چورچ يَسْتيْقظُ مُبكّراً
قصة:
چ.ك.چيروم
ترجمة:عاطف محمد عبد المجيد
ذاتَ مساءٍ رائعٍ، تَوقّفتْ
ساعةُ چورچ
تماماً عنْد الثامنةِ والربْعِ، ولمْ يعرفْ هو بذلكَ، فلسببٍٍ ما لمْ يمْلأْها
بالهواءِ.وعندما ذهب لينام، علَّقها فوق وسادتهِ دون أنْ ينظرَ فيها.كانَ ذلكَ في
الشتاءِ حيثُ كانت الأيامُ قصيرةً جداً، والسماءُ مغطاةً بالضبابِ ومعْتمةً جداً.
حينما
اسْتيقظَ چورچ لمْ يعرفْ كمْ الوقتُ، فهبَّ واقفاً على
سريره وتناولَ ساعته التي أشارتْ إلى الثامنةِ والربع.فقال صائحاً:
-
لمَ لمْ يساعدني القديسون؟ عليّ أنْ أكونَ في وسط المدينةِ في تمامِ التاسعة ! لمَ
لمْ يوقظني أحد؟
ألقى
بساعته، وتركَ فِراشه، وأخذ حمَّاماً بارداً رغماً عنه، إذْ لمْ يكن لديْه وقتٌ
لانتظارِ الماءِ الساخنِ، ثم ارتدى ملابسه وعاد لينظر في الساعةِ مرةً أخرى.الصدمةُ
التي وقعتْ على ساعته وقْتَ أنْ أمْسكَ بها جعلتها تتحرك وهو لا يعرف.بدأت الساعةُ
تتحرك وأعلنت التاسعةَ إلا ثُلُثاً. توجّهَ چورچ
إلى السُّلم ونزل، ارتدى الچاكت والقبعة وفَرَدَ شمْسيّته وخرج.كانت الساعةُ
ترتج.حين نادت عليه السيدة جيبان، لمْ يتوقف لتخبره هي، أو يدركُ هو بنفسه غرابةَ
ما هو فيه، فالناسُ لمْ يستيقظوا بَعَْدُ.وبَعْدَ أنْ قطع مسافة كيلو متر جَرْياً
لمْ يقابل فيها إلا القليلَ مِن الأشخاص، وتأكد أنَّ المحلات لمْ تفتح بعْدُ،
أصابه الذهول.مِنْ بعيد رأى ثلاثة رجال، أحدهم شُرطي.ولمَّا نظر چورچ
في ساعته عرف أنها التاسعة إلا خمس دقائق.توقف يُعدُّ دقاتِ قلبه وانحنى يتحسس
ساقيه وساعته، واقترب من الشرطي ليسأله عن الوقت.فقال الشرطي وهو يسخر منه:
-
كم الساعة ؟ قفْ هنا حتى تدق.
فأصغى
چورچ ودقت ساعةٌ بالقرب منه.فقال وكأنه جريح:
-
إنها الثالثة فقط!
فرد
الشرطي:
- كم
تريدها إذن؟
فأشار إلى ساعته
قائلاً:
- إنها التاسعة !
فرد الشرطي بلهجةٍ
غاضبةٍ:
- هل تعرف أين
تسكن؟
فكّر چورچ
قليلاً وأعطاه العنوان.فقال الشرطي:
-
اتبعْ نصيحتي، وعُدْ إلى منزلك في هدوء.
ثم
سار خلفه الرجالُ الثلاثة حتى أنه أحس وكأنه قد ارتكب جريمة ما.اثنان منهم رافقاه
حتى وصل إلى المنزلِ كي يتأكدا هل يسكنُ هناك أمْ لا.وتركاه يدخل بينما ظَلا
واقفين يتفحصان المنزل.
عاد
چورچ إلى منزله، دونَ أنْ يقول كلمةً واحدةً
طوال الطريق.وهو في غاية الكبْتِ فكر في أنْ يخلع ملابسه وينام مرةً أخرى، لكنه
قال لابد وأنْ أنهض وأرتدي ملابسي. ثم ترك هذا كله وجلس على كرسيه المريح طامعاً
في النوم، غير أنه لمْ يستطعْ، إذ أنه لمْ يستيقظْ مبكراً أبداً هكذا.
في
هذه اللحظة، أضاءَ المصباحَ وأحضر لُعْبة الشطرنج ولعبَ دوْراً واحداً.لكنه لم
يستمتعْ بهذا، فترك رقعةَ الشطرنج وحاول أنْ يقرأ، فتذكر أنه لم يكن يهتم
بالقراءة. بعد قليلٍ، ارتدى قميصه وخرجَ
ليتنزه.ومنذ تلك الليلةِ، لمْ يستيقظْ چورچ
مُبكراً أبداً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق