عيون بسمة
فاطمة المعدول
أنا بسمة، عمري 10 سنوات
عندما نزلت من بطن أمي لم أصرخ كثيرا مثل كل الأطفال... بل ضحكت بصوت عال،
وكنت أبتسم لكل من يلمسني أو يحملني...
قررت عائلتي أن تُطلق عليَّ اسمَ بسمة.
أمي كانت تقول: إن بسمة دائما مبتسمة
لقد وُلِدتُ كفيفة لا أرى.. ولكني ألمس كلَّ شيءٍ
وأشم وأتذوق وأسمع
وأشعر وأسير على قدمي
أشعر بضوء الشمس وبأشعتها الدافئة... ولكني لا أراها
أحب الزهور وأشم رائحتها... ولكني لا أراها
وأسمع تغريد الطيور... ولكني لا أراها
وأحب الماء الذي أشربه
وأغسل به يدي، وأسبح وألعب فيه ولكني لا أراه
وأساعد أمي عندما تطبخ، وأتذوق الطعام اللذيذ، وأشم روائح الطعام المختلفة
وأسمع موسيقى، وأتعلم في المدرسة وأقرأ، وأعزف على البيانو.
وأنا أحب الحياة وكل شيء فيها.
ولقد كنت دائما في حالة انتظار
أنتظر أن يوصلني أبي كل صباح، وأن يعود بي إلى المنزل بعد انتهاء اليوم
الدراسي
وأنتظر أمي لتأخذني إلى السوق
وأنتظر أخي أحمد حتى يصحبني إلى النادي
وأنتظر صديقتي فاطمة لكي تلعب معي
كانت حياتي تسير بشكل منتظم، وليس فيها أي جديد...
وفي يوم كنت أجلس تحت شجرة في النادي أنتظر أخي أحمد الذي تأخر كعادته...
وفجأة شعرت بشء صغير يتحرك بجانبي.. وضعت يدي عليه وتحسسته، كان جسده مبلولا
ويرتجف..
صاح ونبح: هَو... هَو... هَو... هَو...
فعرفت أنه كلب صغير
وحين وصل أحمد حاولنا أن نبحث عن صاحبه...
ولكننا لم نعثر له على صاحب!
قرر أحمد أن نتركه في النادي... ولكني رفضت، وغضبت بشدة، وصممت أن آخذ
الكلب الصغير معي إلى المنزل..
كان عطشان وجوعان وبردان...
في المنزل وضعت له الطعام والماء، فأكل وشرب...
ثم قمت بتنظيفه ونشفته.. وضعته بين ذراعي حتى يشعر بالدفء
كنت أشعر به ضعيفا ولا حول له ولا قوة...
وخصصت له مكانا في حجرتي...
لقد أنقذه الله وأصبح سالماً
فأسميته: "سالماً "...
أصبح سالم يعرفني ويعرف صوتي..
وكلما ناديته أتى إليَّ مسرعا سعيدا..
تبادلنا الحب والإعجاب
بعد أن أكل وشعر بالحب والحنان صار قويا واثقا من نفسه
وعندما يجلس فوق قدمي أشعر بالفرق...
ففي البداية كان خفيف الوزن
يوما بعد يوم...
أصبح أثقل وأكبر...
لقد أصبحتُ المسئولة الأولى عن سالم...
وأصبح معي في كل مكان..
كان يرشدني إلى الأماكن الآمنة التي يجب أن أسير فيها
ويدافع عني إذا ما حاول أحد إيذائي أو معاكستي.
ويأخذني إلى النادي فنلعب حتى تأتي صديقتي فاطمة
نذهب معا إلى المدرسة كل يوم...
ونعود معا إلى المنزل
ويصحبني لشراء احتياجاتي من السوق...
ويحمل معي ما أشتريه
وأصبحت عيونه هي عيني التي أرى بها...
ولم أعد أنتظر أبي أو أمي أو أخي أو صديقتي فاطمة...
فقد أصبح "سالم " صديقي العزيز.
أحبه ويحبني...
أساعده ويساعدني.
هناك تعليقان (2):
أنها قصة حزينه لكنها لطيفة في النهاية لقد أعجبتني
انها قصة رائعة
إرسال تعليق