نقار الخشب
مسرحية للأطفال
بقلم : طلال حسن
ضياء أول الفجر ،
أشجار ،
بينها شجيرة وشجرة
صنوبر
البلبل :
" يغرد من بعيد " ....
الشجيرة :
آه .. البلبل .
الشجرة :
" تنظر إليها " ....
الشجيرة :
" بصوت باكٍ " لقد استيقظ مبكراً .
البلبل :
" مستمراً على التغريد " ....
الشجرة :
هذه عادة البلبل ، يا بنيتي ، وما أجملها
من عادة .
من عادة .
الشجيرة :
إنه يؤذن بمجيء الفجر " بصوت باكٍ "
ليته لا يجيء .
ليته لا يجيء .
الشجرة :
بنيتي ..
البلبل :
مستمراً على التغريد " ....
الشجيرة :
" بصوت منفعل باكٍ " أيها البلبل ، كفى
تغريداً ، كفى .
تغريداً ، كفى .
البلبل :
" يكف عن التغريد " ....
الشجرة :
أمر غريب ، الفجر يكاد يهلّ ، والبلبل
يغرد ، فتصيحين به .. كفى ؟
يغرد ، فتصيحين به .. كفى ؟
الشجيرة :
" تجهش بالبكاء " ....
الشجرة :
بنيتي ، أنتِ تبكين ، ما الأمر ؟
الشجيرة :
النقار ..
الشجرة :
النقار ؟
الشجيرة :
" بصوت باكٍ " سيأتي بعد قليل .
الشجرة :
" تهمهم " ....
الشجيرة :
" بصوت باكٍ " لو أستطيع قتل هذا
اللعين لقتلته .
اللعين لقتلته .
الشجرة :
لا ألومكِ ، يا بنيتي .
الشجيرة :
" تنظر إليها وعيناها غارقتان بالدموع
" ....
" ....
الشجرة :
لقد كرهته ، ومازلتُ أكرهه ، رغم أنه
لم ينقرني مرة واحدة .
لم ينقرني مرة واحدة .
الشجيرة :
البارحة ، عند الفجر ، نقر شجيرة في
عمري ، وظلّ ينقرها ، حتى قضى
عليها .
عمري ، وظلّ ينقرها ، حتى قضى
عليها .
الشجرة :
اللعين ، لابد من إيجاد حلّ لفعله الخطر
هذا .
هذا .
الشجيرة :
سيقضي علينا ، نحن الشجيرات
الصغيرات ، نريد حلاً سريعاً .
الصغيرات ، نريد حلاً سريعاً .
الشجرة :
ربما وجدت الحل .
الشجيرة :
" ترتجف خائفة " يا ويلي ، أنظري ،
إنه قادم .
إنه قادم .
الشجرة :
بنيتي ، لا تخافي .
الشجيرة :
لو كنتُ شجرة صلبة ، ضخمة مثلك لما
خفت ، لكني ..آه هاهو القاتل .
خفت ، لكني ..آه هاهو القاتل .
يدخل نقار الخشب ،
ويقترب من الشجيرة
النقار :
آه هذه شجيرة غضة ، جميلة ، فلأبدأ
هوايتي .
هوايتي .
الشجرة :
" ساخرة " أهلاً بالحدأة .
النقار :
شجرة الصنوبر !
الشجرة :
حيي أولاً .
النقار :
يبدو أنكِ شختِ ، وضعف بصركِ .
الشجرة :
" تحدق فيه " إنني أراك جيداً ، ولا
أظن أنكَ حمامة .
أظن أنكَ حمامة .
النقار :
لم أقل إنني حمامة ، لكن من يرى جيداً
، لا يمكن أن يراني حدأة .
، لا يمكن أن يراني حدأة .
الشجرة :
ربما لست حمامة ، من يدري ، لكنك
في رأيي حدأة بامتياز .
في رأيي حدأة بامتياز .
النقار :
هذا يجعلني أراجع نفسي ، لقد فكرت ،
قبل عدة أيام ، أن أبني عشي بين
أغصانك .
قبل عدة أيام ، أن أبني عشي بين
أغصانك .
الشجرة :
وهذا ما لا أريده .
النقار :
لكن أغصانكِ مليئة بأعشاش العصافير
والبلابل و ..
والبلابل و ..
الشجرة :
و ليس بينها حدأة .
النقار :
" بنبرة تهديد " أنا طائر قويّ ،
ومنقاري حاد ، وشديد الصلابة .
ومنقاري حاد ، وشديد الصلابة .
الشجرة :
الحدأة أيضاً قوية ، ومنقارها صلب
وحاد أيضاً .
وحاد أيضاً .
النقار :
أرجوكِ ، لا تقارنيني بهذا الطائر
المرعب ، الدموي .
المرعب ، الدموي .
الشجرة :
أنت لا تختلف بشيء عنه ، فكلاكما من
القتلة ، الحدأة تقتل البلابل والعصافير ،
وأنت تقتل الشجيرات الصغيرة .
القتلة ، الحدأة تقتل البلابل والعصافير ،
وأنت تقتل الشجيرات الصغيرة .
النقار :
" ينظر إلى الشجيرة " ....
الشجيرة :
البارحة قتلت شقيقتي ..
النقار :
آه شجيرة صغيرة .
الشجرة :
أنت طائر قوي ، هذا صحيح ، لكنك لا
تستخدم قوتك في عمل نافع .
تستخدم قوتك في عمل نافع .
النقار :
ماذا أفعل ؟ إن النقر هوايتي .
الشجرة :
لكن هوايتك هذه ، تؤذي الأشجار ،
وتقتل الشجيرات الصغيرة ، وهذا أمر
غير مقبول .
وتقتل الشجيرات الصغيرة ، وهذا أمر
غير مقبول .
النقار :
" يلوذ بالصمت " ....
الشجرة :
تستطيع أن تقوم بعمل نافع ، دون أن
تترك هوايتك ، وفي نفس الوقت ، تنفع
الأشجار والشجيرات .
تترك هوايتك ، وفي نفس الوقت ، تنفع
الأشجار والشجيرات .
النقار :
هذا ما أتمناه ، لكني لا أجيد غير النقر
بمنقاري القوي الصلب .
بمنقاري القوي الصلب .
الشجرة :
وهذا سيكون عملك النافع بالضبط .
النقار :
النقر !
الشجرة :
بمنقارك القوي الصلب الحاد .
النقار :
ليتني أحصل على هذا العمل ، حتى لو
لم يكن لي فائدة فيه .
لم يكن لي فائدة فيه .
الشجرة :
بل سيكون لك فيه فائدة ، وأية فائدة .
النقار :
" ينظر إليها متسائلاً " ....
الشجرة :
أنت تحب الديدان .
النقار :
إنها طعامي المفضل .
الشجرة :
الحصول عليها ، وبسهولة ، سيكون
عملك .
عملك .
النقار :
يا للعمل اللذيذ .
الشجرة :
وابدأ بي .
النقار :
" مذهولاً " ....
الشجرة :
اعمل في جذعي بمنقارك القوي الصلب
الحاد ..
الحاد ..
الشجيرة :
" تصيح " لا ، قد يفتك بكِ ، كما فتك
بالشجيرة الصغيرة .
بالشجيرة الصغيرة .
الشجرة :
مهلاً ، يا صغيرتي ، لن يقتلني ،
إنني لست شجيرة صغيرة ، وقد ينجح ما
أحاوله ، فنكسب النقار إلى جانبنا .
إنني لست شجيرة صغيرة ، وقد ينجح ما
أحاوله ، فنكسب النقار إلى جانبنا .
النقار :
دعكِ منها ، إنها شجيرة صغيرة ،
أخبريني ما عليّ أن أعمله ، وسأعمله في
الحال .
أخبريني ما عليّ أن أعمله ، وسأعمله في
الحال .
الشجرة :
أصغ ِ إليّ ..
النقار :
كلي آذان صاغية .
الشجرة :
تحت لحاء جذعي ، توجد ديدان مكتنزة
، لذيذة بالنسبة لك ..
، لذيذة بالنسبة لك ..
النقار :
الديدان عندي كلها لذيذة .
الشجرة :
تعال انقر جذعي ، بمنقارك القوي
الصلب الحاد ، والتقط هذه الديدان ،
والتهمها الواحدة بعد الأخرى .
الصلب الحاد ، والتقط هذه الديدان ،
والتهمها الواحدة بعد الأخرى .
النقار :
" يتشبث بجذع الشجرة " في الحال .
الشجيرة :
" خائفة " يا ويلي .
الشجرة :
انتظري ، لا تخافي .
الشجيرة :
إنه النقار .
الشجرة :
" للنقار " ابدأ العمل .
النقار :
لن أجعلك تتألمين .
الشجرة :
لن أتألم ، اعمل بمنقارك ، وخلصني
من الديدان .
من الديدان .
النقار :
" ينقر برفق " ....
الشجرة :
بقوة ، أيها النقار ، بقوة ، أنت تعالجني
وتخلصني مما أعاني منه .
وتخلصني مما أعاني منه .
النقار :
" ينقر بقوة " ....
الشجرة :
نعم ، هكذا ، هكذا .
النقار :
" يصيح فرحاً " دودة ، حصلتُ على
دودة .
دودة .
الشجرة :
التهمها ، وابحث عن دودة أخرى .
النقار :
" يعاود النقر " ما ألذ هذا العمل .
الشجرة :
" للشجيرة " أرأيت ؟ لقد كسبنا النقار
إلى صفنا .
إلى صفنا .
الشجيرة :
" تبتسم فرحة " فلنسمه منذ الآن
، نقار الخشب .
، نقار الخشب .
الشجرة :
" تهتف ضاحكة " فليحيا صديقنا الطيب
.. نقار الخشب.
.. نقار الخشب.
النقار :
" ينقر بحماس " ....
الشجيرة :
" تهتف فرحة " يحيا نقار الخشب ..
يحيا نقار الخشب .. يحيا نقار الخشب .
يحيا نقار الخشب .. يحيا نقار الخشب .
نقار الخشب ينقر فرحاً
، الشجرة
والشجيرة تهتفان ضاحكتين
إظلام
26 / 4
/ 2014
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق