البطريق والثعلب
قصة للأطفال
بقلم : طلال حسن
وقفت البطارق
، على منحدر التل الجليدي ، تتدفأ بأشعة شمس الربيع ، ومن بعيد لاح بطريق فتيّ ،
يتهادى بأقصى سرعته ، على قائمتيه القصيرتين القويتين ، ويصوُت قائلاً : حذار ِ ..
حذار ِ .. الثعلب في الجوار .
واستبد الخوف بالبطارق ، وراحت تتلفتُ مصوتة ، حائرة ،
وصاحت بطريقة فتية : يا ويلي ، سيأكلني الثعلب .
فأسرعت إليها بطريقة كبيرة ، وقالت بصوت مرتعش : لا
تخافي ..أ أ أنا معكٍ .
وهنا وقف بطريق عجوز ، وقال : اصمتوا لحظة ، اصمتوا .
لكن أحداً لم يصمت ، فتابع قائلاً : فلنصعد هذا التل ،
إنه أقرب مكان إلى البحر .
وانطلق البطريق العجوز يتسلق التل ، بأقصى ما يستطيعه من
سرعة ، وانطلقت البطارق في أثره ، سائرة الواحد خلف الآخر .
وتوقف البطريق العجوز ، عند مرتفع صغير من الجليد ،
اعترض طريقه ، وتجمعت البطارق حوله ، على غير نظام ، تتلفت مصوتة حائرة .
وهنا تقدم البطريق الفتيّ ، دون أن ينبس بكلمة ، وقفز
متخطياً المرتفع الجليدي ، وسرعان ما تبعه البطارق ، قافزة الواحد بع الآخر ،
وراحت تسير في أثره ، صاعدة التل .
وأخيراً وصل البطريق القمة ، ووقف يتلفت منتظراً البطارق
الأخرى ، وفجأة انتفض صارخاً : الثعلب .
وتوقفت البطارق ، وقد استبد بها الرعب ، ورأت البطريق
الفتيّ ، ينحدر بسرعة نحو البحر ، والثعلب في إثره ، وعلى المنحدر أسرعت البطارق ،
تتسابق متصايحة ، حتى وصلوا قمة التل ، ووقفوا لحظة لاهثين ، يراقبون بانفعال
مطاردة الثعلب للبطريق الفتيّ .
وكاد البطريق الفتيّ ، يقع في قبضة الثعلب ، لو لم يقفز
في اللحظة الأخيرة إلى البحر .
وحاول الثعلب أن يتوقف ، مستخدماً مخالبه في التمسك
بالجليد ، وأوشك أن ينجح في ذلك ، وإذا به يفاجأ بالبطارق ، تنطلق نحوه من أعلى
التل ، زاحفة على بطونها ، فوق سطح الجليد الأملس ، وتجرفه معها ، ليسقطوا جميعاً
في البحر .
وفي لمح البصر ، غاصت البطارق ، وانطلقت تسبح مبتعدة في
شتى الاتجاهات ، ووجد الثعلب نفسه ، يتخبط وحيداً في المياه الباردة ، ويحاول
عبثاً الخروج إلى سفح التل الجليدي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق