الدرجة النهائية
ياسر دويدار
في حصة التربية
الدينية دخل الأستاذ "محمد" الفصل فوقف التلاميذ يحيون مدرسهم الذي
أحبوه، وتعلقوا به وجلسوا؛ فاستهل مدرسهم الدرس الذي كان يتناول درساً دينياً عن
أشراط الساعة، فرفع التلميذ "أحمد " يده عالياً وقال لمدرسه:
-
أسمح لي يا أستاذ "محمد " أن أذكر لحضرتك ولزملائي قصة قرأتها
أمس يتناول موضوعها أشراط الساعة الصغرى وهو أن تكلم السباع الأنس.. فقال له
أستاذه :
-
إذن عليك بسرد هذه القصة حتى يستفيد منها زملاؤك.
فشرع "أحمد"
بسرد القصة.
"كان هناك يهودي "يسمى" "أهْبان" يملك
الكثير من الغنم يرعاها في المدينة فخرج عليه ذئب وغافل "أهْبان" وأخذ
نعجة من النعاج وجرى.. فجرى وراءه "أهْبان" يقول صارخاً ملتاعاً يا ذئب
نعجتي !!.. فلما سمع الذئب نداءه.. توقف قليلاً ثم ألقى النعجة وأقعى ( أي جلس على
مؤخرته ورجليه الخلفيتين) وقال: يا "أهْبان"..ألا أدلك على خير من
ذلك؟!! فتعجب "أهْبان" من ذلك وقال متعجباً:
ــ عجباً لما أسمع..أمعقول هذا ؟!! ذئب يتكلم ؟!!
فرد عليه الذئب
قائلاً: وأعجب من ذلك.. هناك نبي بين هذه النخلات الباسقات.. هاجر من مكة إلى يثرب
يحدث الناس بما مضى وبما هو آت.. فإن أمنت
به وجبت لك الجنة وإن عصيته فلا تلومن إلا نفسك
أهْبان: وماذا أنا بفاعل الآن؟!!
الذئب: عليك بالذهاب فوراً إلى محمد رسول الله وأنج
بنفسك من خطاياك ومعاصيك
أهْبان:وكيف أذهب إلى
محمد ؟.. وقطيعي من يعتني به، ويحافظ عليه.
فقال له الذئب: لا تخف يا أهْبان.. سأعتني أنا به حتى تعود سالماً.
فرد عليه أهْبان
قائلاً بدهشة: كيف.. وأنت ذئب وهم غنم
؟!!
فقال له الذئب: والذي نفسي بيده.. إن الذي أنطقني لقادرُ على
أن يجعلني أعتني بغنمك.. أطمئن ستذهب وتعود وستجد غنمك كاملة ولن ينقص شيئاً وهذا
ميثاق بيني وبينك.فألجم أهْبان لسانه وتعجب من فصاحة الذئب وشيئاً في سريرته جعله
يذهب لمحمد ليستطلع ما قاله الذئب وقد أطمئن قلبه اطمئنانا غريباً وشعر بارتياح
يسري في دمه ولزم الذهاب لمحمد..وذهب إلى قبيلته يستطلع خبر محمد ووجد هجوم منهم
على شخص محمد هجوم جعله يؤمن بمحمد بالرغم من أنه لم يره أبداً.. وبعد ذلك ذهب إلى
محمد صلى الله عليه وسلم فإذا بالنبي عليه صلوات الله وسلامه يقابله بابتسامة
صافية نزعت الخوف والقلق من نفس أهْبان وقال له: ماذا قال لك عني الذئب يا أهْبان ؟.
ففغر فاه أهْبان
وقال: أشهد أن لا أله إلا الله واشهد أنك يا محمد
رسول الله.
فما كان من التلاميذ
ومعهم مدرسهم إلا أن صفقوا بحرارة لزميلهم "محمد" على هذه القصة الجميلة
الهادفة وكافئه مدرسه بأن رصد له الدرجة النهائية في الشفوي والسلوك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق