لن تكون ثعلباً
قصة للأطفال
بقلم: طلال حسن
قالت لي ماما مراراً ، أن أكون نبيهاً مثلها ،
وأن أعرف الحقيقة ، وإلا لن أكون ثعلباً ، بل مجموعة من العظام .. وجلد .. وذنب كث
.. مثل بابا .
إنني لا أفهم ماما
أحياناً ، لكني بالتأكيد أريد أن أكون ثعلباً ، لا مجموعة من .. ، وانتفضتُ خائفاً
، فقد دُفع الباب ، ومرقت ماما إلى الغرفة الجانبية ، تضم إلى صدرها قفير عسل .
لم أتمالك نفسي ،
وأسرعت في أثرها قائلاً : عسل !
ونهرتني ماما قائلة :
أيها الأبله ، هذا ليس عسلاً .
وتوقفتُ مذهولاً ،
ليس عسلاً ! أمر غريب ، لعل بابا على حق ، لقد كبرت ماما و .. ، وأطلت ماما برأسها
من الغرفة الجانبية ، وقالت : إذا طرق الباب لا تفتحه ، قبل أن تسأل من ..
وخرست ماما ، وجحظت
عيناها ، فقد طرق الباب طرقاً عنيفاً ، وعملاً بنصيحة ماما تساءلت : من ؟
وجاءني صوت أجش : أنا
.
ولكي أعرف الحقيقة ،
تساءلتُ ثانية : من أنت ؟
وجاءني الصوت الأجش
غاضباً هذه المرة : افتح ، أنا الأرنب.
فصحتُ فرحاً : أهلاً
ومرحباً بالأرنب .
واتجهتُ نحو الباب ،
وهممتُ أن أفتحه ، فصاحت ماما متأتئة : لا .. لا .
ترى ماذا جرى لماما
اليوم ؟
ودُفع الباب بعنف ،
ودخل الأرنب .. ، يا إلهي ، أكلّ هذا أرنب ؟ صحيح إنني لم أرَ دباً ، لكن هذا دب
ولا شك ، وصاحت ماما برعب : الدب !
وجرفني الدب عن طريقه
صائحاً : أين عسلي ؟
وفغرت ماما فاها
متسائلة : عسلك !
مسكينة ماما ، لقد
كبرت حقاً ، إنها لم تعد تفرق بين العسل و .. ، واقتربتُ منها ، وقلتُ : ماما ،
لابد أن الدب يسأل عن قفير العسل ، الذي وضعته في الغرفة الأخرى .
وانقض الدب على ماما
، وصاح : أيتها اللعينة .
ولطمها بقبضته ،
فطارت مرتطمة بالجدار ، ثم تهاوت على الأرض ، واندفع الدب إلى الغرفة الجانبية ،
وعاد حاملاً قفير العسل ، ثم مضى ، وصفق الباب وراءه .
وأسرعتُ إلى ماما
هاتفاً : ماما .
وفتحت ماما إحدى
عينيها ، فقد غطى ورم كبير العين الأخرى ، وحدقت فيّ ، ثم قالت : أيها الأبله ..
وأغلقت عينها ، وهي
تضيف قائلة : لن تكون .. ثعلباً .. أبداً .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق