أرنوب والسلحفاة
بقلم: طلال حسن
" 1 "
ـــــــــــــــــ
سمع أرنوب ، أكثر من مرة ، حكاية "
الأرنب والسلحفاة " ، بل إن أرنباً عجوزاً ، قال له مراراً : إن هذه الحكاية
حقيقية ، وقد وقعت لأبيك أنت بالذات .
لم يصدق
أرنوب الحكاية ، فقد حدثته جدته عن أبيه كثيراً ، وقات إنه أسرع أرنب عرفته الغابة
، لكن الحكاية ، مع ذلك ، أثرت في أرنوب ، وجعلته يتحسس من السلحفاة ، ولا يرتاح
إليها .
"2 "
ــــــــــــــ
ذات يوم ، رأى أرنوب السلحفاة ، تجرّ كالعادة
أقدامها ببطء ، وحين اقترب منها ، رمقته بنظرة متعبة ، وقالت : أرنوب ؟ مرحباً يا
بنيّ .
لاذ أرنوب
بالصمت ، فتنهدت السلحفاة ، وقالت : آه ما أسرع مرور الأيام ، كأني لقيت أباك
البارحة .
انتفض أرنوب
، وقال : أعرف ما تعنين ، أنتِ لم تسبقي أبي .
توقفت
السلحفاة لحظة ، ثم تابعت سيرها ، دون أن ترد ، لكن أرنوب أسرع في أثرها ، وصاح :
كان أبي أسرع أرنب في الغابة ، ولن أسمح لسلحفاة مثلك ، أن تقول إنها سبقته مرة .
لم تلتفت
السلحفاة إلى أرنوب ، فانتفض أرنوب بغضب ، وقطع عليها الطريق ، وقال : أيتها
السلحفاة ، قولي إنك كاذبة ، وإنك لم تسبقي أبي ، تكلمي وإلا ..
وصمت أرنوب ،
وقد اتسعت عيناه ، وسرعان ما وثب خلف السلحفاة ، وهو يتمتم مرتعباً : الثعلب .
هتفت
السلحفاة : اهرب .
ردّ أرنوب :
لا .. لأ أأأ أستطيع .
قالت
السلحفاة : اختبىء ورائي إذن .
" 3 "
ــــــــــــــــــ
أقبل الثعلب العجوز ، وهو يتشمم ما حوله ، ثم
اقترب من السلحفاة ، وقال : أشم رائحة أرنب .
ردت السلحفاة
: أنت واهم .
قال الثعلب
العجوز : إن حاسة شمي لا تخطىء ، إنه أرنب صغير .
قالت
السلحفاة : يبدو أنك شخت ، إنها رائحة الكلب ، لقد سألني عنك منذ قليل .
تراجع الثعلب
العجوز ، وقال : الكلب !
وسرعان ما
استدار ، ولاذ بالفرار ، وهو يقول : يا لله ، إن رائحته تشبه رائحة الأرنب .
خرج أرنوب من
وراء السلحفاة ، وأقدامه لا تكاد تحمله ، فقالت السلحفاة : لا تخف ، يا بنيّ ، لا
تخف ، لقد مضى الثعلب .
نظر أرنوب
إلى السلحفاة ، وقال : أيتها الجدة ، أرجوك ، سامحيني .
ابتسمت
السلحفاة ، وقالت : لا عليك ، وانسَ حكايتي مع أبيك ، ربما لم يكن أبوك أسرع أرنب
في الغابة ، لكنه كان صديقاً طيباً ، لن أنساه ما حييت .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق