الببغاء والثعلب
العجوز
طلال حسن
وقف الببغاء ، فوق غصن مزهر ،
بعد أن تناول فطوره ، وأقبل الثعلب العجوز يسير متلفتاً ، وعصاه في يده ، وبدا
وكأنه يبحث عن شيء .
والتقت أنظارهما من بعيد ، وفي الحال ، اتجه الثعلب العجوز نحوه ، متوكئاً
على عصاه ، ووقف تحت الشجرة يئن متوجعاً ، ثم خاطب الببغاء بصوت مبحوح قائلاً :
صباح الخير ، يا صديقي ، الببغاء .
ولوى الببغاء عنقه ، وتفرس فيه ملياً ، ثم قال : أراك اليوم مبحوحاً .
فتنهد الثعلب العجوز ، وقال متوجعاً : إنها الانفلونزا .
وتمتم الببغاء : الانفلونزا أم ..
وتابع الثعلب العجوز قائلاً : وقد أثرت ، كما ترى ، على صوتي كثيراً .
ولاذ الببغاء بالصمت ، فتلفت الثعلب العجوز حوله ، وقال : لقد لمحتُ أرنوب
هنا ، قبل قليل ، إن أمه المسكينة تبحث عنه ، أرجوك ناده ، فأنا لا أستطيع أن
أناديه .
ولوى الببغاء عنقه ثانية ، وقال : يا للصدفة ، إن الكلب المسكين يبحث أيضاً
عن صغيره كلبون ، سأنادي كلبون أولاً .
وانتفض الثعلب العجوز مرتاعاً ، وصاح بصوت لا أثر فيه للبحة : لا ، أرجوك ،
ناد ِ أرنوب فقط .
وبأعلى صوته صاح الببغاء : كلبوووون .
وقبل أن يصل الببغاء بصياحه حرف النون من كلبون ، كان الثعلب العجوز قد وصل
بيته ، متقطع الأنفاس ، مرعوباً ، وأغلق خلفه الباب .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق