فوفو والثعلب
قصة للأطفال
بقلم : طلال حسن
حام الثعلب مراراً حول المزرعة ،
وأدرك أنه لن يحظى بدجاجة واحدة ، فالكلب يربض دائماً بباب القن ، وحتى حين يبتعد
صغيره فوفو عنه قليلاً ، فإنه لا يبرح مكانه ، ويكتفي بمناداته ، فيعود فوفو في
الحال .
وذات يوم ، مضى فوفو يطارد فراشة ، فتحين الثعلب الفرصة ، وسارع لاعتراضه ،
وقال : مرحباً ، يا صغيري .
وحدق فوفو فيه متسائلاً : من أنت ؟
وابتسم الثعلب ، وقال : صديق أبيك .
ولوح له بعظم ، وأضاف : جئتك بهدية .
وتلقف فوفو العظم ، وهمّ أن يلعقه ، فعاجله الثعلب قائلاً : ليتك تأخذه إلى
أبيك ، وتأكلانه معاً في الكوخ .
وقال فوفو : لكن أبي يحرس القن الآن .
وتظاهر الثعلب بالتأثر ، وقال : المسكين ، سيقتله التعب.
فقال فوفو ، وهو يلعق العظم : إنني أساعده ، وأحرس القن نيابة عنه كلّ مساء
.
والتمعت عينا الثعلب ، وقال : أرجو أن يكون العظم قد أعجبك .
فردّ فوفو قائلاً : لم أذق مثله من قبل .
وابتسم الثعلب ، وقال : قابلني هنا بعد الغروب ، سآتيك بعظم آخر ، لكن لا
تخبر أباك .
وبدت الحيرة على فوفو ، فغمز الثعلب له ، وقال : أحبّ مفاجأته .
وابتسم فوفو قائلاً : كما تشاء .
وبعد الغروب ، أسرع الثعلب إلى القن ، وعالج بابه حتى فتحه ، ومدّ يده إلى
الداخل ، ممنياً نفسه بوجبة شهية ، وفي الظلام ، وقعت يده على جسم ناعم ، وقبل أن
يعرف ماهيته ، شعر بأنياب حادة تنغرز في يده ، يا لفوفو اللعين ، لابد أنه أخبر
أباه ، وبكل ما يملك من قوة ، سحب يده المدماة ، وأطلق سيقانه للريح .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق