حذاء جنى الشقى
صفاء عبدالمنعم
جنى بنت صغيرة ، بالصف الأول الإبتدائى ، وتحب مدرستها ، ودائما تستيقظ مبكرا ، تسرح شعرها الأبيض الطويل الذى يشبه سلوك الفضة ، وتغسل وجهها الأبيض الجميل الذى يشبه القمر.
كل يوم كانت أمها تسرح لها شعرها ، وهى تدلعها وتقول لها ، يامحبوبة الشمس ياوجه القمر.
ثم تصنع لها ضفيرتين جميلتين من شعرها الأبيض الطويل .
وتضع لها شريطتين حمراوين جميلتين .
ولكن كان فى وجه جنى بعض الحبيبات البنية الصغيرة التى تشبه حبوب العدس ، ورموشها الطويلة البيضاء ، كانت جنى تغمضهما عندما تنظر إلى الشمس .
كانت أم جنى تضحك وهى تناديها : ياجنى ياطبق القشدة ، ياوجه القمر ، لماذا أنت حزينة هكذا ؟
تبكى جنى وتقول لأمها : الشمس تضايقنى يا أمى ، تجعلنى أغمض عينيىّ كثيرا عندما أنظر إليها .
والبنات فى المدرسة يضحكن على رموشى البيضاء ، وشعرى الأبيض الذى يشبه شعر المرأة العجوز ، ويقولن لى : ياعدوة الشمس .
قالت لها الأم : لا تغضبى ياصغيرتى ، أنت حبيبة القمر ، لذا أعطاكى لونه الجميل ، ووجه المستدير .
ثم أحضرت لها الحذاء وقالت : وهذا الحذاء الجميل هدية من القمر ، أنظرى إليه ، إنه أبيض جميل .
ومن يرتدى هذا الحذاء يطير به عاليا .
جرت جنى ، ووضعت الحذاء فى قدميها ، فرأت نفسها تطير ، وتطير ، وتحلق بين السحاب .
نادتها ساحبة المطر وقالت لها : ياجنى ياجميلة ، أنا ساحبة المطر ، أجمع قطرات الماء داخلى ثم أسقطها فى الشتاء كى تروى الأرض ، هل تلعبين معى .
ثم جاءت النجمة الكبيرة الأم وقالت لها : ياجنى ، ياجنى ، أنا النجمة القطبية الكبيرة ، وهؤلاء أبنائى الصغار ، هل تحبى أن تعلبين معهم .
ثم جاء كوكب بلوتو الصغير وقال لها : ياجنى ياجميلة أنا اصغر الكواكب ، هل تحبين أن تلعبين معى .
فرحت جنى كثيرا بالسحابة ، والنجمة ، والكوكب و بهذا الحذاء الطائر ، هدية القمر لها .
ثم عادت ، وجلست جوار أمها وقالت : أنا سعيدة يا أمى بهدية القمر ، ولن أغضب ، ولن أبكى بعد اليوم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق