الثعلب الطائر
قصة للأطفال
بقلم : طلال حسن
هبط الفلنجر من الشجرة ، والليل
يوشك أن ينتهي ، وبأ رحلة العودة إلى عشه ، والكائن فوق شجرة ، في أعلى المنحدر
الصخري ، بعد أن ظل طول الليل ، يقفز طائراً من رأس شجرة إلى رأس شجرة ، يأكل
الأشياء الحلوة ، كالثمار والرحيق والزهور والبراعم .
وسار ببطء وصعوبة ، متسلقاً صخور المنحدر ، والغشاء الذي ساعده على الطيران
، يعوق سيره ، وأخيراً وصل أعلى المنحدر ، ولاحت شجرته ، فأسرع ليتسلقها ، ويستقر
مطمئناً في عشه .
وتناهى إليه وقع أقدام يعرفها جيداً ، ويخافها ، فأسرع نحو شجرته ، وهو
يتمتم : يا إلهي ، الثعلب .
وقبل أن يصل الشجرة ، أقبل الثعلب وزوجته ثعلوبة ، فجمد في مكانه حائراً ،
لا يعرف ماذا يفعل .
وتقدمت ثعلوبة ، تتشمم ما حولها ، ثم قالت : أشم رائحة فلنجر .
وتشمم الثعلب بدوره ، وقال : أنتِ محقة ، فلنتبع الرائحة.
ونظر الفلنجر إلى شجرته ، إنها مازالت بعيدة ، وسيصله ثعلوب وثعلوبة ، قبل
أن يصلها ، فارتمى على الأرض جثة هامدة .
ورأت ثعلوبة الفلنجر ، فأسرعت إليه قائلة : تعال ، ها هو الفلنجر .
وأسرع الثعلب وتشممه ، ثم قال : إنه ميت .
فقالت ثعلوبة : أو متماوت ، لا تنسَ ، إنه فلنجر .
وأخذ الثعلب الفلنجر بين أسنانه ، وقال : مهما يكن ، فلنأخذه إلى البيت ،
قبل أن يفاجئنا الذئب أو ..
وخرس الثعلب ، حين برز ضبع من بين الأشجار ، وصاح : أيها الثعلب ، اترك هذا
الفلنجر وإلا ..
ورغم خوفها ، اعترضته الثعلبة ، وقالت : إنه .. ميت .
وتقدم الضبع نحوها ، وقد كشر عن أنيابه ، وقال : الجائع يأكل أي شيء ، وأنا
جائع .
وتراجهت ثعلوبة ، وأسرعت تتقافز فوق صخور المنحدر ، وتقدم الضبع إلى الثعلب
، وقال : أعطني الفلنجر .
ومن بين الصخور ، صاحت ثعلوبة : لا تعطه له ، إنني هنا ، ارمه لي .
واندفع الضبع صوب الثعلب ، يريد أن ينتزع الفلنجر منه ، لكن الثعلب استدار
بسرعة ، واقترب من حافة المنحدر ، وبكل ما يملك من قوة ، رمى الفلنجر نحو ثعلوبة .
وفوجىء الجميع بالفلنجر يبسط غشاءه ، الممتد من رأسه إلى ساقيه الخلفيتين ،
ويطير فوق ثعلوبة ، ثم يحط على جذع شجرة ، تبعد عنهم أكثر من أربعين متراً .
وهمّ الثعلب أن يهرب ، ويلحق بثعلوبة ، لكن الضبع أمسك به ، ورفعه عالياً ،
وقال : أيها الثعلب الطائر ..
فصاح الثعلب مرتعباً : لا أرجوك ، لست فلنجر ، سأموت إذا ..
وبكل ما بملك من قوة ، أطلقه الضبع فوق المنحدر ، وهو يقول : لن أتيح لك أن
تقول ، إنك خدعتني .
لم يطر الثعلب طويلاً ، وسقط فوق الصخور ، وراح يتقلب من صخرة إلى صخرة ،
حتى استقر أسفل المنحدر.
وأسرعت ثعلوبة إليه ، وقالت : انهض ، إنني ثعلوبة ، لقد مضى الضبع .
فردّ الثعلب بصوت واهن : أيتها الحمقاء ، لست الفلنجر لأتماوت .. إنني ..
ميت .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق