لنشر عملك بالمدونة Ahmedtoson200@yahoo.com



الجمعة، 3 نوفمبر 2017

"الكلب " قصة للأطفال بقلم : طلال حسن



الكلب
 بقلم : طلال حسن

    من أين جاء ذلك الكلب ؟
لا أحد يدري .
ولماذا لم يستطع الفراش " العم حامد " أن يصده ، ويمنعه من الدخول إلى المدرسة ؟
هذا ما لم يعرفه أحد .
والأغرب ، والذي لم يعرفه أحد أيضاً ، لماذا هاجم ذلك الكلب ، التلميذة الصغيرة ديمة بالذات ؟
وفوجىء التلاميذ والتلميذات ، وهم يلهون كالعادة في فناء المدرسة ، باندفاع ذلك الكلب ، وقد كشر عن أنيابه المخيفة .
وعلى الفور تراكضوا مولولين ، ولاذوا بالصفوف والطابق الثاني من المدرسة ، وتراجعت المعاونة نفسها ، وعصاها الخيزران في يدها ، ونظارتها الشبيهة بقعر الزجاجة تكاد تسقط على الأرض ، وتتحطم .
وحده قيس ، جمد في مكانه ، وعيناه تريان ديمة ، تقف مرتاعة ، لا تعرف ماذا تفعل ، وسرعان ما اندفع  من بين التلاميذ الهاربين في كل اتجاه ، وتصدى للكلب ، ومنعه من الوصول إلى ديمة .
وهنا أسرع الفراش " العم حامد " والفراشة " الخالة رمزية " ، وكلّ منهما مسلح بمكنسة قوية ، وانهالا على الكلب ، وأجبراه على التراجع منكسراً .. ثم لاذ بالفرار الفرار ، وعاد من حيث أتى .
وعاد التلاميذ والتلميذات شيئاً فشيئاً إلى الفناء ، وأحاطوا بقيس وديمة ، وتقدمت المعاونة من قيس ، وقالت له أمام الجميع : قيس ، أنت بطل .
وكذلك قالت له المديرة ، والكثير من التلاميذ والتلميذات ، والأهم من كلّ ذلك أن ديمة نفسها ، التي لم يصلها الكلب ، قالت لقيس : أشكرك .
عدا زينب ، فهي الوحيدة ، التي لم تهرب ، لكنها مع ذلك ، جمدت من الخوف ، وهي ترى قيس يتصدى للكلب المهاجم .
وحتى حين تصدى الفراش " العم حامد " والفراشة " الخالة رمزية " للكلب ، وأجبراه على الفرار ، وتجمع التلاميذ والتلميذات حول قيس وديمة ، ظلت زينب في مكانها ، لا تكاد تصدق ما جرى .
وفي الباص ، بعد انتهاء الدوام ، جلست زينب إلى جانب قيس ، وراحت تتأمل سرواله ، الذي مزقته أنياب الكلب ومخالبه ، من مواضع عديدة ، ثم رفعت عينيها ، ونظرت إلى قيس ، وقالت : حقاً أنت بطل .
لم يرتح قيس إلى ما قالته زينب ، فهو يعرفها جيداً ، لكنه لم يتفوه بكلمة ، فقالت زينب : لو أن الكلب ، هذا المتوحش ، هاجم خولة ، وليس ديمة ..
وسكتت زينب لحظة ، ثم ابتسمت قائلة : الجميع قالوا إنك بطل ، وأوله ديمة ، ترى ماذا ستقول ماما ؟         

ليست هناك تعليقات: