الجمعة، 28 نوفمبر 2014
الخميس، 27 نوفمبر 2014
"قلب الطفل الصغير" قصة للأطفال بقلم: عبدالتواب يوسف
قلب الطفل الصغير
حكايات قرآنية معاصرة
عبد التواب يوسف
هذه القصة واقعية..
لقد حدثت فعلاً، كما سأحكيها، وكما رواها صديقي الطبيب الدكتور مصطفى، وأنا أثق به، وبصدق ما يقوله.. لذلك لم
أحاول أن أضيف للقصة من عندي، لأني رأيت أنها وحدها تكفي.
تكفي لكي تملأ قلوبنا بالإيمان، وتجعلنا نسمع دقاتها
المنتظمة تهتف، وتعزف... الله... الله..
أحمد الصغير مريض. لقد وُلِد، والمرض معه. وكانت أسرته شديدة القلق عليه، وأمه ليلى أكثرهم قلقاً.
وكان الجميع
يحبونه ويتعلقون به، وأمه أعظم حباً له، وتعلقاً به، لأنه كان طيباً مهذباً ظرفاً.. وفوق كل هذا، كان مؤمناً بربه كل
الإيمان، وكذلك كانت أمه..
وكان الأطباء يطلبون من أمه أن تحمل إليهم الصغير العزيز أحمد من أجل أن يجروا له عملية جراحية ولكن القلق على
أحمد وخوف الصغير، كان يدفعهم إلى تأجيل العملية، والدكتور مصطفى يكرر طلبه، ورجاءه في أن تسارع الأم به إلى
المستشفى، فالأمر أصبح لا يحتمل أي تأجيل، ولا بد من توسيع صمام القلب لتنظيم دقاته، وتندفع الدماء منه في الشرايين
إلى بقية أجزاء الجسم.
وتهتف الأم: العملية خطيرة يا دكتور.
يرد الدكتور: ولكنها ضرورية ولازمة.
تقول الأم: إني خائفة، وقلقة، و...
و
يقول لها: اعتمدي على الله..
وتجيء ساعة العملية.. وهي لا تتقدم لحظة عما شاء الله لها، وهي لا تتأخر دقيقة عما قرره سبحانه وتعالى.. إنها تأتي
وفق إرادته.
ويُنقَل الصغير أحمد إلى غرفة العمليات تحت بصر الأم وسمعها. ولا تستطيع الأم أن تتركه وحده، وإذا بها تسأل الطبيب
أن تدخل مع صغيرها إلى غرفة العمليات.
ويقول لها في حسم: لا يمكن.. مستحيل!!
وترجو السيدة وتتوسل، دموعها تنزل على خديها، ولكن الطبيب يظل عند موقفه.
هو لا يستطيع أبداً أن يسمح بذلك؛ إنها عملية خطيرة وطويلة، ولا يمكنه أبداً أن تصحب الأم ابنها وهي على هذه الحالة
من القلق والانزعاج. ربما تسبب لهم مشكلات أثناء إجراء العملية، وهم خلال ذلك في أشد الحاجة إلى كل لحظة وثانية
وإلى كل جهد ويقظة.
وعند الباب يرتفع صوت الأم باكياً، راجياً، متوسلاً، وتهمس للطبيب بكلماتها من خلال دموعها
قائلة:
- لن أنظر إليكم خلال العملية. كل ما أرجوه أن تجعلني أجلس على سجادة الصلاة في ركن الغرفة. أصلي لله وأدعوه.
سأتجه إلى القبلة، ولن ألتفت إلى الوراء مطلقاً.
وقبِل الطبيب أن تدخل الأم على هذا الشرط. ونفذته هي بأمانة شديدة.
وبدأت العملية الدقيقة. والأطباء مستغرقون في المهمة الشاقة، والممرضات يساعدن في ذلك، والأم تصلي وتدعو دون أن
يسمع أحد صوتها. ولقد نسيها الجميع وهم يواصلون عملهم في براعة.
وأثناء ذلك حدث شيء رهيب فظيع أذهلهم
جميعاً. لقد توقف قلب أحمد الصغير، لم يعد يدق. ورفع الأطباء أيديهم عنه في ذهول، وفتحوا أعينهم في دهشة،
وتسارعت أنفاسهم ودقات قلوبهم إزاء هذا الذي حدث. ومضت ثوان قليلة، ولكنها طويلة كأنها ساعات، بل كأنها أيام،
وأسابيع وشهور، بل كأنها سنون! واليأس يسيطر على الجميع والجزع يملأ نفوسهم والصمت الرهيب يخيم على الغرفة
وساد سكون فظيع ولم يعد صوت الأدوات ووضعها في مكانها يسمع في أنحاء الغرفة.
ووسط هذا الصمت والسكون، واليأس والجزع، يسمع الجميع صوت الأم يعلو في حرارة وإيمان، وتهتف بكلمة واحدة ترن
في جنبات الغرفة، تقول:
- يـــــا رب.
وبعد الصمت والسكون، فجأة يشتد الذهول بالأطباء والممرضات، إن كلمة (يارب) لم تبدد الصمت والسكون فقط، بل بددت
اليأس والجزع كذلك، وإذا بهم أمام معجزة إلهية.. إن دقات قلب الصغير عاد مرة أخرى. رجع القلب للحياة، عاد يدق!
ويؤكد الطبيب أن دقات قلب الصغير كانت كأنما تهتف: الله، الله.
وترجع أصوات الأدوات يلتقطونها ويعيدونها، ويبدأ الأطباء من جديد في مواصلة إجراء العملية، وتعود الأم إلى صمتها
وينسونها تماماً، إلى أن ينتهي الأمر.
لقد نجحت العملية!
وسأل الطبيب الدكتور مصطفى الأم الطيبة بعد أن انتهى لأمر. لماذا رفعت صوتها في هذه اللحظة ذاتها وهتفت (يارب)؟
أجابت الأم: لا أذكر ذلك!
ويزداد إيمان الطبيب بالله، ويشعر دائماً أنه معه في غرفة العمليات، يحرك يده ويعينه ويساعده على إنقاذ حياة المرضى،
إن الرب وراء الطب، في الأخذ بيدهم إلى بر السلامة.
ولم يعد أحمد الصغير مريضاً، وظل قلبه يدق: الله..الله..
هذه هي قصة صديقي الدكتور (مصطفى) يحكيها كثيراً هي وعشرات مثلها، ويردد دائماً أن الأطباء من اكثر الناس إيماناً
بالله لأنهم يعيشون لحظات قصيرة قاسية، مثل اللحظة التي توقف فيها قلب الصغير أحمد، وهم يشعرون في هذه اللحظات
بالعجز واليأس وتمتد يد الله لتنقذهم والمريض..
والأطباء يعرفون جسم الإنسان تماما، وعند أصغر خلية يقفون ونسألهم: ماذا بعدها، لماذا تدب فيها الحياة؟
ويجيبون: علم ذلك عند ربي.
علمنا يقف بنا عند هذا.
(وفَوقَ كُلَّ ذي عِلْم عَليم) سبحانه وتعالى.
الثلاثاء، 25 نوفمبر 2014
"جئت إلى أدب الأطفال، من أدب الكبار" شهادة أدبية بقلم: طلال حسن
جئت إلى أدب الأطفال، من أدب الكبار
شهادة
طلال حسن
يختلف الكثير من النقاد والباحثين والأدباء ،
حول ماهية وأهمية أدب وأدباء الأطفال وفنانيهم ، كما اختلفوا ويختلفون حول العديد
من أنماط الأدب عند الكبار .
وعلى هذا ، فأن البعض منهم ،
وهم لحسن الحظ الأغلبية العظمى ، يرون أن أدب الأطفال ـ قصة ، شعر ، مسرحية ،
رواية ـ له أهميته الكبيرة ، ودوره الأساس في تربية الأطفال وتعليمهم ، وتنمية
أحاسيسهم الجمالية في شتى المجالات ، وإعدادهم للمراحل اللاحقة من أعمارهم ،
وصولاً إلى سن الرشد .
وبالعكس من ذلك ، يرى البعض
الآخر ، وهم لحسن الحظ قلة قليلة ، لا تكاد تذكر ، بأن أدب الأطفال أكذوبة ، ووهم
وخداع ، وأن أدباء الأطفال ، فشلوا في الكتابة للكبار ، فلجأوا إلى " السهل
غير الممتنع " وهو أدب الأطفال ، وهم كما يقول البعض ، أطفال أدب لا غير .
ووسط هذه الآراء المتضاربة ،
يتقدم أدب الأطفال ، وكذلك فنون الأطفال المختلفة ، ليس في العالم المتقدم فقط ،
بل في عالمنا العربي نفسه ، رغم ما يعتريه من هزات وتراجع ، على شتى الصعد ، منها
، وفي الأساس ، الصعيد الثقافي .
ومن الطريف ، أن أديبين أخوين ،
في إحدى الدول الأوربية ، وربما في القرن التاسع عشر ، أحدهما شاعر ، والآخر كاتب
أطفال ، دُعيا إلى حفل أدبي ، وفي الطريق ، قال كاتب الأطفال لأخيه الشاعر : لا
تنسَ ، قدمني لهم ، وقل لهم ، هذا أخي ، إنه كاتب أطفال .
وحين وصلا مكان الحفل ، التف
العديد من المحتفلين بأديب الأطفال ، يحيونه ويرحبون به ، فاقترب منه أخوه الشاعر
، وهمس له : قدمني لهم ، قل لهم ، هذا أخي ، إنه شاعر .
ومن المؤكد أن الكتابة للأطفال
، كما الكتاب للكبار ، أساسها الموهبة ، فالكاتب النرويجي هانز اندرسن ، وهو من
أشهر كتاب الأطفال في العالم ، كتب أول الأمر الشعر والقصة والمسرحية والرواية ،
لكنه لم يحقق النجاح المطلوب في أيّ منها ، لكنه عندما كتب للأطفال ، كتب البلبل
وملابس الإمبراطور وبائعة الثقاب والحورية الصغيرة ووو.. وصار هانز اندرسن .. الذي
يعرفه العالم كله .
وهذا ما حدث لي ، ولابني الفنان
التشكيلي عمر ، فقد كان عمر في البداية ، يحاول السير على خطى الفنانين التشكيلين
الكبار عربياً وعالمياً ، وذات يوم ، أعطيته قصة للأطفال من تأليفي ، وطلبت منه أن
يجرب ، ويرسمها لي .
أخذ عمر القصة على مضض ، لكنه
ذهب إلى أمه ، وقال لها : إن أبي يريد أن أرسم له بطة .
ورسم ابني " البطة "
، وهو منذ ذلك الحين ، وبشغف وإبداع كبيرين ، لا يرسم غير " البطة " ،
وقد رسم لأفضل المجلات ودور النشر العراقية والعربية ، العشرات من القصص
والسيناريوهات والكتب .
وأنا نفسي ، جئت إلى أدب
الأطفال ، من أدب الكبار ، فقد كتبت في بداياتي ، منذ أوائل الستينيات ، القصة
والرواية والمسرحية ، وكذلك المقالة النقدية ، وخاصة حول المسرح ، كما عملت في
الصحافة سنين عديدة ، لكني لم أبدأ خطواتي الأولى إلى النجاح والتقدم ، إلا عندما
بدأت الكتابة للأطفال .
وأولى خطواتي على طريق الألف
ميل ، بدأت بخطوة مشجعة ، ففي أوائل السبعينيات كتبتُ مسرحيتي الأولى للأطفال
بعنوان " الأطفال يمثلون .. " وقد نشرت فيما بعد في مجلة " النبراس
" التي كانت تصدر عن مديرية التربية في الموصل ، أعقبتها بمسرحية حول القضية
الفلسطينية بعنوان " الوسام " ، وقد مثلت هذه المسرحية مرات عديدة ، في
المدارس المتوسطة والثانوية داخل الموصل وخارجها ، وكذلك في العديد من مراكز
الشباب ، بل وعرضت مرتين من تلفزيون الموصل ، وخلال هذه الفترة كتبت العديد من
مسرحيات الأطفال منها " المؤتمر الأول للسلام في الغابة " والأسد والثور
" و" الصخرة " التي أخرجها الفنان التشكيلي المعروف ستار الشيخ .
وفي عام " 1975 "
نشرت أول قصتين للأطفال في مجلة " المزمار " وكانتا على التوالي "
العكاز " و " البطة الصغيرة " وكانتا حول القضية الفلسطينية ، كما
نشرت عدة قصص في صفحة " مرحباً يا أطفال " في جريدة " طريق الشعب
" ، وفي السنة التالية " 1976 " نشرت لي دار ثقافة الأطفال كتابي
الأول " الحمامة " ، وكان أيضاً حول القضية الفلسطينية ، ورسمها لي
الفنان المبدع صلاح جياد .
ومنذ ذلك التاريخ ، منذ بداية
السبعينيات ، وأنا منغمر في أتون الكتابة ، الممتعة والصعبة والعذبة والمعذبة ،
للأطفال ، حتى إنني أحلت نفسي على التقاعد عام " 1986 ، و" لأسباب صحية
" كي أتفرغ للكتابة للأطفال .
ووراء إحالتي على التقاعد حكاية
طريفة ، فقد رفض مدير عام التربية وقتها طلب إحالتي على التقاعد ، إلا بتقرير طبي
، فذهبت إلى طبيب أخصائي في الفقرات ، وقلت له إنني أعاني من آلام في الظهر .
وفحصني الطبيب ، وقال لي :
فقراتك سليمة .
فصارحته بأني في الحقيقة ، وإن
كنت أعاني فعلاً من آلام في ظهري ، إلا أن هدفي الأساس أن أحال على التقاعد لأتفرغ
للكتابة للأطفال ، وتعاطف الطبيب مع طموحي ، فكتب تقريراً أكد فيه إنني أعاني من
مرض شيرمان ، وعلى هذا الأساس أحلت على التقاعد ، والفضل في ذلك يعود إلى الطبيب
المختص و " مرض شيرمان " ، الذي فهمت أنه يعني ، انحناء في العمود
الفقري .
في مسيرتي ، التي استغرقت حتى
الآن ، ما يزيد على الأربعة عقود ، واجهت الكثير من العنت والصعوبات ، لكني أيضاً
حققت الكثير من النجاح والتقدم داخل العراق وخارجه .
لقد رفضت لي الكثير من القصص
والمسرحيات ، وكذلك العديد من الكتب ، بحجة أو أخرى ، داخل العراق وخارجه ، لكن
هذا لم يحبطني ، بل زادني إصراراً على المواصلة ، والكتابة المستمرة ، مهما كانت
الظروف .
ففي عام " 1979 "
سُحب كتابي " الزهرة " من ا0لطبع ، بعد أن رسُم وصُمم ، بل ودفعت لي
مكافأته ، وقال لي الأستاذ الراحل شريف الراس ، أنه أرسل الكتاب للنشر في بيروت ،
ويبدو أنه احترق مع ما احترق في الحرب الأهلية اللبنانية في ذلك الوقت ، وفي أواخر
أعوام الحصار ، طبع لي كتاب بعنوان " وردة من بلاط الشهداء " ، يتناول
الجوانب المأساوية للحرب ، لكنه لم يوزع بأمر من أحد المسؤولين ، وفي عام "
1999 " طبع لي كتاب في عمان في دار كنده ، بعنوان " حكايات ليث " ،
ويضم أكثر من " 30 " قصة حول الانتفاضة ، لكن مكتبات عمان جميعها رفضت
توزيعه ، بسبب التطبيع مع " اسرائيل "
.
لكني مع كلّ ذلك ، استطعت أن
أنشر داخل العراق وخارجه ، حوالي "
35 " كتاباً للأطفال ، وأكثر من " 1700 " قصة وسيناريو ومسرحية
ورواية للأطفال والفتيان ، بينها أكثر من " 270 " مسرحية للأطفال
والفتيان ، ولي تحت الطبع ، في دار البراق لثقافة الأطفال " ، التي أصدرت لي
ستة كتب عام " 2013 " ، وأصدرت لي ستة كتب أخرى هذا العام " 2014
" ، رشحت في القائمة الطويلة لنيل جائزة الشيخ زايد لكتاب الطفل ، ولدي في
دار " البراق " عشرة كتب ، ستة للأطفال ، وأربعة روايات للفتيان .
كما أنني ، وبفخر واعتزاز ،
أستطيع أن أقول ، إنني وضعت اللبنات الأولى لأساس واعد لصحافة الأطفال في محافظة
نينوى ، ابتدأت بزاوية ـ نصف صفحة ـ للأطفال في جريدة " نينوى " عام
" 200 " ، وفي تموز عام " 2003 " بعد التغيير ، أصدرت أول
مجلة للأطفال في العراق ، بالتعاون مع مطبعة الزهراء في الموصل ، وتلاها ملحق
جريدة عراقيون " براعم عراقيون " الشهري عام " 2004 " ،
وتتالت زوايا متعددة في صحف ومجلات موصلية منها ، جريدة الحقيقة ، وجريدة المسار ،
وجريدة دجلة ، ومجلة الأسرة والطفل ، ومجلة زرقاء ـ نت ،وغيرها ، وفي عام "
2010 " أصدرت مجلة " ينابيع " بالتعاون مع جريد عراقيون ، والآن ،
وعن المركز الثقافي والاجتماعي ، تصدر مجلة واعدة للأطفال بعنوان " بيبونة
" ، يعمل معي فيها نخبة من أدباء الموصل ، المعنيين بأدب الأطفال ، من بينهم
الكاتب المسرحي الكبير ناهض الرمضاني ، والأستاذ فارس السردار ، والدكتور أحمد جار
الله ، مع نخبة من الفنانين يأتي في مقدمتهم حكم الكاتب ، وليث عقراوي ، ومحمد
العدواني ، وعمر طلال .
وخلال مسيرتي الطويلة هذه ،
حصلت على العديد من الجوائز العربية والعراقية ، في مجال السيناريو والمسرح ، كما
كرمت مرات كثيرة ، من أطراف عديدة ، من داخل مدينتي الموصل ، ومن بغداد ، كتبت عني
وعن أعمالي الكثير من المقالات والبحوث ، كما اهتم بها طلبة وطالبات الدراسات
العليا ، فكتبت عن أعمالي القصصية ومسرحياتي للأطفال والفتيان العديد من رسائل
الماجستير وأطاريح الدكتوراه .
وما أقوله في النهاية ، إنني
كنت وسأبقى سعيداً ، لكوني واحداً من كتاب أدب الأطفال في العراق ، وسأبقى كذلك
حتى النهاية .
الأحد، 23 نوفمبر 2014
"مكافح الأشرار " قصة بقلم الطفل: عبدالرحمن عاطف
مكافح الأشرار
قصة
: عبدالرحمن عاطف (10سنوات)
كان
سمير الولد الصغير الذي لديه ست سنوات يمشى فى الشارع، فسمع صوت نيران تشتعل فى
متجر المجوهرات.ولما اقترب سمير من المتجر قال له الشرطي: ابتعد عن هنا حتى لا
تصاب بأى مكروه, نحن أتينا إلى هنا لكى نمسك بالمجرمين الذين أحرقوا هذا المتجر
وسرقوا المجوهرات التى كانت فىه. فقال سمير: أنا سأمسك بالمجرمين الذين حرقوا
المتجر وسرقوا المجوهرات. فضحك رجال الشرطة من كم سمير وقالوا: أنت ولد صغير وتقول
لنا: سأمسك بالمجرمين؟.. فحزن سمير وعاد إلى البيت حزيناً.ولما رأته قالت له أمه: لماذا
أنت حزين يا سمير؟.. فقال لها:لأن رجال الشرطة ضحكوا علي لأنى أريد أن أمسك
بالمجرمين.فقالت أمه : عندما تكبر يا سمير وتتخرج من الجامعة سوف تصبح أقوى مكافح
أشرار، وطلبت منه أن يذهب معها إلى غرفة نومه لأنها أحضرت له هدية.فذهب سمير برفقة
أمه إلى غرفته, ففرح سمير وشكر أمه لأنها أحضرت له لعبة مكافح الأشرار على سي دي.فتح
سمير جهاز الكمبيوتر وفتح عليه لعبة مكافح الأشرار وكانت شخصيته فى هذه اللعبة
مكافح الأشرار.وقبل أن يلعب سمير الدور الأول قرأ على شاشة الكمبيوتر: هناك من سرق
بيت الوزير وعليك أن تمسك بالمجرمين الذين سرقوا بيت الوزير.جرى سمير وراء
المجرمين وأمسك بهم وسجنهم للأبد ثم قال: كم أتمنى أن أصبح شرطياً مكافحًا للأشرار!
بعد لحظات نادت عليه أمه: هيا يا سمير لكى تأكل.فقال
لها سمير: أنا لست جائعاً يا أمى، أنا سألعب اللعبة فقط.قلقت أم سمير عليه لأنه
منشغل بلعب لعبة مكافح الأشرار وهو لا يأكل منذ أن أحضرت له أمه هذه اللعبة.جاء
الليل ونام سمير وأمه.فى الصباح أشرقت الشمس فاستيقظت أم سمير وقالت له :هيا استيقظ
يا سمير لكى تتناول إفطارك فلم يستيقظ سمير.أسرعت أمه وأخذته إلى المستشفى ففحصه
الطبيب وقال لأمه :إنه سليم ولكن لا تجعليه يجلس أمام الكمبيوتر لمدة طويلة، يكفى
ساعة واحدة كل يوم.رجع سمير وأمه إلى البيت وبعد عدة أيام شفى سمير , وأصبح فى
السنة الثالثة الابتدائية وأصبح بعدها فى الرابعة وبعدها أصبح فى الخامسة حتى تخرج
من الجامعة وأصبح شرطياً مكافحاً للأشرار.وهو جالس على مكتبه فى مقر الشرطة جاء
إليه شرطي وقال له :هناك من سرق بيتك يا
أيها الضابط , فأسرع رجال الشرطة إلى بيت
سميرالذي قال : سوف أمسك بالمجرمين الذين سرقوا بيتى.وعندما وصل رجال الشرطة إلى
بيت سمير فر المجرمون بسرعة وقال سمير غاضباً : اللعنة عليكم أيها المجرمون.ثم رجع
سمير ورجال الشرطة إلى قسم الشرطة قال
سمير لرجال الشرطة: تفرقوا فى كل أنحاء المدينة حتى تجدوا المجرمين وأحضروهم إلى
هنا.فتفرق الشرطة فى كل أنحاء المدينة.سمع أحد رجال الشرطة المجرمين وهم يتكلمون
فقال : ها هم المجرمون أمسكوا بهم فجروا وراءهم وأمسكوا بهم وأحاطوا أيديهم
بالسلاسل الحديدية.ثم صعد المجرمون إلى عربة الترحيلات ووصلوا إلى مقر الشرطة , واصطفوا
صفاً واحداً أمام الضابط سمير الذي قال لهم :أين المال الذى سرقتوه من بيتى أيها
المجرمون؟ فقال المجرمون: نحن حرقنا المال لكى لا يعرف أحد أننا سرقناه. فغضب سمير
من كلام المجرمين وقال لهم: سوف تُسجنون كلكم إلى الأبد.دخلوا السجن حتى ماتوا
واحداً تلو الأخر وهم في السجن.وكلما حدثت جريمة سرقة أو قتل يقوم الضابط سمير بالقبض
على المجرم ويسجنه إلى الأبد حتى يموت.وهكذا أصبح سمير أقوى مكافح للأشرار فى المدينة
بأكملها.
السبت، 22 نوفمبر 2014
الخميس، 20 نوفمبر 2014
"الفَأْرُ..وخَليةُ النَّحْلِ" قصة مترجمة للأطفال بقلم: أرنولد لوبال، ترجمة: عاطف عبدالمجيد
الفَأْرُ..وخَليةُ
النَّحْلِ
قصة: أرنولد لوبال
ترجمة: عاطف محمد عبد المجيد
في مرةٍ من المرات،
كان هناك فأرٌ يتنزه في الغابة، فسقطتْ خليةُ نحْلٍ فوق رأسه مباشرةً.
(نحْنُ نُحبُّ
أذنيْكَ، وأنفكَ، وشاربكَ الرفيع، إنهمْ أجملُ مكانٍ بالنسبة لخليتنا، ولنْ نغادرهمْ
أبداً.)
اغتاظَ الفأرُ
كثيراً، ولمْ يكنْ يعرفُ ما الذي يجبُ عليهِ أنْ يفعله، فيما كان طنينُ خليةِ
النحلِ يَصُمُّ الآذانْ.
واصلَ الفأرُ سيْرهُ
حتَّى وصل إلى مستنقعٍ مليء بالوَحْلِ.
(أيها النحل، أنا
لديّ منزلٌ، مثلما لديكم أنتم منزل.
إنه منزلي، لو كنتم تريدونَ أنْ تظلَّوا فوْقَ
رأسي هكذا، فلابد أنْ تأتوا معي إلى هناك.)
دخل الفأرُ في الوحْلِ
وهو يقول:
(ها هو بابُ دخولي.
- آهٍ..حسَناً !)
غاصَ الفأرُ حتى منتصفه
في الوحلِ:
(هنا غرفةُ معيشتي.
- هذا شيءٌ ظريف.)
غاصَ الفأرُ في
الوحلِ حتى ذقنه:
(وهنا غرفةُ نومي.
- لطيفٌ جداً!
- والآنَ سأنام.)
غطَّسَ الفأرُ رأسهُ
تحت الوحل.
(أووهْ..كلا !
نحْنُ نُحبُّ
كثيراً بابَ دخولكَ، نُحبُّ غرفةَ معيشتكَ، أمَّا غرفةُ نومكَ فكلا..كلا..كلا..ألفُ
كلا..نحن لا نحب سريرك !)
مرةً أخرى، صعدتْ
خلية النحلِ إلى الهواء الطلقِ..وراحتْ تتوارى.
أمَّا بالنسبةِ
للفأرِ، فقدْ عاد إلى منزله الحقيقي، وأخذ حمَّاماً لينظفَ جسمه، ممَّا عَلُقَ به
منْ وَحْلٍ وطينْ...
الثلاثاء، 18 نوفمبر 2014
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)