إن أنا إلا ..
مسرحية للأطفال
بقلم : طلال
حسن
الببغاء قرب القفص ،
الثعلب يجلس إلى المائدة
الببغاء : " يحدق فيه صامتاً "
....
الثعلب : لم تأتِ العمة دبة .
الببغاء : ستأتي ، ربما عند المساء .
الثعلب : " ينهض " لكني جائع
.
الببغاء : يا للأسف ، ليس عندي ، كما تعرف
،
ما أقدمه لكَ .
ما أقدمه لكَ .
الثعلب : " يميل نحوه " قدم لي
نفسك .
الببغاء : " يحدجه بنظرة منفعلة
" ....
الثعلب : إنني أمزح معك " يتجه نحو
الباب "
لعل العمة عند النهر ، تصطاد السمك ،
فلأذهب إليها " يتوقف عند الباب " ببغاء
، قل لي ..
لعل العمة عند النهر ، تصطاد السمك ،
فلأذهب إليها " يتوقف عند الباب " ببغاء
، قل لي ..
الببغاء : " ينظر إليه صامتاً "
....
الثعلب : عندما أتيتُ ، رأيت عدة نملات
يخرجن
من هنا .
من هنا .
الببغاء : جئن يسألن عن العمة دبة .
الثعلب : مثلي .
الببغاء : ليس مثلك ، فهن لسن جائعات .
الثعلب : النمل لا يجوع .
الببغاء : لو كنّ مثلك لجعن .
الثعلب : " يحذره " ببغاء .
الببغاء : إنهن يعملن ، ليل نهار .
الثعلب : لم أرَ بينهن نملة عمياء .
الببغاء : إنهن وفد .
الثعلب : لو كان بينهن نملة عمياء ، لكنتَ
الآن ،
تقفُ في مكانك ، هيكلاً عظمياً .
تقفُ في مكانك ، هيكلاً عظمياً .
الببغاء : الأفضل أن تذهب ، فقد يشم النمل
الأعمى رائحتك ، ويأتي إليك ..
الأعمى رائحتك ، ويأتي إليك ..
الثعلب : استقبله نيابة عني ، إذا أتى " وهو
يخرج مسرعاً " وداعاً .
يخرج مسرعاً " وداعاً .
الببغاء : ليت النمل الأعمى يحظى بهذا
الثعلب
اللعين ، ويخلصني منه " يصمت " ترى
ماذا يريد النمل من العمة دبة ؟ لابد أن
لديه ما يهمه ، وإلا ما جاء يسأل عن
العمة عدة مرات ، لكن .. " ينصت "
هذا ليس النمل ، آه إنها .. العمة .
اللعين ، ويخلصني منه " يصمت " ترى
ماذا يريد النمل من العمة دبة ؟ لابد أن
لديه ما يهمه ، وإلا ما جاء يسأل عن
العمة عدة مرات ، لكن .. " ينصت "
هذا ليس النمل ، آه إنها .. العمة .
تدخل العمة دبة ، تحمل
سلة فيها عدة أسماك
الببغاء : الثعلب كان هنا ، وخرج للبحث
عنكِ .
العمة : " تضع السلة فوق المنضدة
" رآني
قرب النهر ، فأعطيته سمكة كبيرة ،
وصرفته .
قرب النهر ، فأعطيته سمكة كبيرة ،
وصرفته .
الببغاء : هذا ما أراده .
العمة : لا بأس ، إنه جائع .
الببغاء : لو يعمل كما يعمل النمل ، لما
جاع .
العمة : إنه ثعلب ، وليس نملة .
الببغاء : أيتها العمة ..
العمة : " تنظر إليه " ....
الببغاء : جاء وفد النمل ، اليوم أيضاً .
العمة : النمل يطلب المستحيل .
الببغاء : أنتِ لم تقابلي الوفد .
العمة : تسرب إليّ ما يريده .
الببغاء : ماذا يردن ؟
العمة : ليتهن يعرفن ، إنني لا أجترح
المستحيل ، فإن أنا إلا .. " تنصت
صامتة " ها هنّ قادمات .
المستحيل ، فإن أنا إلا .. " تنصت
صامتة " ها هنّ قادمات .
الببغاء : كوني رقيقة معهنّ .
يُدفع الباب ، وتدخل
النملات
الواحدة بعد الأخرى
السوداء : أخيراً حظينا بكِ .
الببغاء : " مخاطباً العمة دبة "
المسكينات جئن
إليكِ مرات ومرات .
إليكِ مرات ومرات .
العمة : حسن ، ها أنا ذي .
الرمادية : أيتها العمة ، نحن في محنة .
العمة : الجميع هنا في محنة .
نملة الرز : محنهم ليست كمحنتنا .
الحمراء : محنتنا محنة وجود .
هزازة الذيل : نعم ، نكون أو لا نكون .
العمة : أنتن كائنات .
السوداء : لكن كينونتنا مهددة ، فأعداؤنا كثيرون .
الرمادية : وقد حاولنا تجنبهم ، بكل الطرق
الممكنة ، لكن دون جدوى .
الممكنة ، لكن دون جدوى .
الحمراء : لقد بنينا ، نحن النمل الأحمر ، بيوتاً
ضخمة ، متينة ، فوق الأرض ، وعشنا
تحتها ، لكن آكل النمل ، كان يحطم تلك
البيوت بسهولة ، ويفترسنا الواحدة بعد
الأخرى .
ضخمة ، متينة ، فوق الأرض ، وعشنا
تحتها ، لكن آكل النمل ، كان يحطم تلك
البيوت بسهولة ، ويفترسنا الواحدة بعد
الأخرى .
الببغاء : يا للمتوحش .
الرمادية : ولكي نحمي أنفسنا من الإبادة ، نحن
النمل الرمادي ، كنا نلجأ إلى الهرب ،
لكن السحالي والعناكب والطيور ، كانت
أسرع منا ، فتقطع علينا الطريق ، وتفتك
بنا .
النمل الرمادي ، كنا نلجأ إلى الهرب ،
لكن السحالي والعناكب والطيور ، كانت
أسرع منا ، فتقطع علينا الطريق ، وتفتك
بنا .
الببغاء : المجرمون .
نملة الرز : أما نحن ، نمل الرز ، فاخترنا أن نعيش
تحت الأرض ، لكن ما إن نخرج إلى
السطح ، حتى ينقض علينا آكل النمل ،
ويأكلنا .
تحت الأرض ، لكن ما إن نخرج إلى
السطح ، حتى ينقض علينا آكل النمل ،
ويأكلنا .
الببغاء : القاتل .
هزازة الذيل : ونحن ، هزازو الذيل ، التجأنا إلى
أعالي الأشجار ، لعلها تعصمنا ، لكن
كثيراً ما كانت أم أربع وأربعين تتربص
بنا ، وإذا أفلتنا منها ، فأن الطيور
الجائعة ، كانت تلاحقنا ، من شجرة إلى
شجرة ، وقلما تفلت منّا واحدة .
أعالي الأشجار ، لعلها تعصمنا ، لكن
كثيراً ما كانت أم أربع وأربعين تتربص
بنا ، وإذا أفلتنا منها ، فأن الطيور
الجائعة ، كانت تلاحقنا ، من شجرة إلى
شجرة ، وقلما تفلت منّا واحدة .
الببغاء : " يهز رأسه " ....
السوداء : أيتها العمة ..
العمة : " تنظر إليها صامتة "
....
السوداء : أنت ملاذنا الأخير ..
الرمادية : نريد حلاً ..
نملة الرز : وإلا أبدنا ..
العمة : ماذا أقول .. ؟
هزازة الذيل : لا تقولي شيئاً الآن ، فكري ، وسنأتي
بعد أسبوع .
بعد أسبوع .
الرمادية : نريد أن نبقى .
السوداء : وسنبقى بفضلكِ .
العمة : " تطرق صامتة " ....
السوداء : " للأخريات " لنذهب الآن "
تتراجع ".
الرمادية : " تتراجع " نعم ، لنذهب ، وندع
العمة
دبة تفكر .
دبة تفكر .
نملة الرز : " تتراجع " سنبقى ..
هزازة الذيل : نعم ، سنبقى ، مادامت قضيتنا بين يدي
.. العمة دبة .
.. العمة دبة .
السوداء : " وهي تخرج " هيا يا عزيزاتي .
النملات الثلاث يخرجن
،
ويغلقن الباب وراءهن
الببغاء : سيأتين بعد أسبوع ..
العمة : " تنظر إليه " ....
الببغاء : كلهنّ أمل .
العمة : لا أدري لماذا يتصور البعض ،
بأنني
أعرف كلّ شيء .. وأنني قادرة على كلّ
شيء ..
أعرف كلّ شيء .. وأنني قادرة على كلّ
شيء ..
الببغاء : " ينظر إليها صامتاً "
..
العمة : " تصيح " إن أنا إلا
..
الببغاء : دبة ..
العمة : " تحدق فيه " ....
الببغاء : أنتِ دبة .. عظيمة .
الببغاء ينظر إليها
صامتاً ،
العمة تتنهد بهدوء
وارتياح
إظلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق