لنشر عملك بالمدونة Ahmedtoson200@yahoo.com



الثلاثاء، 12 يونيو 2018

"اللؤلؤة سلحوفة" قصة للأطفال بقلم: طلال حسن


اللؤلؤة سلحوفة
بقلم: طلال حسن

    خرج أرنوب من البيت مبكراً ، ووقف برهة قرب الباب ، لا يدري أين يذهب ، ولحقت به أمه هاتفة : ارنوب ، لا تبتعد كثيراً ، فالثعلب يحوم في الجوار .
ولم يلتفت ارنوب إلى أمه ، ومضى يسير على غير هدى ، ووقفت أمه تغمغم مذهولة : عجباً ، كأنه لا يسمعني ، لابد أن في الأم شيئاً .
ورآه صديقه سنجوب ، دون أن يلتفت إليه ، فهمّ أن يلحق به ، وهو يصيح : ارنوب ، تعال نلعب .
لكن ارنوب ، وعلى غير عادته ، أشاح بوجهه عنه ، ومضى لا يلوي على شيء ، وتوقف سنجوب يغمغم : ما الأمر ؟ آه لعلها صديقته الجديدة .. سلحوفة .
ومن بين الأعشاب ، ندّ صوت خافت ، أهو الثعلب ؟ وتمنى أرنوب ، أن ينقض عليه الثعلب ، ويخلصه مما هو فيه ، ومرقت قطاة بين الأعشاب ، ثم حلقت ترفرف بعيداً ، وواصل ارنوب سيره ، على غير هدى ، حتى انتهى ، دون أن يدري ، إلى البحر .
مسكينة سلحوفة ، فكر ارنوب ، ما ذنبها لتموت غرقاً ؟ وتراءت سلحوفة له ، تجلس إلى جانبه ، تحت الشجرة ، والشمس تسطع لاهبة فوق البحر ، وهبت نسمة عذبة ، فقال ارنوب متثائباً : سلحوفة .. غداً عيد ميلادي .. وأريد أن .. تهديني .. آآ ..
وابتسمت سلحوفة ، وقالت مازحة : سأهديك القمر إذا أردت .
وأغمض سنجوب عينيه ، اللتين أثقلهما النعاس ، وقال : لا .. أريد .. لؤلؤة .
والتمعت عينا سلحوفة ، وقالت : لؤلؤة !
وتابع أرنوب مازحاً ، وهو يغطس في النوم : اذهبي إلى ..أعماق البحر .. يا سلحوفة .. وجيئيني .. بلؤلؤة .
واستغرق ارنوب في النوم ، ولما أفاق لم يجد سلحوفة إلى جانبه ، وجحظت عيناه هلعاً ، حين رأى آثار أقدامها فوق رمال الشاطىء ، متجهة في خط مستقيم ، نحو البحر .
وها هو الآن على الشاطىء ، الشجرة وراءه ، وأمامه البحر ، وانتفض قلبه ، فقد ناداه صوت لن ينساه : ارنوب .. أرنوب .
والتفت ارنوب ، واذا سلحوفة ، سلحوفة نفسها ، تقبل عليه من وراء الشجرة ، وصاح لاهثاً مذهولاً : سلحوفة ! آه .
والتقط أنفاسه ، وتابع قائلاً : حسبت أنك غرقت في أعماق البحر .
فقالت سلحوفة : إنني سلحفاة بحرية .
ولاذت بالصمت لحظة ، ثم قالت : سامحني ، يا ارنوب ، لقد بحثت لك طويلاً عن لؤلؤة ، في أعماق البحر ، لكن دون جدوى .
لم يتمالك ارنوب نفسه ، فضم سلحوفة بذراعيه المحبين ، وقال بصوت فرح ، مندى بالدموع : أنتِ لؤلؤتي ، يا سلحوفة . 
  

ليست هناك تعليقات: