الغزالة والأسد
مسرحية للأطفال
بقلم : طلال حسن
العرين ، الأسد وحده
،
يرقد متوجعاً في
فراشه
الأسد :
آه ، هذا الجرح اللعين ، لا يريد أن
يلتئم .
يلتئم .
الخشف :
" من الداخل " ماء .. ماء .
الأسد :
الخشف ، إنه جرحي الحقيقي ، الذي
يكبر ويكبر ..
يكبر ويكبر ..
الخشف :
" يمأمىء " ماء .. ماء .
الأسد :
خشف شبلي ، آه ، شبلي العزيز أراد
خشفاً ، وعندما جئته بالخشف ذهب ،
وربما إلى غير رجعة .
خشفاً ، وعندما جئته بالخشف ذهب ،
وربما إلى غير رجعة .
تدخل اللبؤة مقطبة
،
الأسد ينظر إليها
الأسد :
" يعتدل " ظننتُ أنك ذهبتِ للصيد .
اللبؤة :
إنني متعبة ، والطرائد ، كما تعرف ،
قليلة هذه الأيام .
قليلة هذه الأيام .
الأسد :
" بصوت واهن " أنتِ محقة .
الخشف :
ماء .. ماء .
اللبؤة :
" تلتفت إلى مصدر الصوت " لكنك
جائع ، وبحاجة إلى طعام .
جائع ، وبحاجة إلى طعام .
الأسد :
لو التأم جرحي ، لذهبت إلى الصيد ،
واصطدتُ ما يسد رمقنا .
واصطدتُ ما يسد رمقنا .
اللبؤة :
هذا لو التأم ..
الخشف :
ماء .. ماء .
اللبؤة :
" تشير برأسها " لا داعي لأن تذهب
إلى الصيد .
إلى الصيد .
الأسد :
" منفعلاً " كلا .
اللبؤة :
أنا جائعة ، وكذلك أنت .
الأسد :
إنه خشف صغيرنا ، الشبل .
اللبؤة :
الشبل ! أين الشبل ؟
الأسد :
" متألماّ " مهما يكن ، سيبقى الخشف ،
سيبقى .
سيبقى .
اللبؤة :
" تنظر إليه " ....
الأسد :
لقد أخطأت ، أعرف هذا ، كان عليّ أن
لا أدع الصيادين يأخذونه ، حتى لو قضوا
عليّ ..
لا أدع الصيادين يأخذونه ، حتى لو قضوا
عليّ ..
اللبؤة :
" تتجه إلى الخارج " ....
الخشف :
ماء .. ماء .
اللبؤة :
" تخرج " ...
الخشف :
ماء .. ماء .
الأسد :
الخشف المسكين ، لعله جائع مثلي ،
ومن يدري ، لعله خائف مني ، خائف من
جوعي ، إن الجوع كافر لا يرحم .
ومن يدري ، لعله خائف مني ، خائف من
جوعي ، إن الجوع كافر لا يرحم .
الخشف :
ماء .. ماء .
الأسد :
" يلتفت إلى مصدر الصوت " إنني
جائع ، لم أتناول شيئاً من الطعام ، منذ
عدة أيام ، واللبؤة تخرج كلّ يوم للصيد ،
لكنها تعود خاوية اليدين " يصمت لحظة
" يبدو أنها تعاقبني ، آه إنني أستحق
العقاب " يصمت ثانية " إنني جائع .
جائع ، لم أتناول شيئاً من الطعام ، منذ
عدة أيام ، واللبؤة تخرج كلّ يوم للصيد ،
لكنها تعود خاوية اليدين " يصمت لحظة
" يبدو أنها تعاقبني ، آه إنني أستحق
العقاب " يصمت ثانية " إنني جائع .
الخشف :
ماء .. ماء .
الأسد :
" يرفع صوته " أيها الخشف ، تعال ،
تعال .
تعال .
يدخل الخشف ،
ويركض
مسرعاً نحو الأسد
الأسد :
" يحضنه " آه لو تعرف جرحي .
الخشف :
ماء .. ماء .
الأسد :
سأخرج بك بعد قليل ، ونذهب إلى النبع
القريب ، ولكن لا أريد أن تهرب ، وتعود
إلى أمك ..
القريب ، ولكن لا أريد أن تهرب ، وتعود
إلى أمك ..
الخشف :
ماء .. ماء .
الأسد :
من يدري ، لعل شبلي يعود يوماً ،
وسيحزن إذا لم يرك " يرفع رأسه
وينصت " أحدهم قادم ..
وسيحزن إذا لم يرك " يرفع رأسه
وينصت " أحدهم قادم ..
الخشف :
" يتململ " ماء .. ماء ..
الأسد : إنها ليست اللبؤة " ينظر إلى الخشف
"
ترى من يكون إذن ؟
ترى من يكون إذن ؟
تدخل الغزالة خائفة ،
وتقف عند المدخل
الخشف :
" يهم بالانطلاق إليها " ماء .. ماء .
الغزالة :
" بصوت مرتعش " بنيّ .
الأسد :
" يمسك الخشف " ....
الخشف :
" يحاول أن يتملص " ماء .. ماء .
الأسد :
مهلاً .. مهلاً .
الغزالة :
اهدأ ، يا صغيري ، اهدأ .
الخشف :
" يهدأ متطلعاً إليها " ماء .. ماء .
الأسد :
هكذا أفضل ، أنت خشف طيب ، عاقل
، مطيع .
، مطيع .
الغزالة :
مولاي ..
الأسد :
لابد أنكِ أمه .
الغزالة :
نعم ، يا مولاي .
الخشف :
ماء .. ماء .
الأسد :
علمتُ أنه عندك ، فجئت إليك ، يا
مولاي .
مولاي .
الأسد :
" ساخراً " جئت تقاتلين لأخذه .
الغزالة :
لا يا مولاي ، فأنا أعرف أنني غزالة ،
وأنت أسد .
وأنت أسد .
الأسد :
حقاً أنت غزالة ، وأي غزالة ..
الخشف :
ماء .. ماء .
الأسد :
وأنا أسد ، أسد جائع .
الخشف :
" خائفاً " ماء .. ماء .
الغزالة :
جئت أستبدله .
الأسد :
إنه خشف ابني شبل " يتنهد " ثم بماذا
تستبدلينه ، أيتها الغزالة ؟
تستبدلينه ، أيتها الغزالة ؟
الغزالة :
إنه خشفي ، يا مولاي ، صغيري ،
أطلق سراحه ، وخذني بدلاً عنه .
أطلق سراحه ، وخذني بدلاً عنه .
الأسد :
ماذا !
الخشف :
ماء .. ماء .
الغزالة :
أعرف ، يا مولاي ، أنك جريح ،
وجائع ، ولا تستطيع الصيد ، أطلق
الخشف ، و .. افترسني .
وجائع ، ولا تستطيع الصيد ، أطلق
الخشف ، و .. افترسني .
الأسد :
" يرفع يديه عن الخشف " ....
الخشف :
" يقف حائراً " ....
الأسد :
اذهب إلى أمك .
الخشف :
" ينطلق إلى أمه " ماء ..ماء ..
الغزالة :
" تحضنه وتقبله " بنيّ .. بنيّ ..
الأسد :
" ينظر إليهما متأثراً " ....
الغزالة :
" تنظر إلى الأسد " مولاي ..
الأسد :
" ينظر إليها صامتاً " ....
الغزالة :
أشكرك ، لقد أطلقت خشفي ، والآن ..
الخشف :
ماء .. ماء .
الغزالة :
أنا أمامك .. رهن إشارتك .
الأسد :
اذهبي .
الغزالة :
مولاي !
الأسد :
خذي خشفك ، واذهبي .
الخشف :
ماء .. ماء .
الغزالة :
" تقف مترددة حائرة " ....
الأسد :
خذيه معك إلى البيت ، فلا أحد يستحقه
أكثر منكِ .
أكثر منكِ .
الغزالة :
" متأثرة " مولاي ..
الخشف :
ماء .. ماء .
الأسد :
" يطرق رأسه " خذيه ، واذهبي .
الغزالة تأخذ الخشف
وتخرج ، الأسد يبقى وحده
إظلام
28 / 4 /
2014
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق