي ـ ركس .
ففتح الثاني فمه
المليء بأسنان كالخناجر ، وقال : نعم ، أنا تي ـ ركس .
وحدق ا ﻻول في الثاني ، وقال : رغم أنني أضخم الديناصورات في الغابة إلا أننا متناقضان .
وطقطق الثاني الذي
اسمه تي ـ ركس أسنانه ، وقال : نعم ، أنا وأنت متناقضان جدا ، فانا آكل اللحوم وأنت
رغم ضخامتك تأكل الأعشاب .
وقال اﻻول : إنني لا أؤذي أحدا بأكلي للأعشاب ليتك أنت تأكل الأعشاب ، وتكون مثلي .
وزمجر الثاني الذي
اسمه تي ـ ركس ، وقال : أنت ﻻ تعرف لذة اللحم ، ولهذا فأنت تقول ما تقول .
وابتسم الثاني وتراجع
قليلاً، ثم عاد من حيث أتى ، وقال : وسأبقى آكل الأعشاب
ما دمت أراها لذيذة ، ومادام أكلي لها ﻻ يؤذي أحدا .
واستدار الثاني الذي
اسمه تي ـ ركس ، وعاد من حيث آتى وهو يقول ديناصور أحمق ، لو كان اصغر حجما
لهاجمته وفتكت به ، وافترسته
7
ــــــــــ
من اﻻعلى هبط طائر ، يحمل
في منقاره الطويل الشكل سمكة كبيرة ، وحدق الكائن الغريب فيه مندهشا ، أي طائر هذا
، الذي ﻻ يغطي الريش جسمه .
وانتبه الطائر ، وهو
يهم بأكل السمكة ، إلى وجود الكائن الغريب ، على مقربة منه ، فقال له : تفضل كل
معي أيها الديناصور .
وحدق الكائن الغريب
فيه وتساءل : ديناصور ؟
فقال الطائر ، وهو
يقتطع قطعة من السمكة بمنقاره : لقد رأيت الكثيرين من أمثالك ، أنت ديناصور عشبي ،
وكذلك لحمي ولهذا قلت لك تفضل .
وأقترب الكائن الغريب
منه محدقا في السمكة ، فقال الطائر : يبدو انك لم تذق سمكة من قبل ، تفضل كل معي ،
فهذه سمكة لذيذة .
ومد الكائن الغريب
فمه وتذوق السمكة مترددا ، فقال الطائر : انتم تفضلون لحم الغزﻻن ، ونحن الديناصورات الطائرة نفضل السمك .
وتوقف عن تناول
السمكة ونظر إلى الطائر ، وقال : مازلت ديناصوراً صغيراً ، ليتني استطيع أن التقي
بنوعي من الديناصورات .
فقال الطائر : إنها
تتجول على قلتها قرب النهر ، ابحث عنها وستراها .
واستدار الكائن
الغريب بعد أن دله الطائر على موقع النهر وسار مسرعا إلى حيث تتواجد أنواعه من
الديناصورات .
8
ــــــــــ
على مقربة من الجدول رأى الديناصور ، ديناصورا ضخما لكنه ليس بضخامة
الديناصورين اللذين رآهما في الغابة قبل قليل ، تي ـ ركس واﻻخر
العشبي .
وهذا الديناصور غريب
الشكل رأسه صغير جدا بالنسبة إلى جسمه الضخم ، وله زوائد على ظهره ، وذيله طويل
وشائك ، يستخدمه للدفاع عن نفسه .
وما أن أحس بوجوده ،
هذا الديناصور ذو الرأس الصغير حتى رفع عينيه إليه محملقا فيه ، ثم قال : آه
ديناصور ترودون .
واقترب الديناصور
الصغير منه مطمئنا ، وقال : يبدو انك تعرفني .
فقال الديناصور ذو
الرأس الصغير وهو يقضم العشب النديّ : مرت بي صباح اليوم ديناصورة ترودون من نوعك ، وقالت إنني ابحث عن ديناصور صغير ،
قيل انه في هذه الأنحاء .
وشعر الديناصور
الصغير بالفرح ، وقال : يقال أن الديناصورات ، التي من نوعي تتواجد بكثرة وراء
الجدول .
فقال الديناصور ذو
الرأس الصغير وهو ما زال يقضم الأعشاب
: نعم إنهم عادة يرعون في هذه الأنحاء
، اذهب إليهم لعلك تجد تلك الديناصورة التي تبحث ربما عنك ، في كلّ مكان .
وعلى الفور انحدر
الديناصور الصغير بجسمه الضعيف ، وعينيه الكبيرتين ، وعبر الجدول بخطوات سريعة ، لقد
عرف بأنه ديناصور ، من نوع ترودون ، وانطلق متلهفا يبحث عن الديناصورات التي من
نوعه .
9
ــــــــــ
دار الديناصور في المنطقة طويلاً، باحثا عن الديناصورات التي من نوعه والتي
قيل له إنها قد تتواجد في ما وراء الجدول ، لكن دون جدوى .
والتقى في تجواله
العديد من الديناصورات ، وميز بينها حتى ديناصورا من نوع تي ـ ركس ، لكن أياً منها
لم يكن يشبهه .
وعندما بدأت الشمس
تميل للغروب توقف الديناصور الصغير ، وخاف أن يدهمه الليل ، وهو في هذه اﻻرض الغريبة فاستدار وعاد من حيث آتى .
وعندما عبر الجدول
رآه الديناصور ذو الرأس الصغير ، فحدق فيه مفكرا ، ثم قال : صحيح إن راسي صغير
لكني أتذكر إنني رايتك اليوم .
وتنهد الديناصور
الصغير ، هذا الديناصور الطيب ، حقا ان رأسه صغير وذكاءه محدود ، فنظر إليه وقال :
نعم ، لقد رأيتني اليوم .
وتوقف الديناصور ذو
الرأس الصغير ، عن قضم الأعشاب ، وهذا نادرا ما يحدث ، وقال : آه تذكرتك اﻻن جيدا ، أنت الديناصور الصغير ترودون ، الذي سألت عنه تلك الديناصورة
التي من نوعك .
ونظر الديناصور الصغير إلى الشمس التي بدأت
تنحدر نحو اﻻفق وقال : بحثت طويلاً وراء الجدول ، لكني لم أرها ولم أرَ ديناصورا من نوعي .
وسار مبتعدا ، فصاح الديناصور
ذو الرأس الصغير : مهلاً ، إلى أين ؟
فقال الديناصور
الصغير ، دون أن يتمهل : الشمس تغرب سأذهب إلى وكري ، انه قرب البحيرة الصغيرة ، وأخشى
أن يداهمني الليل قبل أن أصل إليه .
10
ــــــــــــ
تمدد الديناصور الصغير في مكانه داخل الوكر ،
لكنه لم ينم رغم مرور ساعات على غروب الشمس ،
ربما لأنه متعب ، أم لأنه كان يفكر في تلك الديناصورة التي تبحث عنه في
كلّ مكان ؟
ترى من هي ؟ ولماذا
تسأل عنه ؟ إن الديناصور ذا الرأس الصغير ، لم يوضح له السبب إنه .. صغير الرأس ،
ولا يبدو أنه ذكيّ .
وحوالي منتصف الليل
سمع وقع أقدام خارج الوكر واعتدل في مكانه ، ترى من يكون ؟ ونظر إلى مدخل الوكر ،
وعلى ضوء القمر الشاحب رأى ديناصورة من نوعه ، تقف محدقة فيه ، وقد بدا التأثر على
ملامحها المتعبة ، الرقيقة .
ونهض الديناصور
الصغير واقترب منها عند مدخل الوكر وقال : علمت انك تسألين عني .
فهزت الديناصورة
رأسها والتمعت الدموع في عينيها الواسعتين ،
فتساءل : كيف عرفت مكان وكري ؟
فردت الديناصورة
قائلة : رأيت الديناصور ذا الرأس الصغير عند المغرب فأخبرني بمكان الوكر .
وصمتت لحظة ثم قالت :
ومنذ المساء وأنا ابحث عنك حتى وجدتك .
وقال الديناصور
الصغير : بحثت عنكم نهار اليوم ، وراء الجدول فلم أرَ احد منكم .
فقالت الديناصورة :
ربما صدفة وان كنا غالبا ﻻ نخرج إلا في الليل .
ومدت يدها وراحت تمسد
على رأسه ، ثم قالت : أين أمك ، أيها الصغير .
فردّ قائلاً : لم أعرف لي
أماً .
وحدقت فيه من خلال دموعها ، وقالت : لقد سرق احدهم بيضتي ، ولم
اعرف مصيرها ، ولو فقست في وقتها لكان لي صغير في عمرك .
وﻻذ الديناصور الصغير بالصمت ، فقالت الديناصورة ، وهي تكاد تجهش بالبكاء :
من يدري ، لعلك صغيري الذي فقدته .
ومد الديناصور الصغير
يده وامسك بيدها وقال : إنني وحيد في هذا الوكر ابقي معي فيه .
فقالت الديناصورة ،
ودموعها تسيل على خديها : بل تعال أنت معي وسنعيش معا في وكري ، يا عزيزي ، أنت
منذ اليوم صغيري .
وانحنت عليه وضمته إلى
صدرها ، وقالت : أنت صغيري ، وقد عدت لي ، هيا نذهب إلى وكرنا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق