اتحاد الكتاب
شعبة
أدب الأطفال النشء
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مؤتمر "
الأطفال والحكى الشعبى "2014
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"
حكايات للأطفال "
" وحكايات
من الأطفال "
تجربة
تونس والمغرب فى الحكى مع الأطفال
يعقوب الشارونى
هناك تجربتان متميزتان فى الحكى
الشعبى للأطفال ومع الأطفال ، فى المغرب وتونس :
تجربة المغرب تسعى
لتشجيع الأطفال على إبداع الحكايات بأنفسهم ، بعد استماعهم إلى الحكايات الشعبية ،
عن طريق برنامج " سَبَكَ الحكاية " .
وتجربة تونس تهدف
إلى اكتشاف مبدعين فى فن حكى الحكايات الشعبية للأطفال ، وتنمية قدراتهم فى هذا
المجال ، عن طريق برنامج " دنيا الحكاية ".
وقد رأينا أن نقدم التجربتين من خلال
من قاموا بهما ، سواء فى المغرب أو فى تونس.
أولاً : تجربة المغرب : " سَبَكَ الحكاية " – الأطفال
يبدعون الحكايات :
تقول الأستاذة الدكتورة
نجيمة طايطاى غزالى ، وزيرة الثقافة سابقًا بالمغرب ، والأستاذة بكلية الآداب
جامعة ابن زهر :
ظلت الحكاية ولأمد طويل نوعًا من أنواع
التسلية المتميزة فى المجتمعات التى يغلب الطابع الشفهى على ثقافاتها ، فكانت
للحكاية أماكن وفترات خاصة تروى فيها ، بحيث كانت تتداول مثلاً فى الأسواق
العمومية أو ما نسميه فى المغرب " بالحلقة " ، يمارسها رواة محترفون ،
لهم مهارة بالغة فى الإلقاء ، يقدمون لمستمعيهم حكايات فى قالب فنى رفيع وبصيغ
جمالية ممتعة .
وكنا نجد نوعًا آخر من الرواة : " هو الراوى القارئ
" ، الذى ينتقى أجمل الحكايات المكتوبة لقراءتها على المستمعين .
وكانت الحكايات تروى أيضًا فى أمسيات ذكورية من طرف شباب هواة
.
أما داخل البيوت ، فكانت للحكايات عدة وظائف ، كالتسلية
والتعليم والتخفيف عن النفس . كانت تُروى فيه الحكايات من طرف الجدات والأمهات أو
الخالات والعمات ، وكان الطفل من أهم
المستمعين المستهدفين .. هنا تضاف للحكاية وظيفة أخرى هى التربية والتكوين .
إن الحكاية الشعبية مدرسة بحالها ، بحكم أنها تسهم
بفعالية فى تربية الطفل . وبحكم أن التربية الأولية المكتسبة تكون أفضل وأسهل ،
فقمت فى إطار مجموعة البحث الجامعى حول الموروث الشفهى ، بتقديم مشروع
يجعل من الحكاية الشعبية وسيلة للتعليم والإبداع ، وتشغيل الخيال ، والتعبير
الشفهى والكتابى ، يحمل اسم " سَبَكَ الحكاية ".
- هناك هاجس آخر
يتعلق بكيفية استرجاع العلاقات الإنسانية والتواصل من خلال الموروث الشفهى، لأن الحكاية
وسيلة للتواصل ، تعلم كيفية الإنصات إلى الآخر فى وقت طغت فيه الفردانية ، الكل متجه نحو
التليفزيون والفيديو والإنترنت والألعاب الإلكترونية .
- كما لاحظنا
تباين بين محتويات البرامج التعليمية وتطلعات الناشئة ، أى ليس هناك توازن
.
- كما تبين وقوع
أطفالنا تحت تأثيرات الغزو الثقافى الغربى المتعدد الأوجه . فالتطور
الإعلامى – المعلوماتى البصرى ، بدءًا بالكمبيوتر والألعاب الإلكترونية وانتهاء
بشبكة الإنترنت ، أصبحت تشكل نماذج جديدة وغير معهودة من الغزو الثقافى ، بحيث نجد
أسواقنا مليئة بأدب الطفل المترجم منه وغير المترجم .
إن ازدواجيتنا الثقافية الموروثة عن عهد الاستعمار
الفرنسى بالمغرب والإنجليزى بالمشرق ، تهدد الطفل المغربى والعربى على السواء
ثقافيًا وتربويًّا .
تعريف البرنامج التربوى " سَبَكَ الحكاية " :
إذا تفحصنا كلمة " سَبَكَ "
سنلاحظ بأن الحروف التى تتكون منها من أوائل الحروف للكلمات التالية : س : سّمِعَ /
ب : بَدَع / ك : كَتَب .
والكلمة تعنى صهر المعادن
ومزجها ثم وضعها فى قالب للحصول على سبائك مختلفة الأحجام، وهو ما يتطابق
تمامًا مع ما يقوم به التلميذ أثناء مختلف مراحل البرنامج ، بدءًا بجمع المعلومات
، مرورًا بالصهر والمزج اللذين يفضيان إلى إبداع نص حكائى .
أهداف البرنامج " سَبَكَ الحكاية " :
يهدف البرنامج التربوى لإدخال الحكاية
الشعبية للفضاء التعليمى ، ابتداءًا بالمستويات الابتدائية والإعدادية ثم الثانوية
، واستعمالها
لها كوسيلة تعليمية ، واستثمارها بأشكال أدبية وفنية ، تشمل الرسوم والعروض الفنية
والحكائية ، وذلك بهدف اكتساب وتعلم لغة معينة .
ومن الأهداف الأخرى التى يسعى إليها البرنامج :
1 – تفجير طاقة التلميذ الإبداعية : وذلك بتوليد آليات
الممارسة الإبداعية لديه ، لينتقل من وضعية مستهلك سلبى لثقافات ينتجها
الآخرون لفائدته ، إلى وضعية المنتج لثقافة خاصة تعبر عن همومه وطموحاته
وثقافته المتعددة الألوان .
2 – إغناء الرصيد اللغوى للتلميذ : إن التلميذ عندما
يحاول التعبير عن شىء يريده هو ، فإنه بدافع الحاجة يبحث عن جمل وتراكيب وعبارات
تسهل له التواصل مع الآخر .
3 – الاعتزاز بالتراث الأصلى مع الانفتاح على
التراث الإنسانى : جاء البرنامج
التربوى سبك حكاية كمشروع مضاد للغزو الثقافى الغربى لفضاء الطفل العربى ، جاء
ليتم المسيرة الثقافية العربية على مسار جديد فرضه السياق التاريخى والسياسى
الراهن للثقافة والحضارة العربيتين .
المنهجية المتبعة :
تعتمد المنهجية على أربعة مراحل : 1 – مرحلة الحكى - 2 – مرحلة جمع
الحكايات الشعبية - 3 – مرحلة إبداع الحكاية
الجماعية -4 – العودة إلى الحكى [ وهذه المرة من طرف التلميذ نفسه ]
أولاً : مرحلة الحكى : يتم استدعاء راو من
الخارج [ جدة ، أم أو خالة مثلاً ... وأذكر هنا على سبيل المثال التجربة التى قمت
من خلالها بدعوة الجدات المقيمات بدور المسنين ، إلى المؤسسات التعليمية ، قصد
التواصل مع الناشئة ] يحكى للتلاميذ مجموعة من الحكايات الشعبية . وفى غياب الرواى
الخارجى ، يتكلف المعلم أو المعلمة برواية حكايات عجيبة من الموروث الشفهى المحلى
.
إنها المرحلة الأولى ، مرحلة الإنصات ، وهى مرحلة ضرورية
تعلم الأطفال كيف ينصتون ولا يقتصرون فقط على السماع . فمرحلة الإنصات تسمح
للأطفال بالغوص فى المتخيل ، والتحرر من متطلبات الواقع ، وهو ما سيسهل عليهم
استبطان البنية الحكائية وأبعادها .
بعد الانتهاء من الحكى ، يضع المعلم أسئلة
حول شكل ومضمون الحكاية التى استمع إليها الأطفال ، فيطلب
المعلم من تلاميذته تحديد مختلف العناصر المرتبطة بالموضوع ، وتــُعطى
الفرصة للأطفال للبحث فى المعاجم والموسوعات والمقالات ، كما يتطلب منهم جمع
الصور والرسومات والأشعار والأمثال والحكم الشعبية التى لها علاقة بالموضوع .
بعد هذه العملية يقرأ الأطفال داخل الفصل المعطيات
التى حصلوا عليها ، بعد تصحيحها من طرف المعلم ، ثم تـُتْرَك جانبًا كى
تستعمل لإثراء الحكاية الجماعية .
ثانيًا : جمع الحكايات التقليدية التى
تتصل بالموضوع أو تقترب منه : يقوم الأطفال فى هذه المرحلة
بجمع حكايات شعبية من الثقافات الأصلية للمناطق التى ينتمون إليها . ويستحسن أن تـُروى
لهم هذه الحكايات فى أوساطهم العائلية من طرف الآباء أو الأمهات أو الجدات ، ويقوم
الأطفال بتسجيل الحكايات والمعلومات الخاصة بالرواة من اسم وسن ومستوى ومهنة
الراوى ...
أما بالنسبة للأطفال الذين لا تتوفر لديهم
هذه الإمكانيات ، فيمكنهم نسخ حكاية منشورة ، شريطة أن تنتمى دائمًا إلى محيط الطفل
الثقافى . كما أن الأطفال مطالبون بتدوين الحكايات المجموعة بلغتهم الأصلية متبوعة
بملخص ، وورقة تقنية تحمل معلومات عن الراوى أو عن الكتاب الذى أُخِذَت منه
الحكاية ، مصحوبة ببعض المعلومات الخاصة بالمنطقة التى ينتمى إليها الطفل وخصائصها
اللغوية والثقافية ، مع بعض الرسومات والصور . وبذلك نكون قد أنقذنا الموروث
الشفهى من الضياع ، ووفرنا الظروف الموضوعية التى ستسمح للناشئة بأن تنغمس فى
تراثها الأصلى .
بعد الانتهاء من عملية الجمع يقوم الأطفال
بتصنيف الحكايات صحبة معلمهم وفق معايير يحددها لهم ، لأنها ستكون
موضوعًا للنشر على شكل " ديوان للحكايات الشعبية " .
ثالثًا : إبداع الحكاية الجماعية : فى هذه المرحلة يقوم
الأطفال بإبداع حكاية جماعية من النوع العجائبى أو الخرافى ، تكون نابعة من
متخيلهم الخاص . ويقتصر دور المعلم على مراقبة البنية العامة للحكاية ، كما يسهر
على سلامة اللغة والأسلوب .
خلال مرحلة ابتداع الحكاية ، يحرص المعلم على
أن يختار تلامذته شخصيات وأماكن وأشياء وحيوانات وكل العناصر والجزئيات التى ستشكل
المادة الأولية لبناء الحكاية ، وذلك بطريقة توافقية وديمقراطية ، وباللجوء إلى
الانتخاب عندما يقتضى الأمر ذلك . ويمكن للطفل اختيار الشخصيات والأماكن والأشياء
... الحديثة أو القديمة ، من الذكور أو الإناث ، كما يمكنهم التركيب والمزج بين
عنصرين .
قصارى القول ، يمكن المزج بين ما
هو واقعى وخيالى ، بين وما هو قديم وحديث ، بين ما هو علمى وسحرى ، حتى تكون
الحكاية المبتدعة كاملة وشاملة ، شريطة أن تكون على صلة بالموضوع ، الذى يمكن أن
يصبح شيئًا قيميًا يعمل البطل على اكتسابه ، أو عَدُوًّا يحاربه ويطمح إلى إلغائه
.
ثانيًا : تجربة تونس : إنشاء
" جمعية دنيا الحكاية " :
يقول أحد أصحاب
تجربة تونس :
للحكاية فى بيئتنا العربيّة مكانة هامّة . وهى ضاربة فى جذور حضارتنا ، إذ
بها نختزن كلّ إرثنا القيمىّ، وعبرها نمرّر تلك الخبرات
للأجيال القادمة . ولعلّنا لا نبالغ إن قلنا إنّ الحكاية الشعبية هى تراث شفوىّ
نمتلكه ، ويمثّل صرحًا من أهم صروح هويّتنا التى تعانى تحت ضغوط الثقافات المعادية
.
وقد تنبه البعض منا أخيرًا إلى خطورة هذا الموضوع ، فنشأت محاولات فرديّة أو
فى إيهاب عمل مجتمعى مستقلّ عن الحكومات .. مبادرات تهتمّ بالموروث الحكائى وتحاول
توظيفه فى تنمية النّشء تربويًّا وثقافيًّا .
وفى هذا السّياق نشأ بمدينة صفاقس " ناد للحكاية " ، تتم على
هامشه مجموعة من الأنشطة ، منها ما يتوجّه لتكوين الحكائين الشّبّان فى إطار ورش
عمل يشرف عليها أصحاب الخبرة ممّن آمنوا بأهمّيّة المقاوة الثقافيّة . ومنها ما
يتوجّه للطّفل فى إطار عروض حكائيّة حيّة يُنـَشِّطها حكّاؤون ، ويطبّقون فيها
طرائق متعدّدة .
وللتّعرّف على هذا المشروع ، ومناقشة وضعيّة الأدب
الحكائى الموجّه للطّفل فى تونس ، أجرينا الحوار التّالى مع السّيّد وحيد
الهنتاتى ، وهو مستشار ثقافى عمل أكثر من 30 سنة فى الميدان الثقافى جلها فى مجال
ثقافة الطفل ، فأدار عديد المؤسسات الثقافية وأسس العديد من التظاهرات الثقافية .
يقول وحيد الهنتاتى : يعتبر فنّ الحكى واحدًا من أقدم وأهمّ الفنون ، التى وظّفتها المجتمعات
لنقل تجاربها ومعارفها وقيمها عبرالأجيال . لذلك كان للراوى أو الحكّاء دور هامّ فى حياتنا فى تونس وفى البلاد العربيّة
عمومًا ، فكثيرون منّا مازالوا يتذكّرون جدّاتهم وأجدادهم وهم يقصّون عليهم أمتع
الحكايات ، أو يستمعون لحكايات فى الأسواق أو المهرجانات .
لكن مع انتشار التّلفزيون
والفضائيات ، وزيادة مشاغل النّاس وتعقّد حياتهم اليوميّة ، لم يعد للرّاوى والحكّاء
مكانة فى حياتنا .
لكن الغريب أنّ فنّ الحكى مافتئ
يتطوّر فى الغرب بشكل لافت . فمهنة
الحكّاء فى أوروبا وأمريكا مهنة قائمة بذاتها ، ففى فرنسا وحدها ( 160 ) مهرجان
سنوى يهتمّ بالحكاية . وفى أمريكا مجلّة فصليّة تصدر عن " اتحاد روّاة حكايات
الأطفال " ، ترسل إلى كل الأعضاء فى هذا الاتحاد وعددهم حوالى الأربعة آلاف .
أما الأهداف المرجوة من النشاط الحكائى الموجّه للطّفل ، فهى امتاع
الطّفل وإسعاده - تدريب الأطفال
على مهارات التّواصل والإنصات والحديث - تنمية الزّاد اللّغوى والمعرفى للطّفل - تنمية
خيال الطّفل - نقل التّجارب والتقاليد والقيم من الكبار إلى الصغار بواسطة الحكاية
- خلق ألفة وودّ بين القصّة والخيال والكتاب من جهة والطّفل من جهة ثانية مما
يجعله قارئا ومحبا للمطالعة فى المستقبل .
ويضيف وحيد الهنتاتى : كانت بداية نشطنا فى أبريل 2010 ، حين عرضت على صديقى
عبد الرّزّاق كمّون - الحكواتى الذى يشهد له الجميع بقدرته على شدّ وإبهار
السّامعين بحكاياته الشّيّقة والممتعة - تنشيط ورشة لفائدة مجموعة من الشّباب لتدريبهم على
فنّ الحكى ، وكانت بعنوان "مدخل إلى فنّ الحكى" وشارك فيها حوالى 20 من المهتمّين بهذا الفنّ .
وإثر هذه الورشة قمت بوضع مخطط ، يمتد على سنتين ، لتدريب 16حكّاء من الحاملين
لشهادات عليا فى تخصصات أدبيّة أو ثقافيّة ، ولديهم الحماس والاستعداد لخوض هذه
التّجربة ، والعمل بصفة مستقلّة بعد نهاية
التّدريب كحكواتى فى المؤسّسات التّربويّة والثّقافيّة . وبدأ التّدريب واشتمل على ورش فى تقنيات الحكاية ، وعلى دروس نظريّة فى
الإلقاء و والتدربية وعلم النّفس .
- وخلال مدّة التّدريب ، وضعنا
برنامج عروض للحكاية فى المكتبة العمومية بصفاقس الّتى أديرها ، والتى احتضنت أغلب
ورش وحصص التّدريب . وقد حضر بعض عروض
الحكاية أولياء مرافقين لأطفالهم ، ووجدنا من الأولياء اهتمامًا بالموضوع ، فنظّمنا
لهم ورش لتدريبهم على سرد الحكاية لأطفالهم فى البيت .
- كما قمت بإنتاج برنامج أسبوعى فى إذاعة صفاقس عنوانه "دنيا الحكاية"
، وهو موجّه للأولياء ، ويهدف ليستشعروا أهمّيّة سرد الحكاية لأطفالهم فى البيت ، فهذه العادة تنمّى فى الطّفل الميول القرائيّة ، ومهارات التّواصل والإنصات
والحديث وتنمية رصيده اللّغوى والمعرفى .
- وحتّى يستفيد من هذه المادّة الثّريّة
الّتى توفّرت فى حصص التّدريب ، والورش والبرنامج الإذاعى ، فقد انشأت موقعا الكترونيًّا خاصًّا اسمه " الحكاية
نت " : www.hikaya.net
- وسعيًا لاكتشاف الأولياء والمربّين
والشّباب الّذين لديهم الموهبة والقدرة على سرد الحكاية ، قمت بإعداد مسابقة عامة لسرد الحكاية ، شارك فيها 139 متسابقا ( تفوق أعمارهم الـ 15 سنة ) ، وقد فاز فى
المسابقة 12 شابًا وشابة ، منهم 6 من الحكائين الشّبّان الّذين وقع تدريبهم فى نادى
الحكاية .
- ولتوفير فرص أكبر للحكائين الشّبّان لتقديم
عروضهم والتّعريف بهم ، والاحتكاك بكبار الحكائين ، قدّمت لبعض الجهات الإداريّة
والثّقافيّة مشروع " مهرجان للحكاية " ، اشتمل
على معرض لدمى الحكايات ، وعلى محاضرات وورش حول فنّ الحكى ، وعلى عروض للحكاية نــُظِّمَت
فى ( 41 ) مكان ثقافى وتربوى بمدينة صفاقس وبأحيائها الشّعبيّة ومناطقها الرّيفيّة
، شارك فيها ( 12 ) حكّاء شابّا من الحكّائين الّذين وقع تدريبهم فى نادى الحكاية ،
إلى جانب حكّائين محترفين من تونس – الجزائر – ليبيا – مصر – اليمن – فلسطين وإيطاليا
.
- خلال عروض هذا المهرجان ، عبّر الكثير من الأطفال الّذين
حضروا العروض عن رغبتهم فى أن لا يكونوا
مستهلكين فقط، فهم أيضا يريدون تعلّم هذا الفنّ . اتّصلت ببعض المربّين ومديرى المدارس والمعاهد ، فوجدت تحمّسا واستعدادًا
لاحتضان نواد للحكاية فى مؤسّساتهم التّربويّة . وهكذا تمّ تكوين شبكة تضمّ حتى الآن 36 ناد للحكاية فى مدارس وإعداديات
ومعاهد بصفاقس ، يشرف عليها مربّون متحمّسون من
تلك المؤسّسات . وتضمّ هذه النّوادى حوالى 540 تلميذًا ، يشتمل برنامجها على :
* تدريب للمربّين حتّى
يقوموا بدور المنشّط والمشرف على النّادى على أحسن وجه .
* تدريب للتّلاميذ على فنّ
الحكى من طرف الحكّائين الشّبّان ومن طرف أساتذة المسرح .
* تنظيم عروض للحكاية لفائدة التّلاميذ والمربّين ينشّطها حكّاؤون شبّان ومحترفون .
وأخيرًا ولجمع هذه الأنشطة والفعاليات فى مؤسّسة واحدة ،
فقد انشأت مع مجموعة من أصدقائى المتحمّسين للفكرة ، جمعيّة أطلقنا
عليها اسم " جمعيّة دنيا الحكاية " .
خاتمة
:
لقد انتشر " الحكائون للأطفال " فى دول شمال أفريقيا ، وفى أوربا وأمريكا ، وانتشرت " نوادى الحكى للأطفال " حتى أصبح الحكى لهم من الأنشطة الرئيسية فى مختلف تجمعات الأطفال : فى
المدارس والنوادى والمكتبات وخلال الرحلات والمعسكرات وحفلات المناسبات والأعياد .
فهل نأمل فى أن نجد فى مصر
اهتمامًا مماثلاً بالحكى للأطفال ، مع الاستفادة بحكاياتنا الشعبية الثرية ،
وبالمواهب الفطرية للحكى التى يتمتع بها عدد كبير من أبناء مصر ، وبشغف المصريين
المتوارث بالاستمتاع إلى الحكايات ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق