لم يبق إلا أو ..
قصة للأطفال
بقلم : طلال حسن
منذ أيام ، و آنا لا أحظى بصيد ، أسكت به جوعي الشديد ،
وذلك بسبب من ؟ يا لخيبتي ، بسبب ذلك الديك العجوز ، الويل له مني ، سأبحث عنه ،
حتى أجده .. و عندئذ .. ليعلم هذا اللعين الخرف ، أن أنيابي ما زالت حادة ، و لن
ترحمه .
آه أخيرا ، ها هو الديك العجوز أمامي ، يقف جامداً تحت
شجرة الجوز ، و قد تهدل عرفه الأحمر ، و بوثبة واحدة ، من و ثباتي المعروفة ، غدوت في مواجهته
، وصحت به : و ألان .. أين المفر وعلى غير
ما توقعت ، لم يجفل الديك العجوز ، بل و لم يتحرك قيد أنملة من مكانه ، عجبا ، هذه
أول مرة ، أرى ديكا لا يجفل ، حين أغدو أمامه ، لا بد انه مجنون ، و قلت : أيها اللعين
، كدت تميتني من الجوع ، سأميتك في الحال .
ومرة أخرى لم يجفل الديك العجوز، يا إلهي ، هذا يؤكد أنه
مجنون بحق ، وحدقت فيه ثانية ، مهما يكن ، فإنه ديك ، وسيشبعني رغم شيخوخت .
ونظر إلي ببرود ، و قال : حذار من الثعلب العجوز .
جن جنوني ، فاقتربت منه ، وقلت مغتاظا : أيها المجنون ،
لقد تجولت طويلا في الغابة ، تعظ .. حذار من الثعلب العجوز .. حذار من الثعلب
العجوز .. لكنك نسيت أن تعمل بعظتك .
فرد الديك العجوز قائلا : لا يا بني ، لم انس .
و حدقت فيه مذهولا، فقال : أنت لم ترني هنا صدفة ،
لقد..عرفنا..أنك ستمر من هذا الطريق .
تساءلت متوجسا:عرفتم ؟
فأشار إلي ما وراء الشجرة ، وقال:أنا..وصديقي أل.. .
ومن وراء الشجرة ، سمعت صديقه يصيح: عو عو .
هزتني هذه أل عو عو عو .
فتلفت حولي ، ثم نظرت إلي الديك العجوز ، وقلت : ليس
أمامي يا صديقي ، إلا أن أكون نباتيا ، أو .. .
وصمت ، وقد جف حلقي رعباً ، فقال الديك العجوز : نباتي؟ هذا
مستحيل ، أنت ثعلب .
وسكت لحظة ثم قال : لم يبق أمامك إلا أو.. .
وبصوت جاف مرتعش،قلت : هناك غابة.. وراء الجبل..سأنطلق…
وكالبرق أطلقت سيقاني للريح ، و..ومنذ ساعات..وأنا اركض
.. و عو عو عو..يركض ورائي..ويبدو أنه لن يدعني .. حتى أعبر الجبل أو .. أو اسقط
ميتا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق