ملك الطيور
أميمة عزالدين
نظر الطاووس إلى صورته المنعكسة فى الماء ، وأعجبه جمال ألوان ريشه المنفوش واخذ يتبختر في مشيته حتى قابله الحمار الوحشي الذي حياه ..لكن الطاووس لم يرد التحية، عاتبه الحمار الوحشي على تجاهله، إلا إن الطاووس تمادى في خيلاء قائلا:
- كيف تجرؤ على محادثتي أيها الحمار ....ألا تعلم اننى ملك الطيور ؟!
دهش الحمار الوحشي وقال ساخرا :
- لم اسمع بهذا الحديث أبدا .
قال الطاووس :
- لقد أعلنت نفسي ملكا على الطيور...فمن منها يماثلني في جمال الواني وكثافة ريشي الرائع..ومن الآن فصاعدا: أنا..أنا ملك الطيور !
انصرف الحمار الوحشي وهو يردد :
- يا لك من أحمق مغرور.
وقف الطاووس على ربوة مرتفعة وصاح بصوته المتميز حتى تجمعت معظم الطيور وقال صائحا بصوته القبيح الزاعق:
أيتها الطيور..لقد أعلنت نفسي ملكا عليكم ويجب أن تنصتوا إلى جيدا..فأنا استطيع حمايتكم من بنادق الصيادين بصوتي المميز الجميل !
اعترضت النعامة وقالت: أنا اكبر منك أيها الطاووس..أنسيت اننى اكبر طائر في الغابة ؟!
سخر الطاووس منها وقال :
لكنك لا تطيرين أيتها الحمقاء.
تقدم الصقر وقال :
- أنا أحق من الطاووس والنعامة..فلقد وهبني الله بصرا حادا وثاقبا ، واستطيع تحذيركم من الصيادين في الوقت المناسب ، وكذلك توفير الطعام للطيور الضعيفة والمريضة .
- صاح النسر ذو المنقار المعقوف :
- ولم لا أكون ملك الطيور ؟!
ثم سرعان مانشب العراك واحتدم بين الطيور التي لا تحترم آراء بعضها ، وجاء الحمار الوحشي والغزالة والسلحفاة والزرافة والدب البني لفض المشاجرة
ووقف القرد غير بعيد يشاهد المشاجرة ويقهقه وهو يقفز بين الأشجار.
قالت السلحفاة :
- أن الخلاف بينكم لا يفسد الود والمحبة التي في قلوبكم الجميلة أيتها الطيور.
لكن الطيور لم تستمع إلى السلحفاة الحكيمة والتي بلغت عشرين عاما واختلطت أصواتها حتى حدث مابدد صخبهم وشجارهم فجأة ..عندما اخترقت رصاصة طائشة أجواء الغابة.
طارت الطيور في انزعاج وخوف وفى لحظة تفرقوا..وكان أول الفارين هو الطاووس..لقد أدرك أخيرا أن الريش الملون المنفوش لا يكفى لأن يجعله ملكا على الطيور..لقد كانت تنقصه الشجاعة والاستعداد لمواجهة الأخطار في اى وقت .
هناك تعليق واحد:
روعة، سلم وعيك وابداعك
محيي الدين ابراهيم
إرسال تعليق