الفَأْرُ..وخَليةُ
النَّحْلِ
قصة: أرنولد لوبال
ترجمة: عاطف محمد عبد المجيد
في مرةٍ من المرات،
كان هناك فأرٌ يتنزه في الغابة، فسقطتْ خليةُ نحْلٍ فوق رأسه مباشرةً.
(نحْنُ نُحبُّ
أذنيْكَ، وأنفكَ، وشاربكَ الرفيع، إنهمْ أجملُ مكانٍ بالنسبة لخليتنا، ولنْ نغادرهمْ
أبداً.)
اغتاظَ الفأرُ
كثيراً، ولمْ يكنْ يعرفُ ما الذي يجبُ عليهِ أنْ يفعله، فيما كان طنينُ خليةِ
النحلِ يَصُمُّ الآذانْ.
واصلَ الفأرُ سيْرهُ
حتَّى وصل إلى مستنقعٍ مليء بالوَحْلِ.
(أيها النحل، أنا
لديّ منزلٌ، مثلما لديكم أنتم منزل.
إنه منزلي، لو كنتم تريدونَ أنْ تظلَّوا فوْقَ
رأسي هكذا، فلابد أنْ تأتوا معي إلى هناك.)
دخل الفأرُ في الوحْلِ
وهو يقول:
(ها هو بابُ دخولي.
- آهٍ..حسَناً !)
غاصَ الفأرُ حتى منتصفه
في الوحلِ:
(هنا غرفةُ معيشتي.
- هذا شيءٌ ظريف.)
غاصَ الفأرُ في
الوحلِ حتى ذقنه:
(وهنا غرفةُ نومي.
- لطيفٌ جداً!
- والآنَ سأنام.)
غطَّسَ الفأرُ رأسهُ
تحت الوحل.
(أووهْ..كلا !
نحْنُ نُحبُّ
كثيراً بابَ دخولكَ، نُحبُّ غرفةَ معيشتكَ، أمَّا غرفةُ نومكَ فكلا..كلا..كلا..ألفُ
كلا..نحن لا نحب سريرك !)
مرةً أخرى، صعدتْ
خلية النحلِ إلى الهواء الطلقِ..وراحتْ تتوارى.
أمَّا بالنسبةِ
للفأرِ، فقدْ عاد إلى منزله الحقيقي، وأخذ حمَّاماً لينظفَ جسمه، ممَّا عَلُقَ به
منْ وَحْلٍ وطينْ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق