قراءة في قصة "بائع الدمى"للأديب رافع يحيى
بقلم : سهيل إبراهيم عيساوي
بائع الدمى ، قصة للأطفال ، تأليف الدكتور رافع يحيى ، رسوم لؤي
دوخي ، إصدار مكتبة كل شيء-حيفا ،سنة الإصدار 2010 ، تقع القصة في 30
صفحة من الحجم المتوسط ( بدون ترقيم للصفحات ) ، يهدي الكاتب قصته إلى
ابنه الصغير محمد ، اخر العنقود .
القصة : تتحدث عن دمية مبتورة
القدم ، مهملة في مخرن مظلم ، حائرة لماذا هي في هذا المخزن على
سرير زهري ، قررت الدمية روان الخروج من الظلمة ومن المخزن إلى النور
والشمس والأزهار ، للبحث عن قدمها ،وجدت عصا في المخزن فاتكأت عليها ،
في طريقها وجدت سنجوم وسلحفاة ضخمة ، سنجوب دلها على بائع الدمى ، في
المدينة والسلحفاة نقلتها على ظهرها اليه هناك وجدت لها بائع الدمى
الطيب القلب دما جميلة تلائمها ، فقرروا مها مساعدة الأطفال في مدينة
السكر ، الذين فقدوا أقدامهم خلال الحرب اللعينة ،فرح الأطفال الذين
كانوا يتكئون على عصي خشبية ،بدأ بائع الدمى يركب لهم أقداما خشبية ،
تنتهي القصة بمبادرة روان الذهاب إلى البحر مع الأطفال الفرحين .
أبعاد القصة :
-
قام الكاتب الدكتور رافع يحيى ، بمعالجة ظاهرة اجتماعية بأسلوب ذكي
وبارع ، ظاهرة إهمال أصحاب الإعاقات في العالم العربي والعالم بشكل
عام ، الدمية روان ، تمثل أصحاب الإعاقات الجسدية ، هي متروكة في مخزن
مهجور ، لا تعرف ماذا يدور خارجه ، لا تعرف عن الحياة وعن الشمس
والأزهار ، تتساءل هل هنالك من يشببها وله قدم واحدة ؟؟ ومن وضعها
في المخزن ، المخزن يرمز إلى هامش الهامش ، إلى سجن الحياة الكبير ،
وتنكر المجتمع لأصحاب الإعاقات ، من خلال الإقصاء والتجهيل والإبعاد عن
الأضواء وضوضاء الحياة ، لكن روان في النهاية قررت الخروج إلى النور ،
لتبحث عن قدم تناسبها ، طبعا فرحت عندما شاهدت ضوء الشمس ، والأطفال
يعدون مع القطط والكلاب ،عندها صاحت " ما اجمل الدنيا " وليس كما
حاول البعض تصويرها لها ،وفي طريها تجد السنجوب الذي يدلها على بائع
الدمى ، لكن روان تعبت من كثرة السير ، عندها تظهر لها سلحفاة ضخمة ،
تحب الأطفال توافق على نقلها ومرافقتها إلى المدينة حيث دكان بائع الدمى ،
الرجل العجوز صاحب القلب الطيب ، كل هؤلاء أشخاص يحملون خصال الخيال ،
يتجندون لمساعدة روان وسائر الأطفال الذين يعانون من الإعاقة الجسدية ،
نهاية القصة فرحة لروان وأطفال مدينة السكر .
الرموز في القصة :
الدمية روان : ترمز إلى الأطفال الذين يعانون من إعاقة جسدية بالغة ، لكن المجتمع يتنكر لهم ولحقوقهم الأساسية .
النهر
: يرمز إلى قوة الحياة التي تتدفق ، لا تتوقف ، الاستمرارية ، وتحدي
المصاعب ، في طرح فلسفي قالت روان " ما اجمل النهر !! انه سعيد مع
انه يسير دون أقدام ! " ، يرمز أيضا إلى النقاء ، والرغبة الجامحة في
الوصول إلى المصب أي الهدف ، هذا الأمر شحن معنويات روان وإصرارها
على إيجاد قدمها الأخرى كي تسير مثل الأطفال .
السلحفاة : شخصية
تحب الخير والمساعدة وتتحمل الأعباء في نقل الصغار على قوقعتها
وتنقلهم من مكان إلى اخر، بعكس الفكرة النمطية عن السلحفاة (أنها
شديدة البطء ) يستعين بها الأطفال للتنقل .
السنجاب : يرمز إلى الشخص لذي يعرف المعلومات ويجب تقديمها للناس من أجل مساعدتهم .
بائع
الدمى : يرمز إلى صاحب القلب الطيب ، المحب للمساعدة ، والمهني ،
الذي لا يبحث عن الشهرة أو المال ، بل إسعاد البشر والتخفيف عن
ألمهم .
مدينة السكر : سميت بهذا الاسم كما ورد في القصة ، لان
أطفالها يحبون الشاي حلوا ، ويضعون فيه الكثير من السكر ، ربما لتغيير
طعم الحياة المر ، لكنهم فقدوا أقدامهم بسبب الحرب اللعينة ، ترمز
المدينة إلى الكثير من المدن المنكوبة بسبب الحرب الشرسة التي تقتل
الإنسان والنبات والحيوان ، وتهدم البيوت ، عندما وصلوا إلى المدينة ،
كانت معظم البيوت مهدمة والحارات خاوية من الأطفال ، لان الأطفال رمز
الحياة والاستقرار ، أيضا ترمز إلى الإهمال لأنها المدينة بعيدة عن
المركز فقد استغرق وقت طويل للوصول إلى المدينة المنكوبة ، أطفالهما
وسكانها عانوا الويلات بسبب الحروب ، ولم يتم ترميم ما هدمته الحرب
أو تقديم مساعدات طبية للأطفال .
الشمس : ترمز إلى النور والحرية والرغبة في التغيير ، عندما رأت روان الشمس دب النشاط في جسمها ،وشعرت بجمال الدنيا .
المخزن : يرمز إلى سجن الحياة والى العقاب الاجتماعي والانزواء فيكون الأنسان حبيس إعاقته وحبيس البيت .
المنطاد
: وسيلة قديمة للطيران والتنقل ، استخدم لنقل الألعاب والهدايا
والأقدام الاصطناعية للأطفال ، فهو ملون وجميل ، يحمل الحان موسيقية
جميلة ، يحلق في السماء الزرقاء ، فوق الجبال والتلال والبيوت ، بعكس
الطائرات التي تحمل القنابل والصواريخ لتهدم وتدمر القرى والمدن
والأحياء والحياة .
البحر : يرمز إلى الحرية والراحة النفسية ، التغيير ،
منطقة أمنة ، الرزق ، الخير ، المستقبل الزاهر ، الأطفال اتجهوا اليه
بعد ركب لهم بائع الدمى أقداما اصطناعية ، فرحين يبنون بيوتا صغيرة
على الشاطئ الكبير ، ربما تكون هذه البيوت عوضا عن بيوتهم التي
هدمتها الحرب .
رسالة الكاتب :
- ضرورة تقديم العون لأصحاب الإعاقات الجسدية من قبل أفراد المجتمع والحكومات والمنظمات الإنسانية
- الخير موجود بين الناس
-
على صاحب الإعاقة أن يركل الواقع المر ويبحث عن فرص الحياة ، وان
لا يوافق عل الانزواء والتقهقر . في بداية القصة روان كانت لعبة ملقاة
على سريرها الزهري ، وفي نهاية القصة أصبحت روان الإنسانة لها اسم ومعنى
ووجود ، وتبادر لمساعدة أترابها وتدخل الفرحة إلى قلوبهم .
- الحرب لعينة تدمر وتحطم أحلام الأطفال ، وتحرم من ابسط حقوقهم اللعب والجري على الشاطئ.
ملاحظة
: عنوان القصة : " بائع الدمى" ، من ناحية الاسم فهو اسم موفق
للقصة ، لكنه لا يعكس الأحداث ، لأن الأضواء على الدمية روان ، يمكن
أن يكون مثلا " روان وبائع الدمى " أو " الدمية روان " .
خلاصة :
قصة بائع الدمى للأديب الدكتور رافع يحيى ، قصة جميلة ، لغتها سهلة ،
تعالج قضايا إنسانية من الدرجة الأولى ، بأسلوب ذكي ، تتناغم فيها
اللغة والرسالة ، أيضا كعادته الأديب رافع يحيى يطرح قضايا فلسفية ،
تتطلب منا التفكير العميق ، وإعادة النظر في قضايا اجتماعية وسياسية
وفكرية .
أسئلة مقترحة حول القصة :
- من وضع روان داخل المخزن ؟
- لماذا فقدت روان قدمها حسب رايك ؟
- لماذا قررت روان الخروج للبحث عن قدمها ؟
- كيف وصلت روان إلى بائع الدمى ؟
- كيف أقنعت روان بائع الدمى بضرورة مساعدة أطفال مدينة السكر ؟
- لماذا وصل أبطال القصة إلى مدينة السكر عبر المنطاد ؟
- لماذا كانت شوارع مدينة السكر خاوية من الأولاد والبيوت مهدمة ؟
- ماذا تعلمت الدمية روان من النهر ؟
- ما المغزى من القصة ؟
- أكتب عنوانا مغايرا للقصة .
- أكتب نهاية أخرى للقصة .
- لماذا اختار الكاتب نهاية سعيدة للقصة حسب رايك ؟
- لماذا تمقت روان الحروب ؟
- لماذا سميت مدينة السكر بهذا لاسم ؟
- أكتب رسالة للكاتب تناقشه في أحداث لقصة
- لماذا سار الأطفال إلى البحر في نهاية القصة وماذا بنوا هناك ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق