الاثنين، 29 أكتوبر 2018

"لن تكون ثعلباً " قصة للأطفال بقلم: طلال حسن


لن تكون ثعلباً
قصة للأطفال
بقلم: طلال حسن

   قالت لي ماما مراراً ، أن أكون نبيهاً مثلها ، وأن أعرف الحقيقة ، وإلا لن أكون ثعلباً ، بل مجموعة من العظام .. وجلد .. وذنب كث .. مثل بابا  .
إنني لا أفهم ماما أحياناً ، لكني بالتأكيد أريد أن أكون ثعلباً ، لا مجموعة من .. ، وانتفضتُ خائفاً ، فقد دُفع الباب ، ومرقت ماما إلى الغرفة الجانبية ، تضم إلى صدرها قفير عسل .
لم أتمالك نفسي ، وأسرعت في أثرها قائلاً : عسل !
ونهرتني ماما قائلة : أيها الأبله ، هذا ليس عسلاً .
وتوقفتُ مذهولاً ، ليس عسلاً ! أمر غريب ، لعل بابا على حق ، لقد كبرت ماما و .. ، وأطلت ماما برأسها من الغرفة الجانبية ، وقالت : إذا طرق الباب لا تفتحه ، قبل أن تسأل من ..
وخرست ماما ، وجحظت عيناها ، فقد طرق الباب طرقاً عنيفاً ، وعملاً بنصيحة ماما تساءلت : من ؟
وجاءني صوت أجش : أنا .
ولكي أعرف الحقيقة ، تساءلتُ ثانية : من أنت ؟
وجاءني الصوت الأجش غاضباً هذه المرة : افتح ، أنا الأرنب.
فصحتُ فرحاً : أهلاً ومرحباً بالأرنب .
واتجهتُ نحو الباب ، وهممتُ أن أفتحه ، فصاحت ماما متأتئة : لا .. لا .
ترى ماذا جرى لماما اليوم ؟
ودُفع الباب بعنف ، ودخل الأرنب .. ، يا إلهي ، أكلّ هذا أرنب ؟ صحيح إنني لم أرَ دباً ، لكن هذا دب ولا شك ، وصاحت ماما برعب : الدب !
وجرفني الدب عن طريقه صائحاً : أين عسلي ؟
وفغرت ماما فاها متسائلة : عسلك !
مسكينة ماما ، لقد كبرت حقاً ، إنها لم تعد تفرق بين العسل و .. ، واقتربتُ منها ، وقلتُ : ماما ، لابد أن الدب يسأل عن قفير العسل ، الذي وضعته في الغرفة الأخرى .
وانقض الدب على ماما ، وصاح : أيتها اللعينة .
ولطمها بقبضته ، فطارت مرتطمة بالجدار ، ثم تهاوت على الأرض ، واندفع الدب إلى الغرفة الجانبية ، وعاد حاملاً قفير العسل ، ثم مضى ، وصفق الباب وراءه .
وأسرعتُ إلى ماما هاتفاً : ماما .
وفتحت ماما إحدى عينيها ، فقد غطى ورم كبير العين الأخرى ، وحدقت فيّ ، ثم قالت : أيها الأبله ..
وأغلقت عينها ، وهي تضيف قائلة : لن تكون .. ثعلباً .. أبداً .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق