لنشر عملك بالمدونة Ahmedtoson200@yahoo.com



الاثنين، 21 مايو 2018

"نمّــور في عـــطلة" قصّة مترجمة للأطفال بقلم: ماريال سوهيه ترجمة/ وهيبة سقاي

نمّــور في عـــطلة
 من كتاب "مغامرات نمّور" للكاتبة الفرنسية " ماريال سوهيه"

ترجمة  /  وهيبة  سقاي  ـــ الجزائر ـــ
في صباح يوم جميل من أيام الصّيف المشمسة، استيقظ النّمر الصّغير نمّـــــــور وهو كلّه نشاط.إنّه في عطلة.
ينظر من حوله، ويقول:
ـ يا إلهي! كم هي وسخة جدران منزلي. سأخرج لأرى الشّمس والسمّاء الزرقاء.
ينهض نمّـــــــــــور من فراشه، يفتح النافذة وينظر بإعجاب إلى أزهار عبّاد الشّمس الّتي غرسها أمام البيت.
الهواء ساخن، وبعض الفراشات والنّحل تحوم فوق الأزهار.


ارتدى نمّـــور ثياب العمل ، وخرج لكي لا يرى هذه الجدران الرمادية، متّجها إلى محّل بيع طلاء المنازل القريب من بيته .


ـــ من فضلك يا سيّدي، أريد طلاء أصفرا، يقول نمّــــــــــور للبائع.
ـــ أتريده أصفرا بلون الّليمون، أم أصفرا بلون البرتقال؟، يرّد عليه البائع.
ـــ لا هذا ولا ذاك يا سيّدي، أريده اصفرا كلون زهرة عبّاد الشّمس.أريد أن أُدخِلَ الشّمس إلى منزلي.
ـــ حسنا، سأعطيك علبة بلون أصفر غامق كقلب زهرة عبّاد الشّمس، وأخرى بلون أصفر فاتح كلون بتّلات الزهرة.
يدفع نمّــــــــور ثمن العلبتين، ويعود إلى المنزل مسرورا,
يحضر سلّما، ويضع على رأسه قبّعة، ويشرع في العمل.
ـــ سأبدأ بالباب، يجب أن يبدو مدخل منزلي جميلا.
بعد أن انتهى من طلاء الباب، قام نمّــــــــــور بطلاء الجدران وتنظيف أرضية المنزل من قطرات الطلاء الّتي وقعت عليها .
ـــ برافو علّيَّ!، يصيح نمّـــــور، معجبا بعمله، بهذه الطريقة سأجد منزلي نظيفا جميلا حين عودتي من العطلة.

يضع نمّــــور مفرشا أصفرا فوق طاولة الطعّام، ويضع فوقه صحنا كبيرا به إجاصات صفراء تبدو جّد لذيذة.


يتناول بوقه ويقوم بالعزف مستبشرا بالعطلة، وفرحا بما أصبح عليه منزله من نظافة وجمال.
فجأة وبينما هو منهمك في العزف، يدخل كتكوت أصفر إلى المنزل، وقد جذبته موسيقى البوق.لا ينتبه نمّــــــــور إلى وجود الكتكوت، ولا يراه لأنّه بنفس لون الجدران.



الفكرة الجــــذّابــــــــــــة

ـ أحسنت يا نمّـــــــور!، صاح الكتكوت الأصفر كلون الجدران.إنّك فعلا ماهر في طلاء جدران المنازل يا نمّور.
ـ ها!، من الّذي يتكّلم؟ من هنا ؟ ينتفض نمّــــــــور من مكانه، بعد أن لاحظ وجود صديقه الكتكوت في المنزل. يلتفت نمّـــــور إلى الكتكوت مخاطبا إيّاه:
ـــ معذرة يا صديقي لم انتبه إليك. كيف حالك؟
ـــ أنا بخير، يرّد الكتكوت الأصفر، لقد أصبح بيتك جميلا يا نمّـــــــــور، هل تحّضر لحفلة؟
ـــ حفلة ؟ ولما الحفلة؟، يرّد نمّــــــور مندهشا.
ـــ بكّل بساطة لأّن بيتك يبدو جديدا الآن، وإذا كان البيت جديدا يجب على ساكنه أن يحتفل بهذه المناسبة، يجيب الكتكوت.

ـــ هكذا إذن!، يقول نمّــــــــــور الّذي جلس يفّكر، أهذه فكرة جيّدة ؟

ـــ نعم، نعم، إنّها فكرة جيّدة!، يزقزق الكتكوت الأصفر كلون جدران المنزل. سأساعدك في ترتيب الحفلة وسأدعو كّل الأصدقاء إذا شئت.
ـ أتستطيع فعل ذلك؟، يقول نمّــــــــــور
ـ نعم، ما عليك سوى تنظيم الحفلة..ستكون جّد ممتعة للجميع!
من شدّة فرحه بفكرة الحفلة صار الكتكوت الأصفر، يقفز في كّل أنحاء الغرفة. فأزعج ذلك نمّــــــور الّذي صاح بأعلى صوته:
ـــ كُفَّ عن القفز، وإلاّ صبغتك بالّلون الأحمر.
ـــ ولم الّلون الأحمر بالذّات؟ يسال الكتكوت الأصفر.
ـــ لأنّك اصفر كالجدران ولا أكاد أراك جيّدا، يضيف نمّـــــــــور.
ينطلق الكتكوت الأصفر نحو الباب وهو يردّد:
ـــ حسنا، حسنا، سأنصرف ما دمت لا تريد إقامة حفلة يا بخيل !
ـ أنا لم أقل هذا، يرّد نمّــــــور، ولكنّي أكاد أصاب بدّوار، لمشاهدتك وأنت تقفز هكذا.
ـ هذا رائع إذن!. نمّــــور سيقيم حفلة..هِـي، هِي! سنقيم حفلة، يرّدد الكتكوت الأصفر كلون جدران المنزل. لن تستطيع طلائي يا نمّـــور، ليس لك طلاءً احمرا! أنا في انتظارك..ها ها ها.
يغلق نمّور باب بيته، تاركا الكتكوت الأصفر فيه. يركب سيّارته ويذهب لشراء علبة طلاء احمر، وأخرى لطلاء أزرق.

ـــ ليس لي طلاءً احمرا إذن!.هذا الكتكوت يسخر منّي.سأريه ما أنا فاعل به.سأقوم بطلائه بالأحمر، وسأطلي ريشه الأصفر بالأزرق، فيصبح اخضراً.
يعود نمّور بعلب الطّلاء، يبحث عن الكتكوت الأصفر كلون جدران المنزل، فلا يجده..لقد طار من النّافذة التّي تركها نمّور مفتوحة، قبل أن يغادر المنزل.
يا له من كتكوت خبيث و ذكّي، يقول نمّور، سخر منّي و جعلني أصرف مالي في شراء طلاء، لا و لن استعمله أبدا.
يا لخسارة المال، يا لخسارة المال !، يتّأسّف نمّور.

ليست هناك تعليقات: