زهرةُ الياسمين البيضاء
ماجدولين منصورفي تلكَ المدينةِ الجميلة كان هناك شابٌ اسمه وسيم ،وكان وسيم شاباً غنياً جداً، لكنه كان شديد الغرور ، ولا يأبه لأمر أحد، وفي يوم بينما كان الجو ماطراً وشديد البرودة، وهو يتمشى على حصانه، رأى فتاةٌ تبيع الزهور، و تشعرُ بالبردِ الشديدِ.
قالت له: أرجوك يا سيدي أشتري مني زهرة الياسمين.
قال لها: أذهبي عني ابتعدي ، أنتي فقيرة وأنا لا أحب الفقراء.
قالت له: حسناً أرجوك أتستطيع أن توصلني الى بيتي إنه قريب من هنا.
قال لها: هههه طبعاً لا انا اجعلكِ تركبين على الحصان، وأنا أمشي على الأرض. أبتعدي عن طريقي وأنا أيضاً لا أحب الزهور ولا أحب رائحتها.
ومضى وتركها خلفه تبكي وهيَ تعاني من البرد القارص، ومرت الأيام والليالي، حتى مرض هذا الشاب وأصبح يعاني من مرض شديد، واجتمع عليه جميع الاطباء ولم يستطيعوا أن يعالجوه، حتى جاء شيخ كبير لكي يراه
فقال له: أن علاجك يا بني موجودٌ في زهرة الياسمين البيضاء، هذه الزهرة الوحيدة التي فيهاعلاجك.
وفكر الشاب وفكر حتى طلب من أصدقائه أن يساعدوه لإيجاد هذة الزهرة
وبعد أن بحثوا قالوا له : هناك بائعة فقيرة تبيع الزهور هي الوحيدة التي يوجد لديها هذه الزهرة.
قال: حسناً فقيرة فقيرة.. لا يهم المهم أن أخذَ العلاج منها أحضروها.
حتى ذهب أصدقاء وسيم وأحضروا الفتاة، وعندما جاءت ورأته
قالت : أهذا أنت؟! أتذكر ماذا فعلت بي؟ّ
قال: نعم تذكرتك انتِ التي كنتِ تبيعين الزهور في الجو الماطر ولم أساعدك ولم أشترِ منكِ الزهور.
قالت: ها قد جاء اليوم الذي تحتاج فيه لمساعدة هذة الفتاة الفقيرة، وتحتاج الى الزهور لكي تشفى من مرضك.
قال : ارجوكِ ساعديني.
قالت: لا لن اساعدك.
قال : ارجوك فأنا مريضٌ جداً.
شعرت الفتاة بالحزن الشديد عليه،
وقالت له: حسناً سأساعدك لكن بشرط،أن لا تحتقر الفقراء، أن تساعد المحتاجين، وتساعد الناس لأنه قد يأتي يوم تحتاج به الى مساعدة من حولك لك .
قال: نعم أنا أشعرُ بالندمِ الشديد الآن، فها أنا قد عاقبني الله، ومرضتُلأنني كنتُ مغروراً، ولم أقدم لكِ العونَ والمساعدة أرجوكِ سامحيني.
سامحت الفتاة الشاب، وقدمت له العلاج، وعندما شفيَّ وسيم من مرضه قرر ان لا يكون مغروراً، وأن يقدمَ العونَ والمساعدةَ الى الفقراء،لأن الغرور من الشيطان ولأنه من تواضع لله رفعه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق