حـــلم مــن ورق
محمد حبيب مهدي
كلما رأيت الطيّارات الورقية وهي في أعالي الفضاء تثير فيّ الغيرة والعجب ،
فمنذ زمن وأنا أحلم أن ألامس ثوب السماء الازرق .. ياه ! ما أجمل هذا وأروعه من
حلم !! لذا رجوت من أبي أن يشتري لي طيّارة ، أليس من حقي أن يصبح لي طيّارة مثل
الآخرين ؟! . لكن ، ذات يوم فاجأني أبي بطيّارة ورقية جميلة جدا تختلف عن
باقي الطيّارات ، بلونها وشكلها . فكانت
على شكل طائر اسطوري كبير ، ذي الوان زاهية براقة ، حتى انها كانت تتميز بخيوطها
المطاطية ، فرحت بها كل الفرح ، فأخذتها بالقرب من بيتنا ورحت أطيّرها بسرور بالغ
، وكان الفضاء هو بيتها الحقيقي ، فأثارت اعجاب كل من رآها وهي تسبح في الافق
البعيد ، لكنها في اليوم التالي ، وكالعادة ، وأنا مسرورة بطيرانها ، فجأة .. لا
..انقطع الخيط من الطيّارة ! . راحت تتراقص في الهواء فوق بستان كبير بالقرب من
محلتنا . حزنت كثيرا عليها ، ياالهي ماذا أفعل ؟ لكم احببتها ! وكأنني فقدت صديقا
عزيزا عليى قلبي . بقيت ساعات على هذه
الحال . ( احمد ) يعاتبني لأنني مددت لها الخيط كله . وسرور تقول أنت السبب لأن
الهواء كان قويا ولاتتحمل الطيّارة مقاومة الهواء فانقطع الخيط . وفي هذه الاثناء
.. واذا بصبي على الباب . حين سألته أمي عن حاجته قال لها :
ـــ خالة ، هذه طيّارة باسمة وجدتها في البستان .
سألته أمي : ـــ وكيف عرفت أنها لباسمة ؟ قال :
ـــ بالامس ، كنت مارا من هذا الطريق ورأيتها بيدها .
حين سمعت هذا الخبر أسرعت نحو هذا الصبي فشكرته كل الشكر على أمانته وعلى
هذه الاخلاق النبيلة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق