عينا
خولة
قصة للأطفال
بقلم: طلال حسن
لم يكن في نيتي أن أثير نور أو
أزعجها ، ولكن ما ذنبي ، وهي كالآخرين ، لا تحتمل الصدق ؟ كانت نور تقف قرب سياج
الحديقة ، عندما اقتربت منها ، وقلت بصوت هادىء : نور .
التفتت إليّ متوجسة ، وقالت : نعم
.
ونظرت إلى عينيها المتخاصمتين ، وهذا ليس ذنبي : عيناكِ ..
وقاطعتني محذرة : قيس .
فقلت لها : إنها .. حولة الحسن .
وعلى الفور ، ابتعدت نور عني ، وهي تدمدم غاضبة ، آه يبدو أنني أخطأت مرة
أخرى ، ما العمل ؟ التراجع عن الخطأ فضيلة ، هذا ما تقوله معلمة الدين ، حسن ،
فلأتراجع عن خطئي .
وبحثت عن نور ، ووجدتها أخيراً تخبىء وجهها بكتاب تقرأه ، فاقتربت منها ،
وقلت : نور .
وتوقت نور ، وقالت دون أن تلتفت إليّ : خيراً .
فقلتُ وكأني أعتذر : عفواً ، جئت أعتذر .
والتفتت نور إليّ ، تغالب انفعالها ، وعيناها تزدادا تخاصماً ، فقلتُ لها :
قبل قليل ، قلتُ لك بطيبة قلب ، إن عينيك ..
وقاطعتني من بين أسنانها : قيس ..
وبدا لي ، أنها تظن إنني أشاكسها بأسلوب مراوغ ، فسارعت إلى القول : نور ..
أنت لستِ حولاء تماماً .. فقط .. إن عينيك ..
وانتفضت نور ، ومضت مبتعدة عني ، وهي تقول : لا فائدة ، سأشكوك إلى
المعاونة .
يا إلهي ، المعاونة ؟ يبدو أنني سأكون أول من يتذوق خيزرانة المعاونة ، آه
نور ، لقد صدقت .. أخطأت .. فاعتذرت ، آه لن أقترب ثانية منك ، وحتى لو سألتني أنت
نفسك عن عينيك ، فلن أجيب ، وأقول إنك .. أنتِ حولاء ، نعم ، وهذا ليس ذنبي .. آه
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق