الحدأة البيضاء
أحمد عبد الحكم أبو الحسن
نظرت الحدأة الأم إلى صغيرتها نظرة ذات معنى وقالت :
لقد كبرت يا
صغيرتى لذا يجب عليك الإعتماد على نفسك ، والبحث عن طعامك بصيد الأفراخ والفئران
قالت الحدأة الصغيرة ولكنك يا أمى تعلمين أن قلبى لا يحتمل نظرات العطف وصرخات الاستغاثة
قالت الأم فى نفسها المصيبة أن هذا صحيح فهذه الصغيرة
منذ أن خرجت من البيضة إلى الحياة وهى تختلف عن كل الحدآت فقد كانت تتألم والفئران
والأفراخ بين مخالبى يستغيثون ويطلبون
النجاة وكانت ترفض كثير من الطعام الذى
أقدمه لها
قالت الأم بغضب
- ولكنك بهذه
الطريقة ستموتين من الجوع . هذا طعامنا الوحيد وقد خلقنا ربنا هكذا وكل ميسر لما خلق له
نظرت الحدأة الصغيرة إلى الفضاء الواسع وتركت أمها
حزينة على حالها
&&&
نظرت الحدأة الصغيرة نظرة حادة ببصرها المعروف بقوته
ورأت عصفوراً يبحث عن طعام فى الأرض وبسرعة شديدة كان العصفور بين مخالبها يصرخ
مستعطفاً
-
إن لى صغاراً أبحث لهم عن طعام وهم بدونى سيموتون من الجوع
دمعت عينى الحدأة الصغيرة وقالت للعصفور
- سأتركك من
أجل صغارك ولكن المرة القادمة لن أرحمك
لم يصدق العصفور نفسه وهو يطير بعيداً عن الحدأة
&&&
جاء المساء والحدأة تتلوى من الجوع وكلما نالت من عصفور
أو فأر أشفقت عليه وتركته غير مصدق
للنجاة ،
ونظرت الحداة فرأت فأراً يأخذ بين أسنانه عصفوراً صغيرا غير
مبال بصراخه وتوسلاته وأخذ يأكله بنهم شديد وقالت الحدأة لنفسها
- لم يتحرك قلبه للحظة واحدة أمام هذا العصفور المسكين
ولم يرحمه فكيف أرحم مثله وأنا سأموت من الجوع ،
وفى لحظة كان الفأر بن مخالب الحدأة يصرخ متوسلاً ولم يرحمه صراخه من أن يكون طعام اليوم الأول
للحدأة الصغيرة ذات القلب الطيب .!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق