أصعب يوم
في حياة ( نبأ )
محمد حبيب مهدي
جميع الاولاد كانت تغمرهم الفرحة والشوق بالعودة لمدارسهم وصفوفهم واللقاء
بأصدقائهم بعد فراق طويل من العطلة الصيفية . لكنما الامر عند صديقتي وجارتنا (
نبأ ) كان مختلف جدا ، فهي من طلاب الصف الاول وذهابها هذا اليوم الى المدرسة كان لاول مرة . . فماذا جرى ياترى ؟ ! .. أحكي لكم حكاية هذ اليوم :
خرجت من بيتنا لأنتظرصديقاتي كي نذهب سوية الى المدرسة . واذا بي ارى ( نبأ
) وهي تصرخ في وسط الشارع وأمها وجدتها تتوسلان بها أن تكف عن هذا البكاء . بينما كان
الاطفال يحيطون بها وهم يتهامسون فيما بينهم او يضحكون ، كانت ( نبأ ) تخاف الذهاب
الى المدرسة وكأنها ذاهبة لملاقاة شبح أو عفريت ! . تقول لها أمها : أنا سأذهب معك
..ثم قبلتها جدتها بود وهمست بأذنها : لا تخافي حبيبتي ، الا ترين البنات كيف
أصبحن مسرورات للذهاب الى المدرسة . الا ان صديقتنا ( نبأ ) تزداد بكاءا كلما سمعت
اسم المدرسة ! مما حيّر ذلك أمها وجدّتها أمام الناس ! . قلت في نفسي لابد أن أنهي
الامر ، ( نبأ ) صديقتي وستسمع كلامي وهي تحبني ، فغالبا ماكانت تقضي يومها معي في
البيت . أسرعت اليهم وقلت : من مع ( نبأ ) من أزعجها ؟ . قالت أمها : لا ، لا أحد
، لكنها تخاف الذهاب الى المدرسة . قلت لها : خلاص ، ستذهب معي وسنقضي هناك وقتا
ممتعا . .أطمأنت ( نبأ ) وكفّت عن البكاء بعد أن حضنتني في وسط الشارع . أنفرجت
اسارير الفرحة بوجه جدتها وأمها التي بقيت تفكر طوال اليوم بغياب ( نبأ ) عن
عينيها . لكنما الطريف في تلك الحكاية
حين عادت ( نبأ ) الى البيت سألتها أمها :
ها ( نبأ ) بشريني كيف كانت المدرسة ؟ .
أجابتها باستياء : هي حلوة لوكانت كلها فرصة ..!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق