هذا هو الرد
طلال حسن
سمع الإله مردوخ ، في آخر الليل
، الثعلب يقول : الشكر لك ، أيها الإله ، فلو لم يوجد الدجاج ، لمت اليوم من الجوع
.
وابتسم الإله مردوخ ، لكن ابتسامته سرعان ما اختفت ، فقد سمع دجاجة تولول
قائلة : آه أيها الإله مردوخ ، ليتك لم توجد الثعلب ، لقد خطف اليوم أختي .
وفكر الإله مردوخ ملياً ، هل يقضي على الثعلب ، أم يوجد للدجاجة أنياباً
حادة ، أم .. والتمعت عيناه ، وهتف : وجدتها .
وفي اليوم التالي ، أقبل الثعلب ليخطف دجاجة أخرى ، فتصدى له كائن يكاد
يشبهه ، فجمد في مكانه متسائلاً : من أنت ؟
وكشر الكائن عن أنياب حادة كأنها خناجر ، فقال الثعلب مرتعباً : أيها الإله
مردوخ ، هذا ليس ثعلباً ، ولا ذئباً ، ولا ..
وقبل أن ينهي كلامه ، انقض الكائن عليه ، وغرس أنيابه الحادة في ساقه ،
فصرخ الثعلب ، وتردد صدى صراخه في الغابة كلها ، ثم انتفض متوجعاً ، وأطلق سيقانه
للريح .
وفي آخر الليل ، سمع الإله مردوخ الدجاجة تقول ، وهي تتأهب للنوم مطمئنة :
الشكر لك ، أيها الإله مردوخ ، فلو لم توجد الكلب ، لقضى الثعلب علينا جميعاً.
وابتسم الإله مردوخ ، لكن ابتسامته سرعان ما اختفت ، فقد سمع الثعلب يولول
قائلاً : أيها الإله مردوخ ، ليتك لم توجد الكلب ، لقد كاد اليوم أن يميتني .
ولاذ الإله مردوخ بالصمت لحظة ، ثم قال في نفسه : إنه ثعلب ، فلأتركه وشأنه
.
وتمدد الثعلب متدثراً بذيله ، وقال : لابد من ردّ على الكلب ، وإلا متّ
جوعاً .
ورفع رأسه ، وقد التمعت عيناه ، وصاح : وجدتها ، الحيلة والمكر ، هذا هو
الرد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق