حلم وأي حلم
طلال حسن
ضلّ الديك طرقه في البستان ، بعد
أن تسلل خلسة إلى القن ، وتوارى عن أنظار الكلب ، وعند منتصف النهار ، شعر بالتعب
، فجلس في ظل شجرة ، واستسلم لنوم عميق .
وفزّ على الثعلب العجوز ، يهزه ويهتف به : أيها الديك ، استيقظ .
وفتح عينيه ، وما إن وقعت عيناه على الثعلب العجوز ، حتى شهق متمتماً : يا
للحلم .
فردّ الثعلب العجوز ، وقد كشر عن أنيابه : هذا ليس حلماً ، أنت ديك ، وأنا
ثعلب .
وتابع الديك قائلاً : حلمتُ أنني وضعتُ بيضة .
وفغر الثعلب العجوز فاه متمتماً : بيضة !
وتابع الديك ثانية : سرعان ما فقست ، وخرج منها ديك يشبهني ، ولم يكد يفتح
عينيه ، حتى صاح بأعلى صوته ..
وبأعلى صوته صاح الديك : كوكو .. ريكو .
وتلفت الثعلب العجوز مذهولاً ، دون أن يتفوه بكلمة ، فقال الديك : ومن بعيد
، أجابه ديك صائحاً ..
وصمت لحظة ، ثم قال للثعلب العجوز ، وهو ينصت : أصغ ِ .
ومن مكان قريب ، ارتفع نباح كلب غاضب : عو.. عو ..عو .
وانتفض الثعلب العجوز ، وقد جحظت عيناه رعباً ، وقال : هذا ليس ديكاً .. بل
كلباً .
فابتسم الديك قائلاً : وأي كلب .
وقبل أن ينتهي الديك من كلامه ، تبخر الثعلب العجوز ، كأنه حلم ، وأي حلم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق