حين خفّ عقل الثعلب
طلال حسن
أفقتُ فزعاً على حركة قربي ، وما
إن فتحتُ عينيّ ، حتى زايلني الفزع ، فقد رأيتُ الخلد يتجه نحو بيته ، وتنهدتُ
مرتاحاً ، وقلت : أخفتني ، لقد حسبتك ..
وتوقف الخلد قائلاً : الثعلب ؟
وقبل أن أردّ بشيء ، قال : هناك أرنب يبحث عنك .
وفغرتُ فمي متسائلاً : أرنب !
فردّ الخلد : هذا ما قاله لي .
يا للعجب ، أرنب يبحث عني ! لعله أرنب مجنون ، فليكن ، إنه أرنب ، و ..
وخفق قلبي بعنف ، يا ويلي .. لابد أنه هو .. لقد خفّ عقلي مرة .. وقلتُ عنه أمام
كثيرين ، إنه .. ، وصعقتُ ، وكدت أتهاوى ، فقد رنّ في أذني صوته قائلاً : مرحباً .
ورفع الخلد رأسه ، وقال : إنه هو .
فقاطعني الكلب بقوله : الأرنب .
واقترب مني ، وتابع قائلاً : هذا ما قلته عني بالضبط أمام كثيرين .
وتراجعتُ مرعوباً ، وأقدامي لا تكاد تحملني ، وتأتأتُ قائلاً : لا .. لا يا
عزيزي ، أنا .. أنا أرنب .
وكشر عن أنيابه ، ويا ويلي من أنيابه ، ثم انقضّ عليّ ، وهو يقول : لقد
وعدتُ الجميع أن أسمعهم صراخك .
وشهقتُ حين انغرزت أنيابه كالخناجر في أذني ، وأطلقتُ صرخة تردد صداها في
جميع أرجاء الغابة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق