الفاختة
قصة للأطفال
بقلم : طلال حسن
وقفت الفاختة على حافة عشها ، الذي بنته بين أغصان شجرة
التوت ، التي تتوسط الفناء ، ورفعت رأسها إلى أعلى ، وراحت تهدل : كوكوختي ..
كوكوختي ..
انتبهتْ من غفوتها القلقة
، وهي في فراشها الدافىء رغم الزمن الذي مرّ عليه ، وأنصتت إلى هديل الفاختة ،
الذي يأتيها من الفناء : كوكوختي .. كوكوختي ..
ودمعت عيناها
الشائختان ، آه كم كانت أختها الراحلة أمل تحب هذا الهديل ، هي أيضاً تحب هديل
الفاختة ، ربما لأن الراحلة أمل ، الأكبر منها بسنين قليلة ، كانت تحب الهديل ،
وكانتا في الصغر ، تجلسان تحت الشجرة ، وتهدلان معاً كالفاختة ، فتقول أمل ..
: كوكوختي .. كوكوختي
فتجيبها : عين أختي
تقول أمل : اشتاكلين ؟
فتجيبها : حب الله
تقول أمل : اشتشربين ؟
فتجيبها : ماي الله
ثم تقولان معاً : كوكوختي .. كوكوختي .
وظلتا تهدلان ، تحت
شجرة التوت ، حتى بعد أن رحلتْ أمهما ، ولحق بها أبوهما ، وكأنه لم يحتمل الحياة
بعدها ، آه لو لم يسكتها قناص ، أصابها في صدرها من جهة القلب ، لكانتا الآن
تهدلان تحت الشجرة .
سكتت الفاختة ، حين
ارتفع أزيز رصاص في السماء ، وخيل إليها أن رشقات منه أصابت أغصان شجرة التوت ،
فشهقت متمتمة : الفاختة .
وعلى الفور ، تحاملت
على نفسها ، وخرجت إلى الفناء ، وإذا الفاختة ملقاة على الأرض ، والدماء تغطي
ريشها الرمادي الجميل .
ومدت يديها
المرتعشتين ، ورفعت الفاختة عن الأرض ، وراحت تحدق فيها ، وعيناها غارقتان بالدموع
، وهي تهدل بصوت دامع حزين : كوكوختي .. كوكوختي ..
4 / 10 /
2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق