بقلم: السيد شليل
كعادته كل يوم قبل نومه ، بدأ محمد في ترتيب كل شيء سوف يستخدمه من كتب ، وكراسات ، وأقلام ، حتي ملابسه . جهزها مثلما علمته أمه تماما ، كل شيء في مكانه المحدد له.
ولكن ما حدث له كان شيئًا عجيبًا ، لم يحدث في الأيام الماضية ،فعندما مد يده محاولاً ، حمل حقيبته المدرسية ، ورفعها من علي الأرض ، لم ترتفع معه مثلما يحدث كل يوم ، وهوما جعله يندهش ويحاول مجددا بيديه الاثنتين هذه المرة ، لعله ينجح ، ولكن دون فائدة.
هداه تفكيره إلي حيلة ربما نفعت معه ، عندما جلس علي الأرض
بجوار الحقيبة ، وبدأ في فتحها وأفرغ بعض ما بها ، من كتب ، وكراساتحتي تصبح خفيفة الوزن ويسهل حملها ، ولكنه أيضا وبعد غلقها ، لم يفلح مرة أخري في رفعها . راح يفكر في حل لهذه المشكلة التي سوف تواجههفي الصباح ، عندما يحاول حملها ، استعدادا للذهاب إلي المدرسة ، ولكنه بالطبع لن يستطع فعل ذلك ، مثلما حدث الآن!
قرر أن ينقصمن الكتب ، والكراسات النصف ، أملاً أن تنجح فكرته
في رفع الحقيبة ، ولكن دون فائدة أيضا !!
انتفض واقفا وهو غاضب ثم أفرغ كل ما بها علي الأرض
وأمسك المقبض بيديه ، وبكل قوته رفعها فارتفعت معه دون عناء
تهلل وجهه فرحا بنجاح الفكرة ، ولكن بعد ما وضعها علي الأرض فطن إلي أن المشكلة لم تزل قائمة ، ولابد لها من حل قبل الصباح ، أنهكه
التعب فنام ،وهو يحلم بحل يضمن له وضع الكتب المهمة في حقيبته
وأيضا يستطيع معه حملها بسهولة ويسر، زارته في نومه لعبة المكعبات
التي كان يصنع منها بيوتا ، و مدارس ،وقطارا
جميلا ، استيقظ علي صوت أمه ، تخبره بقرب ميعاد وصول أتوبيس المدرسة ، فحكي لها ما حدث معه ، وهو يشير إلي الكتب والكراسات الملقاة علي الأرض ، ابتسمت الأم وهي تلملمها وتضعها داخل الحقيبة ، واحدة تلو الأخرى، أيقن محمد أن كل شيء عندما ينظم يمكن أن نفهمه ، ونتعلم منه مثل الحقيبة تمام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق