لنشر عملك بالمدونة Ahmedtoson200@yahoo.com



الثلاثاء، 13 نوفمبر 2018

"ديك منتصف الليل" قصة للأطفال بقلم : طلال حسن


ديك منتصف الليل
قصة للأطفال
بقلم : طلال حسن

   هزتني يد برفق ، إنه جدي ، إنني أعرف هزة يده ، وما إن فتحت عينيّ ، حتى همس لي : تعال معي .
اعتدلتُ قليلاً ، وقلتُ : جدي .
فقاطعني ، وهو يجرني برفق : هش ، تعال ، ولن تندم .
وقلتُ محتجاً : نحن في منتصف الليل .
وردّ جدي هامساً بصوت معسول : لقد سمعته ، يا ثعلوب ، يصيح ..
وتوقف لائذاً بالصمت ، حين تململت ماما في فراشها ، وهي تقول : ثعلوب .. لا تصغ ِ إلى جدك .. إنه ..
وجرني جدي ، جرني بعنف هذه المرة ، ومشى بي مسرعاً ، وقال : تعال ، إن أمك تهلوس كالعادة .
وتوغلنا في الغابة ، والظلام يحاصرنا شيئاً فشيئاً ، وشعرتُ بقبضة جدي ترتعش فوق قبضتي ، أهو خائف ؟ لا يمكن ، إنه .. ، وتلفت جدي حوله ، وتأتأ قائلاً : ثعلوووب .. لا تخف .. إ إ إنني معك .
لابد أنه خائف ، يا للعجب ، إن جدي أشجع ثعلب عرفته الغابة ، هذا ما أخبرني به أكثر من مرة .
وتناهى صوت من بعيد ، فتوقف جدي مرهفاً سمعه ، وقال : أصغ ِ ، يا ثعلوب ، إنه .. الديك .
وقبل أن أردّ بشيء ، جرني مسرعاً بي نحو مصدر الصوت ، وقال وهو يلهث : الديكة .. مثل الثعالب .. نوعان .. النوع الأول أحمق .. والنوع ..
وارتفع صوت غريب من فوق إحدى الأشجار ، يصيح : كوكو .. ليكو .
وتوقف جدي هامساً : إنه هو ..
وحدقتُ فيه ، ثم قلت : لكنه لا يقول كوكو .. ريكو ، بل ..
وقاطعني بنفاد صبر : أيها الأحمق ، إنه ديك من النوع الأول .
ومن بين أغصان إحدى الأشجار ، أطل ببغاء برأسه ، وهو يكتم ضحكته ، فهتفتُ بجدي : انظر ، هذا ليس بديك ، بل ..
وفتح الببغاء فمه ، وصاح بأعلى صوته : عو عو عوووو .
وانتفض جدي مرتعباً ، وأطلق سيقانه للريح ، وتركني أتخبط وحيداً ، في طريق العودة إلى البيت ، إن جدي محق ، فالثعالب مثل الديكة .. نوعان .

ليست هناك تعليقات: