حفرة في الرمال
بقلم: طلال
حسن
" 1 "
ــــــــــــــــــ
دُهش السنجاب الصغير ، حين رأى كائناً غريباً
، يخرج من البحيرة ، ويتجول ببطء فوق الرمال ، ثم يعود من حيث أتى .
وحدث أمه عما
رآه ، فابتسمت ، وقالت : إنها السلحفاة ، يا صغيري .
قال السنجاب
الصغير : تبدو كائناً خطيراً .
ردت أمه :
بالعكس ، إنها رقيقة وطيبة .
هزّ السنجاب
الصغير رأسه ، وقال : أنت الطيبة ، يا ماما.
وصمت ، وقال
في نفسه : هناك سرّ ، ولابد أن أكشفه .
" 2 "
ـــــــــــــــــ
وذات يوم ، رأى السنجاب الصغير السلحفاة ،
تخرج من البحيرة ، وتمشي ببطء شديد فوق الرمال ، ثم تتوقف ، وتتلفت حولها بحذر .
دق قلب
السنجاب الصغير ، سيكشف السرّ الآن ، وتسلل من بين الأغصان ، ووقف فوق غصن قريب ،
وراح يراقب السلحفاة .
حفرت
السلحفاة حفرة ، ثم توارت فيها ، ترى ماذا تخبىء السلحفاة في الحفرة ؟ وبعد حين ،
خرجت السلحفاة ، وتلفتت حولها ، ثم عادت بخطوات بطيئة متعبة إلى البحيرة .
" 3 "
ــــــــــــــــ
أسرع السنجاب إلى أمه ، وهتف بها : ماما ،
السلحفاة حفرت حفرة في الرمال ، ولا أدري ما الذي خبأت فيها .
ردت الأم :
بنيّ ، دع ِ الآخرين وشأنهم .
قال السنجاب
الصغير : لعلها خبأت طعاماً .
قالت الأم :
السلحفاة لا تخبىء الطعام ، كما نفعل نحن .
تساءل
السنجاب الصغير : ماذا خبأت إذن ؟
ردت الأم :
من يدري ، ربما خبأت بيضها .
صاح السنجاب
الصغير : بيضها ! في الحفرة ؟ هذا لا يمكن .
فقالت الأم
بضيق : امض ِ الآن ، إنني مشغولة .
" 4 "
ـــــــــــــــــ
مضى السنجاب الصغير ، وبحث طويلاً عن الحفرة
، لكنه لم يجد لها أثراً ، لم يتملكه اليأس ، وصمم أن يبحث عنها حتى يجدها ، فمن
المؤكد أن السلحفاة لم تخبىء بيضها في الحفرة .
بيض ! يا
للفكرة المضحكة ، لابد أن أمه تمازحه كعادتها ، فلا يُعقل أن يضع كائن بيضه في
الرمال ، بدل أن يضعها ـ مثل جميع الكائنات البيوضة ـ في الأعشاش .
وذات يوم ،
لمح السنجاب الصغير الرمال تتحرك ، في بقعة معينة على الشاطىء ، وهمّ أن يطلق
سيقانه للريح ، لكنه تسمر في مكانه ، حين رأى سلحفاة صغيرة تخرج من الرمال ،
تعقبها عشرات السلاحف الصغيرة ، سرعان ما اتجهت جميعها نحو البحيرة ، وغاصت إلى
الأعماق ، الواحدة بعد الأخرى .
عاد السنجاب
الصغير إلى البيت ، وهمّ أكثر من مرة ، أن يخبر أمه ، أنها كانت على حق ، لكنه فضل
الصمت ، يا للسلحفاة الطيبة ، ترى ألم تجد مكاناً ، تضع فيه بيضها ، غير .. حفرة
في الرمال ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق